قسنطينة تحتفي بالطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني في ليلة تكريم عابرة للحدود

في أجواء يملؤها الحنين والوفاء، ارتدى المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة حلّة خاصة ليلة التكريم، حيث تحوّلت الدورة الثالثة عشرة(13) من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف إلى لحظة استثنائية من العرفان لاسمين كبيرين في هذا الفن العريق، التونسي الطاهر غرسة وعميد المدرسة القسنطينية محمد الطاهر فرقاني. كان المشهد محمّلاً برمزية تتجاوز الحدود، إذ صعد الفنان […] The post قسنطينة تحتفي بالطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني في ليلة تكريم عابرة للحدود appeared first on الجزائر الجديدة.

سبتمبر 23, 2025 - 22:20
 0
قسنطينة تحتفي بالطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني في ليلة تكريم عابرة للحدود


في أجواء يملؤها الحنين والوفاء، ارتدى المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة حلّة خاصة ليلة التكريم، حيث تحوّلت الدورة الثالثة عشرة(13) من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف إلى لحظة استثنائية من العرفان لاسمين كبيرين في هذا الفن العريق، التونسي الطاهر غرسة وعميد المدرسة القسنطينية محمد الطاهر فرقاني. كان المشهد محمّلاً برمزية تتجاوز الحدود، إذ صعد الفنان زياد غرسة ليتسلم درع الوفاء باسم والده، فيما تسلّم عدلان فرقاني تكريم العائلة الجزائرية التي صنعت تاريخ المالوف وأضاءت دروبه. امتلأت القاعة بجمهور من عشاق هذا الطرب الأصيل، وشهد الحضور لحظة مؤثرة حين اعتبر زياد غرسة الراحل محمد الطاهر فرقاني «الأب الروحي» لمسيرته الفنية، مستعيداً ذكريات أولى خطواته على ركح مهرجان الحمامات في تونس، حين منحه العميد القسنطيني الثقة التي دفعته لمواجهة الجمهور. ولم يخف زياد الوصية التي ظل يردّدها عليه والده الراحل، بأن يصغي دائماً إلى تسجيلات فرقاني ويستوعب ألحانه، وهي كلمات جسّدت عمق الصلة التي ربطت بين الطاهرين، وبيّنت كيف تخطى المالوف حدود الأوطان ليغدو هوية مشتركة. من جانبه، أضفى عدلان فرقاني، حفيد العميد، لمسة امتداد على السهرة مؤكداً أن المهرجان والتكريم معاً دليل على استمرارية هذا الفن العريق، وعلى صلابة الجسور التي تربط الأجيال بفضل مبدعي المالوف. وهكذا بدا المشهد أكبر من مجرد لحظة تكريم، إذ تحوّل إلى عهد جديد بأن يظل المالوف ممتداً من قرطاج إلى سيرتا، ومن الأندلس إلى المتوسط، نابضاً بالحياة ما دامت هناك أصوات تحفظ ألحانه وأجيال تعتبره سراً من أسرار الهوية المغاربية.

 

ليلى بورصالي: المالوف حيّ ما دام الفنانون أوفياء لروحه

مطربة الأندلسي تشيد بجمهور قسنطينة وتؤكد قدرة الجزائريين على تجديد التراث والانفتاح على العصر

على ركح المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة، وقفت مطربة الأندلسي ليلى بورصالي لتجدد العهد مع جمهورها العريق، مؤكدة أن اللقاء بالقسنطينيين يشكل بالنسبة إليها شرفاً مضاعفاً ومتعة فنية خاصة، فهي مدينة المالوف والأندلسي، وعودتها إليها تعني عودة إلى روح الموسيقى وأصالتها. عبّرت بورصالي عن فخرها بالمشاركة في افتتاح الدورة الجديدة من المهرجان الدولي للمالوف، مشيرة إلى أن انفتاح هذه التظاهرة على مختلف المدارس الموسيقية يزيدها غنىً وتنوعاً. وفي حديثها، استحضرت تجربة جميلة عاشتها حين جمعت الألحان بين تلمسان وقسنطينة، مؤكدة أن تلاقح المدن الجزائرية عبر الموسيقى يمنح للأجيال القادمة صورة بديعة عن عمق تراثنا. وأثنت على الذوق الرفيع لجمهور قسنطينة الذي يملك فهماً عميقاً لقيمة التراث، معتبرة أن هذا الاهتمام دليل على وعي ثقافي يرسخ الهوية الجزائرية ويجعلها أكثر إشعاعاً. وأكدت أن المالوف سيظل حياً، وأن الفنانين الجزائريين قادرون على حمله إلى آفاق جديدة تحافظ على الجذور وتواكب العصر. وأضافت أن الحديث عن المالوف يقود بالضرورة إلى قسنطينة وعنابة وسوق أهراس ومدن الشرق كافة، من دون أن يغيب الغرب الجزائري بما يزخر به من مدارس مختلفة، مشيرة إلى أن المهرجان يعكس وحدة المنبع الأندلسي رغم تنوع المدارس، وهي ميزة تميز الجزائر مقارنة بغيرها من البلدان. وختمت بورصالي بالتوقف عند أسماء كبيرة ساهمت في ترسيخ هذا الفن، على غرار الأستاذ نور الدين سعودي رحمه الله، الذي ترك أثراً خالداً في التلحين والإبداع مع الحفاظ على نقاء التراث، إلى جانب الأستاذ مالك مرواني الذي أبدع في ألحانه للفنان عباس ريغي، مؤكدة أن الإبداع في المالوف يجب أن يبقى وفياً للروح الأصلية مع تجديد في الكتابة والتلحين، حتى يظل هذا الفن نابضاً بالحياة في ذاكرة الأجيال.

ليلة أندلسية تبهج مهرجان المالوف بقسنطينة

 بورصالي تشدو روائع التراث وتعيد الجمهور إلى زمن الأصالة

ليلة من ليالي المالوف الندي، أشرقت على ركح المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بقسنطينة حين صدحت الفنانة الأندلسية ليلى بورصالي بصوتها الدافئ، لتفتتح سهرة مميزة من فعاليات الدورة 13 للمهرجان الدولي للمالوف، حيث غمرت القاعة نفحات الطرب الأصيل وتمازجت الأوتار مع نبرات صوتها في لحظة امتزج فيها الوفاء بالبهاء. كان الجمهور الغفير، العارف بأسرار هذا الفن والذوّاق لتفاصيله، في موعد مع أمسية حملت عبق الماضي وألق الحاضر، فراح يصفق بحرارة بعد كل وصلة، وكأنه يرد التحية بتحية، والهوى بالهوى. وقفت بورصالي أمام عشاق المالوف بكبرياء الوارث الأمين، معربة عن سعادتها بهذا اللقاء، مؤكدة أن جمهور قسنطينة يفرض على الفنان مسؤولية مضاعفة لأنه جمهور يزن النغمة بميزان الحس ويقرأ اللحن بمداد الروح. وقدمت مطربة الأندلسي باقة من الروائع التي سافرت بالحضور بين تلمسان وقسنطينة، بين الغرناطي والمالوف، بين العاطفة والوجد، فصدحت برائعة يا ضوء عياني يا الڨمري زرق الجنحان لتستدعي ألق تلمسان، ثم أتبعتها بزَينو نهار اليوم ونار البين ڨدات، لتعود بعد ذلك إلى وحد الغزيل حيث تعانقت الأذواق بالتصفيقات. ومع الوصلة الثانية أهدت للحضور متى يا غريب الحي عيني تراكم لسيدي بومدين، وتبعتها ب يا بن الورشان أدي سلامي وشفتك مرة متعدية قبل أن تختم بسلي همومك في دي العشية، وكأنها تختم ببلسم يسكب الطمأنينة في القلوب. كان أداؤها متقناً في المقامات، وقد أحاط بها جوق موسيقي بارع أضاف إلى السهرة جمالاً مضاعفاً، فبدت الليلة أشبه بعرس أندلسي باذخ، أعاد الأرواح إلى زمن الأصول وأبقى المالوف حيّاً في الذاكرة والوجدان.

 

زياد غرسة يفتتح مهرجان المالوف بقسنطينة في ليلة من الوفاء والطرب

مشاركة تونس ضيف الشرف وتكريم الطاهر غرسة يجمعان الذاكرة بين مدرستي المالوف الجزائرية والتونسية

ع

في أجواء فنية مميزة، اختتم الفنان التونسي زياد غرسة الأمسية الافتتاحية من الطبعة الـ13 للمهرجان الدولي للمالوف بمدينة قسنطينة، حيث أبدع في أداء باقة من روائع هذا الفن العريق، وسط تجاوب واسع من جمهور عاشق لهذا الطابع الأصيل الذي غصت به قاعة المسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني، لاسيما وأن تونس كانت ضيف شرف هذه الدورة. وقد تزامنت مشاركته مع تكريم والده الفنان الراحل الطاهر غرسة من قبل محافظة المهرجان، في التفاتة تعكس عمق الروابط الثقافية والفنية التي جمعت بين مدرستي تونس والجزائر من خلال أيقونتين خالدتين هما الطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني.

اعتلى زياد غرسة الركح مرتدياً الزي التقليدي التونسي الذي يختزل روح المالوف، ليفتتح وصلته بتحية خاصة لجمهور قسنطينة قبل أن يمتعهم بعرض دام قرابة ساعة كاملة، قدم خلاله مقطوعات من المالوف التونسي والجزائري، من بينها يا ياناس جراتلي الغرايب في الهوى تعرف قلبي، ترهويجة، الخمسة وخميس، يا مرحبا بولاد سيدي، إضافة إلى زاد النبي، كل شيء مقدر مكتوب في الجبين، ويا عزيز قلبي، وهي أغانٍ رددها معه الجمهور في تناغم جميل على وقع العود والكمان والقانون.

ولم تخلُ السهرة من لمسة استثنائية حين شارك عدلان فرقاني زياد غرسة ركح المسرح، ليستعيدا معاً بعض اللحظات التي جمعت الراحلين الطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني بقسنطينة، في صورة مؤثرة من الوفاء والوفاء، إذ قدما استخبار معايا ربي يا رازق الناس ارزقني باللي في بالي، إلى جانب مقاطع خالدة مثل أنا المدلل، صلي وسلم على النبي المختار، عاشق ممحون، ودوحي يامات دوحي، ليجسدا عبر أدائهما وعد الأجيال بمواصلة حمل مشعل المالوف وصون هذا التراث الفني الذي يعكس الهوية والأصالة.

إشادة بالمالوف وتعاون مرتقب بين المهرجان الدولي وأكاديمية غرسة

أعرب الفنان التونسي زياد غرسة عن اعتزازه العميق بعلاقته الوطيدة مع مدينة قسنطينة، التي وصفها بقلعة من قلاع المالوف وحاضنة لهذا الفن الأصيل، حيث استعاد ذكريات بداياته الفنية التي جمعته بالحاج محمد الطاهر فرقاني، مذكراً أن أول حفل له كان سنة 1990 في منطقة الحمامات بتونس رفقة هذا الرمز الكبير، قبل أن يشارك سنة 2004 في سهرة تكريمية له، معبراً عن امتنانه لكل من كان سنداً له منذ انطلاق مسيرته الفنية. وأكد غرسة أنه يشعر بسعادة بالغة للعودة إلى المهرجان بعد واحد وعشرين عاماً من الغياب، مشدداً على التزامه بدعم هذه التظاهرة الفنية ما دام على قيد الحياة، سواء بحضوره المباشر أو بمشاركته عن بعد، لما تمثله من فضاء لترسيخ المالوف في وجدان الأجيال الناشئة وتعزيز جسور التبادل الثقافي بين تونس والجزائر.

وفي أجواء حميمية، تحدث غرسة عن نشأته بين أهله في قسنطينة وسط محبي هذا الفن، حيث كان يجد الحب والفرح والفن الحقيقي بوجوده بينهم، موضحاً أنه كان منذ صغره يصغي إلى أداءات الحاج محمد الطاهر فرقاني ويستمتع بها، وهو ما غذى شغفه بالموسيقى والمالوف ومنحه الإصرار على مواصلة هذا الدرب.

كما كشف الفنان عن مشروع تعاون قيد التحضير بين المهرجان الدولي للمالوف في قسنطينة وأكاديميته في تونس، يهدف إلى التكوين ونقل تراث المالوف إلى الأجيال المقبلة، مؤكداً دعمه الصادق لهذا المسعى الجماعي لصون التراث اللامادي. وقد لاقت كلماته صدى طيباً لدى محافظ المهرجان إلياس بن باكير، الذي بادر بدعوته الفنانين التونسيين للمجيء إلى قسنطينة والانخراط في ورشات تكوينية تعمق فهم المالوف وأساليبه إلى جانب أنماط موسيقية أخرى حافظت المدينة عليها بغيرة عبر العصور. وختم زياد غرسة مداخلته بالتأكيد على رغبته في بناء جسر معرفي متين بين المدرستين الجزائرية والتونسية، موجهاً من على ركح المسرح دعوة صادقة للحضور إلى أكاديميته في تونس من أجل التكوين والتواصل الفني.

 

عدلان فرقاني يثبت أن المالوف حيّ في قسنطينة ويستحق التوثيق

بين الوفاء للتراث وتفاعل الجمهور… صوت شاب يجدد الوصال مع المالوف

أكد الفنان عدلان فرقاني، أحد أبناء الجيل الرابع من العائلة الفنية العريقة، أن المالوف تراث يستحق التوثيق والدراسة، مشيداً بمبادرة إصدار مؤلف بعنوان سفينة المالوف الذي يتيح للشباب والجمهور الواسع التعرف عن قرب على هذا الفن بمختلف مدارسه، معرباً عن أمله في أن تتواصل مثل هذه الجهود لتشمل كل أشكال التراث الموسيقي الجزائري، في انتظار أن يتم إدراج المالوف قريباً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. وأوضح فرقاني أن تجاوب الجالية الجزائرية مع هذا الطابع الغنائي في مختلف الدول يفوق الوصف، إذ يعكس شوقها للوطن وتمسكها بما يوثق لهويتها الفنية والموسيقية، مشيراً إلى أن هذه المحبة الكبيرة للمالوف لمسها في كل أسفاره كسفير لهذا الفن الأصيل. وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي باتت اليوم أداة فعالة لنشر هذا الموروث بين الشباب، فهي فضاء يقدم من خلاله الفنانون رسائل إيجابية تعزز حضور المالوف وتقرّبه من الأجيال الصاعدة.

وقد جسد عدلان فرقاني هذه الرؤية على أرض الواقع من خلال مشاركته في السهرة الأولى من المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة، حيث التقى بجمهور ذواق ملأ قاعة المسرح الجهوي وصفق مطولاً لأدائه المميز الذي استمر قرابة ساعة كاملة، مؤكداً بذلك أن المالوف في قسنطينة ما يزال بخير. وأطرب الحضور باختياره مقطوعات من نوبة رصد الديل إلى جانب باقة من الأغاني التراثية القسنطينية التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، فكان التفاعل كبيراً والانسجام لافتاً بين الفنان والجمهور الذي غنى معه طيلة فقرته، في صورة تعكس حيوية هذا الفن العريق وعمق ارتباطه بالذاكرة الجماعية.

خليل عدة

 

The post قسنطينة تحتفي بالطاهر غرسة ومحمد الطاهر فرقاني في ليلة تكريم عابرة للحدود appeared first on الجزائر الجديدة.