افرحوا بالتائبين ولا تصدّوهم عن بيوت الله
لعلّ من أكثر ما يشرح صدر كلّ عبد مؤمن في رمضان، أن يرى المساجد ممتلئة عند كلّ صلاة، ويرى عباد الله يجلسون بعد كلّ فريضة يتلون كلام الله، ويسمع لتلاواتهم دويا كدوي النّحل.. يرى صفوف المساجد تكتظّ بشبابٍ جباههم مطرقة ووجوههم مشرقة، يصلّون لله ويتلون كلام الله ويتعاونون في خدمة بيوت الله.. ربما تدمع عين […] The post افرحوا بالتائبين ولا تصدّوهم عن بيوت الله appeared first on الشروق أونلاين.


لعلّ من أكثر ما يشرح صدر كلّ عبد مؤمن في رمضان، أن يرى المساجد ممتلئة عند كلّ صلاة، ويرى عباد الله يجلسون بعد كلّ فريضة يتلون كلام الله، ويسمع لتلاواتهم دويا كدوي النّحل.. يرى صفوف المساجد تكتظّ بشبابٍ جباههم مطرقة ووجوههم مشرقة، يصلّون لله ويتلون كلام الله ويتعاونون في خدمة بيوت الله.. ربما تدمع عين النّاظر وهو يرى تلك المشاهد، ويوقن بأنّ الله لو أراد أن يهدي عباده جميعا لفعل سبحانه، ((أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جميعا))، لكنّه -جلّت حكمته- قضى أن يجعل الدّنيا دار امتحان، يختار فيها كلّ عبد طريقه، ((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ)).
ما من عبد مؤمن صادق إلا وهو يفرح بكثرة التائبين، ويبش لهم بوجهه، ويدعو لهم بلسانه أن يتقبّل الله توبتهم ويثبّتهم على دينه ويزيح همومهم وآلامهم ويملأ قلوبهم أنسا وفرحا وسعادة.. هذا شأن كلّ عبد مؤمن يحبّ الخير لأمّته ولإخوانه، لكنّ هناك -مع كلّ أسف- من عباد الله من غرّهم الشيطان وسوّل لهم الانقباض والانزعاج من كثرة التائبين، بل إنّ منهم من يجرح التائبين بكلماته ونظراته، وقد يصل الأمر به إلى وصفهم بـ”جماعة الكونطرا”، والمنافقين… يرى شبابا كانوا بالأمس في أوكار المخدّرات واليوم يصلّون في بيوت الله، فيستهزئ بهم ويجرحهم بكلامه، ويستكثر عليهم أن يزاحموا غيرهم في الصفوف، وربّما قال لهم: “بدأتم الصلاة أمس، واليوم تزاحموننا في المسجد”! سبحان الله! ((أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ))؟!
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post افرحوا بالتائبين ولا تصدّوهم عن بيوت الله appeared first on الشروق أونلاين.