ابتزازٌ رخيص

اريك سيوتي، أحد مرضى العنصرية والكراهية ضد الجزائر، يسحب مشروع قرار قدّمه للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، يسعى من خلاله إلى إبطال العمل باتفاقية الهجرة الموقَّعة سنة 1968. سيوتي الذي يتزعم حزب الجمهوريين، ويقترب كثيرا من أدبيات الأحزاب اليمينية المتطرفة، يمتشق منذ مدة سيفا من ورق ويهاجم كل ما هو جزائري، في صراع كراهية محموم مع […] The post ابتزازٌ رخيص appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 28, 2025 - 20:14
 0
ابتزازٌ رخيص

اريك سيوتي، أحد مرضى العنصرية والكراهية ضد الجزائر، يسحب مشروع قرار قدّمه للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، يسعى من خلاله إلى إبطال العمل باتفاقية الهجرة الموقَّعة سنة 1968. سيوتي الذي يتزعم حزب الجمهوريين، ويقترب كثيرا من أدبيات الأحزاب اليمينية المتطرفة، يمتشق منذ مدة سيفا من ورق ويهاجم كل ما هو جزائري، في صراع كراهية محموم مع روتايو وابنة السفاح النازي لوبان، غايته كسب المزيد من الأصوات على حساب المهاجرين، انقلب على عقبيه بعد أن ادَّعى أن مشروعه يحظى بموافقة واسعة من نواب التحالف الرئاسي خاصة.
ولتبرير هذا التراجع، قدمت كتلته التي لا تحوز في الواقع إلا على 14 نائبًا، تبريرات تفضح انعدام القيم الأخلاقية في الممارسة السياسية الفرنسية، وتفسِّر الانهيار غير المسبوق للنموذج الفرنسي الذي جرى الترويج له خلال عقود، وانتقل من مستوى الحفاظ على المصالح عبر حد أدنى من الأخلاق، إلى الابتزاز بورقة تافهة ومحروقة كورقة بوعلام صنصال فكان الانهيار كبيرا وفاضحا.
لقد أوعز سيوتي والدائرون في فلك العنصرية والتطرف بفرنسا، عبر تبريرات سحب المشروع، إلى أن الأمر مرتبط بما ستقرِّره العدالة الجزائرية في حق صنصال الذي يحاكَم في الجزائر بصفته رعية جزائرية بتهم “إهانة هيئة نظامية والقيام بممارسات من شأنها الإضرار بالاقتصاد الوطني وكذا حيازة فيديوهات ومنشورات تهدد الأمن والاستقرار الوطني”، بعد أن التمست النيابة في حقه 10 سنوات سجنا نافذا.
ولوَّح إلى إمكانية إعادة طرح المشروع في الدورة الخريفية القادمة للجمعية الوطنية، وهو ما لا يدع مجالا للشك في أنّ ملف صنصال، يستغله اليمين المتطرف في الابتزاز الرخيص، لا أكثر، وأن الشعارات التي رُفعت خلال حملة الدفاع عن هذا الجزائري المتجنّس منذ فترة قصيرة جدا، والذي تنكَّر لبلاده وطعن في وحدتها الترابية، لا تعدو غير مجرَّد بهرجة وسقطة سياسية فرنسية مدوِّية، في مساع للتغطية على الإخفاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي تغرق فيها، بعد أن فقدت صورتها ومكانتها في المحافل الدولية وانهارت إمبراطورية نفوذها في إفريقيا وغيرها من المناطق الأخرى. فرنسا تواجه داخليا تحديات واسعة ترهن بقاءها قوةً ذات وزن في الاتحاد الأوربي، بعد أن بدأت تخسر مكانتها لصالح دول أخرى كإيطاليا، زيادة على الوضع الداخلي بعد أن تجاوز الدين العامّ سقفا خطيرا؛ فقد قفز إلى 3.345 تريليون يورو (3922.16 مليار دولار)، وهو ما يمثل 114% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن انهيار منظومة الشغل والقدرة الشرائية للمواطن بسبب الخيارات الطاقوية الخاطئة، والخيارات السياسية الطائشة وغير المدروسة، والتي تورّطت فيها العائلة السياسية، التي ينخرط فيها اريك سيوتي وغيرُه، وهي العائلة التي بنت مجدها السياسي على خطابات الكراهية والتحريض ضد المهاجرين من أصول مغاربية وجزائرية خصوصا، في سقوط مدوّي لأخلاقيات النخب الفرنسية ومبادئ الجمهوريات السابقة.
هذا الابتزاز كانت الجزائر قد رمت به في مكبّ النفايات مع بداية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، من خلال تصريح واضح للرئيس عبد المجيد تبون، اعتبر فيه اتفاقيات الهجرة لسنة 1968 “قوقعة فارغة”، وأغلق بذلك الباب أمام شذاذ الآفاق من أمثال سيوتي وبايرو وروتايو، وجرّدهم من هذه الورقة، وعليهم البحث عن غيرها، أمّا صنصال فمصيره بيد العدالة الجزائرية التي تحاكمه عن تهم واضحة، ووحدها ما ستبتُّ في مصيره.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post ابتزازٌ رخيص appeared first on الشروق أونلاين.