يضرم النار في المسكن انتقاما من زوجته بسكيكدة

قضت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة، بإدانة رجل يبلغ من العمر 48 سنة، ينحدر من بلدية السبت، بشرق ولاية سكيكدة، بالسجن لمدة خمس سنوات، وتعويض مادي للضحية قدره 20 مليون سنتيم، على خلفية متابعته بجناية إضرام النار عمدا في أماكن مسكونة، الإضرار بزوجته الثانية وأولاده الأربعة. حيثيات القضية تعود إلى التاسع عشر من […] The post يضرم النار في المسكن انتقاما من زوجته بسكيكدة appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 19, 2025 - 16:17
 0
يضرم النار في المسكن انتقاما من زوجته بسكيكدة

قضت محكمة الجنايات الابتدائية لدى مجلس قضاء سكيكدة، بإدانة رجل يبلغ من العمر 48 سنة، ينحدر من بلدية السبت، بشرق ولاية سكيكدة، بالسجن لمدة خمس سنوات، وتعويض مادي للضحية قدره 20 مليون سنتيم، على خلفية متابعته بجناية إضرام النار عمدا في أماكن مسكونة، الإضرار بزوجته الثانية وأولاده الأربعة.
حيثيات القضية تعود إلى التاسع عشر من شهر أوت من سنة 2024، حينما قدمت ابنته من زوجته الأولى البالغة من العمر 17 سنة، من ولاية البليدة، إلى بلدية السبت بولاية سكيكدة للبحث عن أبيها وعائلته من زوجته الثانية، حيث دلّها سكان المنطقة على منزل جدها لأبيها، وبمجرد وصولها، طلبت من الجد التوسط لها بغرض التعرف على إخوتها الأربعة من أبيها وعلى زوجته الثانية، وفجأة دخل والدها إلى بيت جدها عن طريق الصدفة، ليتفاجأ بوجود ابنته من زوجته الأولى وذلك ما أدخله في سعادة غامرة، ثم طلبت منه التعرف على إخوتها، ليتوجه هذا الأخير إلى منزله وطلب من زوجته الثانية تحضير أبنائه للذهاب إلى بيت جدهم للتعرف على أختهم، لتقع بعدها مناوشات حادة بينهما، حيث هدّدها المتهم بحرق المنزل إن لم تتراجع عن قرارها القاضي بعدم السماح لأولادها بالتعرف على أختهم من أبيهم، وهو ما حدث بعد ساعتين من المناوشات حيث ثارت ثائرته وراح يشعل النيران.

“كافحت الإرهاب وأصبت بمرض نفسي!”
وخلال جلسة المحاكمة التي حضرت “الشروق اليومي” أطوراها، اعترف المتهم بحرق المنزل، غير أنه أنكر طرد زوجته، كما قالت، إذ صرح بأنه نال منه الغضب الشديد بسبب عدم السماح لأبنائه بالتعرف على أختهم التي قدمت من ولاية البليدة من أجلهم، فدخل إلى المنزل، الذي هو عبارة عن كوخ قصديري، وبعثر الملابس على الأرض، وأضاف أنه لم يكن في وعيه بسبب مشاكله النفسية بحكم أنه قضى مدة 20 سنة في مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء بجبال وقرى الكاليتوس والبليدة وعاش تبعات مجزرة بن طلحة، وهذا بين الفترة الممتدة من سنتي 1990 و2010، ما انجر عنه إصابته بمرض نفسي.
من جهتها، صرحت الضحية أن زوجها قام بطردها من المنزل وهدّدها بحرقه وهو ما حدث بالفعل بعد ساعتين من المناوشات، محدثا حالة من الهلع والرعب في نفوس أفراد العائلة، من جهته، دفاع الضحية صرح بأن موكلته هي ضحية جناية وضع النار عمدا في أماكن مسكونة، والتي قام زوجها بارتكابها وهي قائمة بجميع أركانها في حقه، وبالرجوع إلى الوقائع، فإن المتهم اعترف بإضرام النار في جميع مراحل التحقيق الأمني والقضائي وخلال جلسة المحاكمة، وأنه حمل ولاعة سجائر وأضرم النار في ملابسها، وأنه لم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية، على حد ادعائه، فمن المؤسف، يضيف دفاع الضحية، أن رب عائلة من المفروض أنه مصدر الحنان، لكن حدث العكس وتحوّل إلى مصدر للرعب لزوجته وأبنائه، إذ ساهم في تشتيت أسرة بكاملها، والضحية في حالة يرثى لها، لأنها تعيش حاليا على صدقات المحسنين، وهي أيضا بدون مأوى وبدون ملابس، ناهيك عن الحالة النفسية التي تعرضت لها هي وأولادها الأربعة وهم يشاهدون ألسنة اللهب تحرق كوخهم القصديري، الذي كان يجمعهم، وقال بأن الضحية ساعدت المتهم على تسديد ديونه ببيع مصوغاتها، لكنه قام في الأخير بحرق المنزل، والجريمة ثابتة في حقه نتيجة تهديده أمام الجميع بحرق المنزل.
من جهته، ممثل الحق العام أشار إلى أن المتهم تنازل أمام قاضي التحقيق بأنه كان ساعة الوقائع في كامل قواه العقلية، بالرغم من أنه عاش خلال العشرية السوداء حالة صعبة في جبال ولاية البليدة في مجال مكافحة الإرهاب، وبعدها عاد إلى مسقط رأسه ببلدية السبت وعاش في كوخ قصديري رفقة زوجته وأولاده، وكان من الأجدر له أن يغادر البيت لفترة قصيرة بعد نشوب مناوشات بينهما، حفاظا على استقرار عائلته، علما أن المادة 25 من قانون العقوبات تنص على معاقبة بالسجن المؤبد لكل من يضع النار عمدا، خاصة إذا كانت الأماكن مسكونة أو مملوكة أو غير مملوكة لأن لهيبها قد ينتقل إلى المساكن المجاورة وقد يقضي على مدينة بأكملها، ولكن، الحمد لله، عائلته لم يصبها أي أذى جراء هذا الجرم، غير الهلع والرعب والتشتت، والتمس عقوبة السجن المؤبد في حقه، غير أن دفاع المتهم أكد أن موكله ليس إنسانا خطيرا أو مجرما، خاصة وأن البحث الاجتماعي خلص إلى أنه إنسان صالح في المجتمع وبفضل أمثاله، وطننا ينعم اليوم بالسلم والأمان، فقد قضى فترة 20 سنة في مكافحة الإرهاب في البليدة ومفتاح والكاليتوس، وعايش مجزرة بن طلحة، وأن موكله لديه ملف يؤكد بأنه مصاب بمرض نفسي على مستوى الثكنة العسكرية بمفتاح، لكنه تحوّل إلى ولاية تندوف، ولم يبحث موكله بعدها عن حقوقه، وأن ابنته من زوجته الأولى البالغة من العمر 18 سنة قدمت إلى بلدية السبت للتعرف على أهلها والالتقاء بإخوتها، غير أن الضحية رفضت رؤيتها، بل منعت أولادها أيضا من التعرف عليها أو مشاهدة ملامحها، حيث حملتهم وذهبت إلى بيت والدها، ولم تتقبّل تعارف الإخوة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post يضرم النار في المسكن انتقاما من زوجته بسكيكدة appeared first on الشروق أونلاين.