هند زواري و بهجة رحال وبن زينة وسڨني يضيئون ركح المسرح الجهوي

شهد المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة أجواء فنية مميزة خلال السهرة الثانية من فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، حيث اجتمع عشاق هذا الفن العريق على إيقاعات أصيلة وأداء راقٍ. اعتلت المنصة كوكبة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية، يتقدمهم صوت الجزائر بهجة رحال التي أبهرت الجمهور بأدائها المتقن، إلى جانب الفنانة التونسية هند زواري […] The post هند زواري و بهجة رحال وبن زينة وسڨني يضيئون ركح المسرح الجهوي appeared first on الجزائر الجديدة.

سبتمبر 24, 2025 - 02:02
 0
هند زواري و بهجة رحال وبن زينة وسڨني يضيئون ركح المسرح الجهوي

شهد المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة أجواء فنية مميزة خلال السهرة الثانية من فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، حيث اجتمع عشاق هذا الفن العريق على إيقاعات أصيلة وأداء راقٍ.

اعتلت المنصة كوكبة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية، يتقدمهم صوت الجزائر بهجة رحال التي أبهرت الجمهور بأدائها المتقن، إلى جانب الفنانة التونسية هند زواري التي حملت معها نفحات المالوف التونسي في مزيج متناغم مع أجواء المدينة. كما أضاف الفنان عبد الرشيد سڨني لمسته الخاصة، فيما أطرب عبد العزيز بن زينة الحضور بصوته العذب وأسلوبه المميز، لتشكل هذه السهرة لوحة فنية متكاملة جمعت بين التنوع والإبداع. وقد عرفت الأمسية تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي غصت به قاعة المسرح، في مشهد يعكس تمسك مدينة قسنطينة بتراثها الموسيقي وحرصها على صون المالوف ونشره عبر هذه التظاهرة الثقافية.

هند الزواري تمزج المالوف بموسيقى العالم
وتجمع الرهافة الشرقية والحس الأوروبي

أضاءت الفنانة التونسية هند الزواري، في ثاني أمسيات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي لموسيقى المالوف بقسنطينة، ركح المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني وهي تحتضن آلة القانون، لتأخذ الجمهور في رحلة موسيقية عابرة للحدود. رافقتها ثلاث موسيقيات من ثقافات مختلفة، السويدية ميمي على التشيلو، النمساوية إيرين على الكمان، والتونسية آمنة على الدربوكة، فشكّلن معاً فرقة متجانسة جسّدت فكرة أن الموسيقى هي لغة عالمية قادرة على جمع الشعوب. امتزج المالوف في هذه السهرة بلمسات معاصرة ونفحات صوفية، حيث رأت الزواري في الموسيقى رسالة سلام تتخطى الحدود وجسراً يربط القارات ويعانق القلوب، لتؤكد أن هذا الطابع الأندلسي العريق يستطيع أن يحتضن العالم دون أن يفقد هويته.

تنقل البرنامج بين أنغام المالوف الأصيل وتلوينات إسبانية ومشرقية وصولاً إلى تأثيرات إسكندنافية، لتمنح السهرة بعداً كونياً متعدد الطبقات. افتتحت الزواري بعرضها «صوت المهاجر» الذي ألّفته متأثرة بتجارب فنانين عاشوا الغربة بحثاً عن الأمان، ثم أهدت الجمهور نسخة جديدة من “البنت الشلبية” لفيروز في توزيع يزاوج الرهافة الشرقية بالحس الأوروبي. وفي لحظة روحانية آسرة، قدمت وصلة صوفية بعنوان “طالما أشكو غرامي” جمعت بين الأنغام الأندلسية والإيقاعات الإسكندنافية، لتنتقل بعدها إلى أجواء الجنوب التونسي عبر أغنية “ذوق النخيل’. أما الختام فجاء بتوشية الزيدان وموشح “يا محلى الراح” إلى جانب الأغنية الشعبية التونسية الشهيرة “سيدي منصور” التي أعادت القاعة إلى أجواء احتفالية حماسية صاخبة.

ما يميز تجربة هند الزواري ليس فقط قدرتها على الانتقال السلس بين المدارس الموسيقية، بل أيضاً جرأتها في تلوين المالوف بروح معاصرة تمنحه أفقاً رحباً للتلاقي الثقافي، ليغدو صوتها وجوقتها نموذجاً حيّاً لموسيقى تتجاوز الجغرافيا وتجمع بين التنوع والوحدة في آن واحد.

فرقة هند الزواري تمزج الألوان الموسيقية وتفتن جمهور قسنطينة

عاش جمهور المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته الثالثة عشرة، بين جسور قسنطينة المعلقة وأزقتها العتيقة، تجربة موسيقية مميزة مع فرقة الفنانة التونسية هند الزواري، التي جمعت بين آلات متعددة وأصوات تنتمي إلى ثقافات وجنسيات مختلفة. العازفة السويدية ميمي، المتألقة على آلة التشيلو، لم تخف انبهارها بالمدينة وجمهورها، مؤكدة أن الجزائريين يفتحون قلوبهم للموسيقى ويجعلون من كل أداء لحظة استثنائية، وأضافت أن قسنطينة تأسرها بسحرها وكأنها لوحة حية تجمع بين الشرق والغرب. أما النمساوية إيرين، عازفة الكمان، فقد اعتبرت مشاركتها في هذا المهرجان تكريماً حقيقياً لتراث الأندلس الراسخ، معبرة عن إعجابها بالتناغم بين التاريخ والحداثة في المدينة، وعن دهشتها من عناية الجمهور الجزائري بالموسيقى الكلاسيكية ودقته في الإصغاء، وهو ما منحها إحساساً عميقاً بالاحترام والتقدير. من جهتها، أشارت آمنة التونسية، عازفة الإيقاع، إلى اعتزازها الكبير بتمثيل بلادها في هذا الحدث الدولي، مشيدة بمحبة الجزائريين لموروثهم الموسيقي وحرصهم على صونه بحفاوة وانفتاح، الأمر الذي يضفي على العزف طاقة روحية نادرة. هكذا التقت أصوات التشيلو والكمان والإيقاع مع روح المالوف الأندلسي، لتنسج لوحة فنية عابرة للحدود جسدت المعنى الأصيل لوحدة الشعوب عبر الموسيقى.

الفنانة التونسية : الموسيقى الصوفية رسالة سلام تتجاوز الحدود

تحدثت الفنانة التونسية هند الزواري عقب مشاركتها في الطبعة الثالثة عشرة(13)من المهرجان الدولي للمالوف، حيث عبّرت عن إيمانها العميق بقدرة الموسيقى على جمع الأرواح وكسر الحواجز، مؤكدة أن الموسيقى الصوفية لغة كونية تحمل في طياتها رسالة سلام. وقالت إن معاناة الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، تمثل جرحاً إنسانياً مؤلماً، معتبرة أن صمت الفنان أمام مثل هذه المآسي خلل أخلاقي، لذلك فإن رسالتها الفنية تنحاز للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وروت علاقتها الروحية بآلة القانون، مشيرة إلى أن والدها كان عازف قانون وأنها تعلمت العزف منذ سن السابعة، حيث نشأت بينهما علاقة وجدانية عميقة ما تزال ترافقها حتى اليوم. كما اعتبرت أن التصوف أفق إنساني رحب يتجاوز كل الأديان والثقافات، مؤكدة أن كلمة “الله” نفسها كلمة كونية ذات بعد نفسي وروحي قادر على ملامسة كل البشر.

وفي حديثها عن فرقتها، التي تضم أربع نساء من ثلاث جنسيات مختلفة، أوضحت أن الموسيقى قادرة على تحطيم الحواجز الثقافية واللغوية، فهي لغة عالمية تجمع بين الناس وتنقل رسالة السلام والدعم لقضايا المهاجرين، بالإضافة إلى دورها في الأعمال الخيرية وتعزيز تماسك المجتمعات الإنسانية. كما كشفت أن أغنيتها “المهاجر” ولدت من رحم تجارب مؤلمة عاشها فنانون التقت بهم خلال إقامتها في فرنسا، مثل سعاد ماسي ونسيمة، ممن اضطروا للهجرة هرباً من التهديدات خلال فترة التسعينيات، فاختارت أن تكون صوتاً لكل مهاجر يحمل قصته وألمه ليصبح جزءاً من رسالة موسيقية سامية.
بهذه الرؤية تؤكد هند الزواري أن المالوف الأندلسي حين يلتقي بالروح الصوفية يتحول إلى لغة سلام إنسانية تتجاوز الأوطان والحدود.

 

بهجة رحال تتألق في ثاني سهرات المهرجان الدولي للمالوف

الصنعة العاصمية تلاقي المالوف القسنطيني في ليلة طربية خالدة

شهد مسرح محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة خلال السهرة الثانية من فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، حيث أبهرت الفنانة بهجة رحال القادمة من الجزائر العاصمة جمهور المدينة بأداء حمل بصمتها العاصمية الراقية في فن الصنعة. افتتحت رحال وصلتها بمقتطفات من نوبة السيكا لتصدح بصوتها في قصيد “يا ليل الله يا ليل”، وقد أبدعت في تجسيد لواعج العاشق الذي أنهكه السهر والحنين، قبل أن تنساب بخفة إلى المقطع الشهير “وكيف ينام العشيق”، مبرزة تحكماً بارعاً في المقامات وإتقاناً تقنياً منح المستمعين لحظة صفاء روحي استحضرت عبق التراث الأندلسي. ولم تقتصر على تقديم القطع الكلاسيكية، بل زينت برنامجها بمجموعة من الخلاصات والانصرافات التي كشفت عن ثراء المدرسة العاصمية وقدرتها على المزج بين الدقة التقنية والدفء الوجداني. تجاوب الجمهور القسنطيني بحرارة مع أدائها، فغمرت القاعة أجواء الطرب الأصيل، في سهرة أكدت من جديد أن المالوف، بمختلف مدارسه، يظل لغة جامعة قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية واحتضان القلوب.

انفتاح المدارس الأندلسية الثلاث سبيل لحماية التراث وإغنائه

أكدت المطربة الأندلسية بهجة رحال، على هامش مشاركتها في فعاليات الدورة الثالثة عشرة(13) للمهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة، أن حضورها في هذا الحدث يمثل لها امتداداً لمسار طويل بدأته منذ تكوينها الأول سنة 1974 بالمعهد البلدي للأبيار بالعاصمة، حين تلقت أبجديات مدرسة الصنعة قبل أن تنطلق فعلياً عام 1982 مع الجمعيات وتشارك في المهرجانات الوطنية، من بينها مهرجان المالوف بقسنطينة في العام نفسه، حيث جمعت المنصة آنذاك أصواتاً من المدارس الثلاث. وأوضحت رحال أن التراث الأندلسي في الجزائر، الذي يقوم على مدارس الصنعة والمالوف والغرناطي، ظل يعاني من ضعف في التبادل بين فروعه، ما فوّت على الفنانين والمتعلمين فرصاً مهمة للتلاقح وتطوير الأداء. وأبرزت أن انفتاح هذه المدارس على بعضها البعض وتكاملها يشكلان شرطاً أساسياً لصون هذا الموروث وإغنائه، إذ تمنحه الوحدة في إطار التنوع قوة وعمقاً أكبر. وعن جانبها الأكاديمي، أشارت الفنانة إلى إسهاماتها البحثية من خلال إصدار كتابين، الأول بعنوان “الصوت القلم والريشة” والثاني “بهجة النفوس في بهاء جنات الأندلس”، فضلاً عن تحضيرها لعمل ثالث يتناول الموشحات والشعراء والشاعرات الذين أسهموا في إثراء هذا الفن، مؤكدة أن النهوض بالتراث الأندلسي مسؤولية جماعية تتطلب دعماً مؤسسياً، وعلى رأسه وزارة الثقافة التي يقع على عاتقها احتضان كل ما يخص هذا الفن العريق.

 

المهرجان الدولي للمالوف يخلّد اسم عمار توهامي وفاء الفن الأندلسي لرموزه الراحلين

احتضن المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة في السهرة الثانية من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف، في أجواء مفعمة بالوفاء، حيث خُصصت لحظة مؤثرة لتكريم روح الفنان الراحل عمار توهامي. فقد وقف الحضور من جمهور وعائلة الفقيد وكوكبة من الفنانين دقيقة صمت، تلتها موجة تصفيق طويل عبّرت عن مدى التقدير والمحبة التي يكنها له عشاق هذا الفن الأصيل. وتقديراً لعطائه، قدمت إدارة المهرجان لعائلته درعاً رمزياً وشهادة اعتراف بمسيرته الحافلة في خدمة المالوف، في التفاتة أضفت على الأمسية طابعاً وجدانياً عميقاً. وأكد محافظ المهرجان إلياس بن بكير أن هذه المبادرة جاءت لتسليط الضوء على الأثر الباقي لتجربة الفنان الذي أسهم في نشر هذا اللون الموسيقي وترسيخ حضوره في وجدان قسنطينة، فيما عبّرت عائلته عن امتنانها لكل من شاركها هذه اللحظة التي جمعت بين الحزن والفخر. وبرحيل عمار توهامي، الذي عُرف بشغفه وإخلاصه للمالوف، فقدت الساحة الفنية ركناً مهماً من ذاكرتها، غير أن اسمه سيظل حاضراً بقوة، يرافق نغمات هذا التراث الأندلسي العريق الذي كرّس حياته من أجله.

خليل عدة

The post هند زواري و بهجة رحال وبن زينة وسڨني يضيئون ركح المسرح الجهوي appeared first on الجزائر الجديدة.