هكذا يخطط اليمين الفرنسي لإجهاض المصالحة مع الجزائر

حتى بعد التزام الرئيسين الجزائري، عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالتهدئة، من خلال البيان المشترك المعمم الاثنين المنصرم، يصر اليمين الفرنسي بشقيه التقليدي والمتطرف، على تسميم الأجواء عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، إلى الجزائر، هذا الأحد السادس أفريل الجاري. أخطر استفزاز يمكن تسجيله منذ الاثنين المنصرم (تاريخ تعميم البيان المشترك […] The post هكذا يخطط اليمين الفرنسي لإجهاض المصالحة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 5, 2025 - 20:21
 0
هكذا يخطط اليمين الفرنسي لإجهاض المصالحة مع الجزائر

حتى بعد التزام الرئيسين الجزائري، عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بالتهدئة، من خلال البيان المشترك المعمم الاثنين المنصرم، يصر اليمين الفرنسي بشقيه التقليدي والمتطرف، على تسميم الأجواء عشية زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، إلى الجزائر، هذا الأحد السادس أفريل الجاري.
أخطر استفزاز يمكن تسجيله منذ الاثنين المنصرم (تاريخ تعميم البيان المشترك المجسّد للتهدئة)، هو ما أقدمت عليه عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، فالير بوايي، عن حزب “الجمهوريون”، الذي يهدف وزير الداخلية الفرنسي الحالي، برونو روتايو، إلى قيادته في المؤتمر المرتقب شهر ماي المقبل.
وبهذا الصدد، استقبلت فاليري بوايي، زعيم منظمة “الماك” الإرهابية، فرحات مهني ونائبه أكسل بلعباس، في مجلس الشيوخ الفرنسي، الخميس، وفق ما جاء في تغريدة لها على حسابها في منصة “إكس”، مرفوقة بصورة لها مع زعيمي المنظمة الإرهابية في بهو مجلس الشيوخ، حيث عبّرت عن ارتياحها لاستقبال الشخصين السالف ذكرهما واللذين صدرت بحقهما قرارات من العدالة الجزائرية بسبب إضرارهما بالوحدة الترابية للجزائر.
والمثير في التغريدة أنها تصر على ضرب الوحدة الترابية للجزائر، من خلال تأكيد دعمها للشخصين المدانين في قضايا إرهابية، ولمشروعهما الذي يستهدف الوحدة الترابية، علما أن السلطات الجزائرية تقدمت بطلب ترحيل زعيمي هذه المنظمة الإرهابية، وهو الملف الذي يفترض أن يطرح على طاولة المباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي، جون نويل بارو، خلال زيارته المرتقبة للجزائر هذا الأحد السادس من أفريل الجاري.
وتعتبر فاليري بوايي، مقربة جدا من وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، والداعمة له بقوة من أجل السباق على رئاسة حزب “الجمهوريون” في مؤتمره على بعد نحو شهر من الآن، بين روتايو وغريمه لوران فوكيي، ويمكن تلمس دعمها لوزير الداخلية من خلال التغريدات الموجودة على حساب في منصة “إكس”.
ويشكل استقبال زعيمي منظمة إرهابية مطلوبين للعدالة الجزائرية في مؤسسة سيادية في فرنسا، مثل مجلس الشيوخ، استفزازا ما بعده استفزاز، لاسيما وأن هذا الفعل السياسي الموغل في الاستفزاز يأتي عشية الزيارة المرتقبة لوزير خارجية فرنسا، جون نويل بارو، إلى الجزائر، فيما بدا استهدافا مباشرا لإفشال زيارة بارو، ومن ثمّ، خفض التصعيد المعبّر عنه من قبل الرئيسين الجزائري والفرنسي.
وفي اليوم ذاته الذي استقبلت السيناتور، فاليري بوايي، مطلوبين وفارين من العدالة الجزائرية، خرج زميلها في الحزب ومرشحها المفضّل لقيادة حزب “الجمهوريون”، برونو روتايو، بتصريحات لا تقل استفزازا عما قامت به السيناتور، حيث وعلاوة على اتهام الجزائر بعدم استقبال رعاياها، وهي أسطوانة مشروخة، لأن الجزائر لم ترفض استقبالهم وإنما طالبت باريس باحترام الإجراءات المعمول بها وكذا الاتفاقيات المبرمة المتعلقة بالتعاون القنصلي لسنة 1974، وكذا تمكينهم من حقهم في استنفاذ إجراءات التقاضي، فإنه وبوقاحة، تحدث عن وجوب إطلاق سراح الكاتب الفرانكو جزائري، بوعلام صنصال، المدان بخمس سنوات سجنا نافذا في قضايا خطيرة اعترف باقترافها بعظمة لسانه.
والغريب في كلام الوزير المثير للجدل، هو أنه يتحدث عن وجوب إطلاق سراح صنصال، في الوقت الذي يستقبل زعيمي منظمة إرهابية في مؤسسة سيادية فرنسية، وفي الوقت الذي ترفض فيه العدالة الفرنسية تسليم الوزير الجزائري الهارب، عبد السلام بوشوارب، والذي تورط في تكبيد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة، من خلال هندسته لدفتر شروط مخز لشركة “رونو” المتوقفة عن النشاط في الجزائر بقرار من السلطات الجزائرية في سنة 2020، وفي ذلك تدخل سافر في الشؤون الداخلية للبلاد، وتقليل من شأن الأحكام القضائية في الجزائر، مقابل إعلاء شأن القضاء الفرنسي.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post هكذا يخطط اليمين الفرنسي لإجهاض المصالحة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.