نيكولا الفرزلي لـ”الوطنية تيفي”:جريمة مسجد لوغار تفضح الوجه الآخر لانتهاكات حقوق مسلمي فرنسا
يبدو أن الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بها المسؤولين الفرنسيين بين الحين والآخر مُجرد شعارات جوفاء والدليل على هذا العنف الوحشي الذي أصبح يُطارد الجالية المُسلمة التي أصبحت عُرضة لجميع أشكال العُنصرية والتمييز الديني الممنهجين وهو ما أكده ماهر نيكولا الفرزلي، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية بواشنطن لدى نُزوله ضيفًا على قناة “الوطنية تي […] The post نيكولا الفرزلي لـ”الوطنية تيفي”:جريمة مسجد لوغار تفضح الوجه الآخر لانتهاكات حقوق مسلمي فرنسا appeared first on الجزائر الجديدة.

يبدو أن الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بها المسؤولين الفرنسيين بين الحين والآخر مُجرد شعارات جوفاء والدليل على هذا العنف الوحشي الذي أصبح يُطارد الجالية المُسلمة التي أصبحت عُرضة لجميع أشكال العُنصرية والتمييز الديني الممنهجين وهو ما أكده ماهر نيكولا الفرزلي، مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية بواشنطن لدى نُزوله ضيفًا على قناة “الوطنية تي في”.
وقال المتحدث، إن “العرب ولا سيما الأفارقة صاروا عُرضة للممارسات العُنصرية والتمييزية”، ووصف هذه المشاهد المتكررة بين الحين والآخر بـ “الحزينة وهي تُعبرُ عن عُنصرية المُحيط الثقافي، فمن يُسيطر على الفنون والثقافة يستطيع أن يصنع هذه العنصرية”.
وينتهي مدير المركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية بواشنطن في تحليله للاتهامات المُوجهة لمارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المُتطرف حول ضلوعها في هذه الممارسات التمييزية، بالقول: “نعم اليمين هو من يقف ورائها ومعروف أن المنتخبين في قرية لاغران كومب بمنطقة غارد بجنوب فرنسا التي وقعت فيها الجريمة يصوتون لصالح مارين لوبان”.
وفي رده على سؤال وجيه حول ما إذا كانت هذه الجرائم تعكسُ بشكل صريح فشل النموذج الفرنسي في الاندماج بين مختلف الثقافات والأديان والشعوب، يجزمُ المُتحدث أولا أن “النموذج الفرنسي كان مبني أولا على أساس الإنسانية العالمية ومحاربة العنصرية لكن خلال الثلاثين سنة الأخيرة تغير المجتمع الفرنسي بالنظر إلى الضغط الذي يمارسه اليمين المتطرف”، وهنا فتح المتحدث قوسًا للحديث عن “الحملة الفرنسية العُنصرية ضد الجزائر التي يقودها وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو ضد الجزائر، ففي كل مرة يعقد مؤتمر صحفي ويوجه سهامه نحو الجزائر”.
وعن دور السلطات الفرنسية من جرائم الكراهية، رد المتحدث بالقول إن “نسبة كبيرة من المسؤولين الفرنسيين تسري العُنصرية في دمائهم”، وينتهي في هذا السياق إلى طرح السؤال التالي: “لماذا؟” ويُجيب بالقول إن “فرنسا تعاني من أزمة اقتصادية ومالية وصناعية وهي في حالة انهيار اقتصادي ومالي وأغلب مسؤوليها يطبقون سياسة الهروب إلى الأمام وعدم مواجهة الحقائق ومما عمق من الأزمة تشكيلة الحكومة الفرنسية التي تضم مجموعة من الأحزاب التي تكره بعضها البعض وهو ما سيدفع ماكرون لحل البرلمان في سبتمبر المقبل للمرة الثانية على التوالي ولذلك نسبة كبيرة من السياسيين الحاليين في فرنسا يفكرون فقط في مستقبلهم السياسي على مدى قصير”.
وعبر سياسيون جزائريون عن “قلقهم الكبير” اتجاه تصاعد المشاعر المعادية للجالية المسلمة في فرنسا، وفي هذا السياق، أدانت حركة البناء الوطني، أمس الأحد، بشدة جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها أحد رواد مسجد “لوغار” جنوب فرنسا، حيث قُتل شاب من أصل إفريقي يوم الجمعة على يد أحد المتطرفين الذي عبّر علنًا عن كراهيته للمسلمين أثناء ارتكاب الجريمة.
وَحمل الحزب السلطات الفرنسية المسؤولية الكاملة عن تسليط الضوء على ملابسات الجريمة ومعاقبة الجاني بشدة لضمان تحقيق العدالة، وَأعربت حركة البناء عن استغرابها من غياب التحرك الفوري من وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، الذي طالما استغل القضايا المرتبطة بالمهاجرين المسلمين لأغراض سياسية وإسلاموفوبية، حيث كان يربط معظم الجرائم التي تقع على الأراضي الفرنسية بالمهاجرين ذوي الأصول المسلمة، لا سيما من يحملون الجنسية الجزائرية.
ورغم وجود دوافع عنصرية واضحة في هذه الجريمة، اكتفى روتايو بتصنيف الحادثة على أنها “عنف وحشي” دون ربطها بالإرهاب أو العنصرية كما كان يفعل في السابق، وَجدير بالذكر أن روتايو اكتفى بوصف الحادثة بـ “المروعة” في تغريدة عبر شبكة “إكس”، كما دعا السلطات الفرنسية إلى توفير حماية أفضل للمواطنين الأجانب، خاصة من ذوي الأصول المسلمة، واتخاذ تدابير أكثر فاعلية لمنع انتهاك حقوقهم واحترام مقدساتهم.
وَوفقًا لبيان المدعي العام في أليس عبد الكريم قريني، فقد قُتل المصلّي داخل المسجد على يد مصلٍ آخر يوم الجمعة الماضية، في حين أفادت وسائل الإعلام الفرنسية أن الضحية تلقى ما بين 40 إلى 50 طعنة، وفق نتائج أولية قبل التأكيد عبر تشريح الجثة.
ومن جهته، دعا الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، مصطفى ياحي، أمس الأول، إلى “توحيد الصفوف لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر”. مبرزًا دور الجالية الوطنية بالمهجر في هذا الاتجاه، وقال ياحي في كلمة له خلال افتتاح أشغال ندوة نظمها الحزب بمقره الوطني، ببن عكنون، في العاصمة، ناقشت “واقع وآفاق الجالية الجزائرية في المهجر”، إنّ “الجالية الوطنية المتواجدة بالخارج هي امتداد للجزائر وجزء لا يتجزأ من شعبها.”
من جهة أخرى، ندّد بـ”استمرار الاستفزازات الفرنسية غير محسوبة العواقب” تجاه الجزائر. موجهًا الدعوة لكافة الشركاء السياسيين والمجتمع المدني والنخب إلى “العمل على توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية بالداخل والخارج، من أجل دحض المكائد وإفشال المؤامرات التي تحاك ضد الوطن”، وختم ياحي كلمته بدعوة المتدخلين في الندوة من ممثلي الجالية بالخارج إلى إنشاء “مجلس وطني خاص بالجالية”، تسند إليه مهمة تنظيمها وهيكلتها والدفاع عن مصالحها.
فؤاد.ق
The post نيكولا الفرزلي لـ”الوطنية تيفي”:جريمة مسجد لوغار تفضح الوجه الآخر لانتهاكات حقوق مسلمي فرنسا appeared first on الجزائر الجديدة.