مُحلل سياسي لـ “الوطنية تي في”:العلاقات الجزائرية _ الفرنسية بلغت نُقطة اللاعودة
تُوحي كُل التقديرات السياسية والتحليلات التي قدمها نجيب بسيلة، أستاذ العُلوم السياسية والعلاقات الدُولية بجامعة سعيدة _الجزائر_، إلى أن “الأزمة القائمة بين الجزائر وفرنسا قد بلغت نُقطة اللاعودة، وقطع العلاقات الديبلوماسية متوقف على مدى قراءة باريس للرسائل الضمنية غير المُباشرة التي يُمكن استخلاصها من بيان الخارجية”، وهُنا طرح تخمينين الأول: قراءة البيان بعناية والتركيز على […] The post مُحلل سياسي لـ “الوطنية تي في”:العلاقات الجزائرية _ الفرنسية بلغت نُقطة اللاعودة appeared first on الجزائر الجديدة.

تُوحي كُل التقديرات السياسية والتحليلات التي قدمها نجيب بسيلة، أستاذ العُلوم السياسية والعلاقات الدُولية بجامعة سعيدة _الجزائر_، إلى أن “الأزمة القائمة بين الجزائر وفرنسا قد بلغت نُقطة اللاعودة، وقطع العلاقات الديبلوماسية متوقف على مدى قراءة باريس للرسائل الضمنية غير المُباشرة التي يُمكن استخلاصها من بيان الخارجية”، وهُنا طرح تخمينين الأول: قراءة البيان بعناية والتركيز على كُل كلمة وجملة وفهم المعنى الحرفي للرسائل الضمنية، والتخمين الثاني: إصرار فرنسا على الاستعلاء وهُنا القطيعة ستكون قريبة جدًا.
وحول سؤال: كيف يُمكن تفسير إنهاء الامتيازات العقارية التي كانت تستفيد منها سفارة فرنسا بالجزائر؟ يقول نجيب بسيلة في حوار مُقتضب مع “الوطنية تي في” إن “فرنسا كانت عن عقارات أُخرى لاستعمالها في أغراض مشبوهة تحمل طابعا استخباراتيًا وتجسسيًا”.
كيف تقرأ سياقات التطورات الأخيرة الحاصلة بين الجزائر وفرنسا؟
فرنسا تريد استعادة قوتها بمثل هذه السلوكات التي يرفُضها القانون الدولي وما تفعله هو نوع من الاستعلاء وتوظيف للفكر الكولونيالي الذي لازال يستحوذ على ساسة فرنسا ومثقفيها.
لو وضعنا هذه الخرجة في إطار القانون الدولي فيمكننا وصف فرنسا بـ “الدولة المارقة” وهُو مصطلح يُستخدم في السياسة الدُولية لوصف دولة تعتبر خارجة عن القانون أو النظام الدوليين ففي غالب الأحيان نجدها تتصرف بطريقة عُدوانية أو مُعادية تجاه الدُول الأخرى، والقانون الدولي في هذا السياق هو اتفاقيات ايفيان قسم قانون المُعاداة الصادر عام 1969 الذي ينص على أن الانسحاب من أي اتفاقية لا يتم إلا وفق التوافق بين الأطراف المتعاقدة ولو اسقطنا هذا على اتفاق 2013 لا توضح لنا أن المادة 8 من الاتفاق تلزم أحد الأطراف على إخطار الطرف الآخر بأنه يُريد المُغادرة والانسحاب أو حتى تعليق الاتفاقية 90 يومًا قبل هذا.
واللافت أن القناة الوحيدة التي تتعامل بها الدُول مع بعضها البعض هي القنوات الدبلوماسية وليس الصحافة أو الإعلام وليس ايضًا مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هي دلالات أن تلجأ الجزائر إلى نقض هذه الاتفاقيات بدل تعليقها؟
يمكن القول أنها رد فعل طبيعي فعندما نقرأ بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية سنكتشف أن البيان اتسم بلغة عقلانية جدا ورزينة توحي بأن الذي يقف وراءه يحترم الاتفاقيات ولا يخرقُ إطلاقا القانون الدولي والملاحظ أيضا أن رد الفعل الجزائري كان قويًا ومُنتظرًا.
هل القرار يحمل في طياته رسالة سياسية مُعينة؟
نعم هُناك رسائل مخفية مفادها أننا على مقربة من قطع العلاقات الدبلوماسية، والرسائل الأخرى هي أن الجزائر ذات سيادة وتتعامل من منطق رابح رابح سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
كيف يُمكن تفسير إنهاء الامتيازات العقارية التي كانت تستفيد منها سفارة فرنسا بالجزائر وما دلالات ذلك على مُستقبل العلاقات بين البلدين؟
يدخل دائمًا ضمن الرسالات السالفة الذكر يعني أن الجزائر لم تعد محمية فرنسية والزمن الذي كانت تفعل فيه فرنسا ما تريد وتملي على الجزائر أوامرها قد ولى وذهب إلى غير رجعة، اليوم نحن أمام زمن آخر التعامل الند بالند والمصالح بين الجزائر وفرنسا يجبُ أن تُصان ومنها قضية العقارات التي كانت تستحوذ عليها السفارة الفرنسية في كل زاوية من الجزائر وكأن هذه السفارة لم يكفها مقرها المعتاد وإنما كانت تبحث عن عقارات أخرى وربما وهذا وارد جدًا لاستعمالها في أغراض مشبوهة وتحمل طابع استخباراتي وتجسسي ولهذا الجزائر اتخذت هذه الخطوة.
منذ بداية الأزمة القائمة بين البلدين كثر الحديث عمن يقود القرار في فرنسا في ظل تغول اليمين المتطرف، اليوم صحيفة لوفيغارو الفرنسية قالتها صراحة أن ماكرون انتقل من معسكر جان نويل بارو إلى مُعسكر روتايو، في اعتقادك ما الخطة التي تُطبخ اليوم هُناك؟
أنا قلتها سابقًا أن فرنسا اليوم تُمثل كتلة واحدة فقط هناك توزيع للأدوار حتى يستطيع أن يلعب كل طرف دور مُعين، وماكرون قد اتخذ هذا المنحى التصاعدي بالنظر إلى الظروف الاقتصادية التي تعيشها فرنسا، فهو يسعى جاهدًا للتخفيف من حدة الضغط الشعبي عليه أي الهروب من الضغوطات الداخلية فالتيار الماكروني قد ضعف كثيرا.
أي دور يلعبه اللوبي الصهيوني المتواجد اليوم في فرنسا، وهل كان له تأثير مباشر في توتير العلاقات مع الجزائر؟
نعم هو يلعب الدور الأساسي وإن شئنا هو المرجعية التي يعودون إليها ويستلهمون منها خطط العمل بالتعامل مع الجزائر، كذلك هذا التيار له تأثير كبير على اليمين المُتطرف بدليل أن هناك الكثير من المنتمين له موجودون داخل اليمين المتطرف، وهنا سأفتح القوس للحديث عن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مُؤخرا أن بلاده ستعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية خلال الدورة الـ 80 للجمعية العام للأمم المتحدة، فهذا الإعلان في حد ذاته يُمثل لعبة قذرة.
ما السيناريوهات المُتوقعة في علاقة الجزائر وفرنسا المستقبلية؟
المُؤكد اليوم أن العلاقات لن تعود كما كانت عليه في السابق وستكون علاقة الند بالند دولة قوية مقابل دولة قوية، والأمر المؤكد الآخر أنه وإذا بقي الجانب الفرنسي في استعلائه فإن القطيعة ستكون قريبة جدا.
فؤاد ق
The post مُحلل سياسي لـ “الوطنية تي في”:العلاقات الجزائرية _ الفرنسية بلغت نُقطة اللاعودة appeared first on الجزائر الجديدة.