الأزمة مع الجزائر ستستمر والذاكرة قد تكون مفتاح الحلّ

يتوقع المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، الذي يرأس لجنة الذاكرة المختلطة رفقة المؤرخ محمد زغيدي، استمرار التوتر الذي يطبع العلاقات بين الجزائر وفرنسا، غير أنه لا يرى وصول هذا التوتر حد القطيعة الدبلوماسية بمعناها الكلاسيكي (غلق السفارتين في البلدين)، ودعا إلى اللعب على ملف الذاكرة كورقة يمكنها التخفيف من الاحتقان الحاصل بين البلدين. ويعتبر بنجامان ستورا […] The post الأزمة مع الجزائر ستستمر والذاكرة قد تكون مفتاح الحلّ appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 21, 2025 - 19:52
 0
الأزمة مع الجزائر ستستمر والذاكرة قد تكون مفتاح الحلّ

يتوقع المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، الذي يرأس لجنة الذاكرة المختلطة رفقة المؤرخ محمد زغيدي، استمرار التوتر الذي يطبع العلاقات بين الجزائر وفرنسا، غير أنه لا يرى وصول هذا التوتر حد القطيعة الدبلوماسية بمعناها الكلاسيكي (غلق السفارتين في البلدين)، ودعا إلى اللعب على ملف الذاكرة كورقة يمكنها التخفيف من الاحتقان الحاصل بين البلدين.
ويعتبر بنجامان ستورا الذي يشغل منصب مستشار لدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لشؤون الذاكرة، من الأصوات القليلة التي تدعو إلى التهدئة، ولا تتردد في انتقاد المواقف العدائية تجاه الجزائر من قبل بعض السياسيين الفرنسيين، على غرار برونو روتايو، وزير الداخلية في حكومة فرانسوا بايرو.
وفي حوار خص به، الأربعاء، وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس براس)، قال بنجامان ستورا: “إننا بحاجة إلى مبادرات قوية، وخاصة فيما يتعلق بقضية الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر. ولكن اليوم، في رأيي، فإن النظر في إمكانية إطلاق مبادرات بشأن الذاكرة، قد يكون بمثابة بديل لاستئناف العلاقات السياسية”، وهو “أمر ضروري لحل قضايا الهجرة أو التأشيرات”.
ويدعو المؤرخ إلى مواصلة هذا العمل المتعلق بالذاكرة من أجل التوصل إلى التهدئة، ويشدد على أهمية البناء على مبادرات سابقة في إشارة إلى اعتراف فرنسا بالمسؤولية في اغتيال الجيش الفرنسي لسياسيين ومناضلين جزائريين إبان الثورة التحريرية، على غرار كل من المناضل الفرنسي من أجل الثورة، موريس أودان، ومحامي الثورة علي بومنجل، والشهيد العربي بن مهيدي، وهي المبادرات التي جاءت في شكل تقطير من دون الوصول إلى المطلب الأساسي للجزائريين، وهو الاعتراف بجرائمها الاستعمارية، الأمر الذي أفرغ تلك المبادرات من قيمتها.
ويرى ستورا أن العمل على ملف الذاكرة “يشكل مخرجا ممكنا من الأزمة، ولا غنى عنه في كل الأحوال، وضروري في كل الأحوال، لأننا لا نستطيع (…) أن نعتبر أن هذا التاريخ الجزائري يشبه كل التواريخ الأخرى”، بسبب ثقل حمولة الماضي الاستعماري منذ بداياته الأولى وإلى غاية الثورة التحريرية، والذي شهد مجازر وحشية بحق الجزائريين.
وأضاف: “لا يمكننا أن نحل بخطاب واحد، أو بمبادرة واحدة، علاقات دامت 132 عامًا. إنها فترة طويلة جدًا، 132 عامًا. إنها تمتد لأكثر من ستة أجيال”، وهي المعطيات التي جعلت من العلاقات بين البلدين أكثر تعقيدا، قائلا: يجب علينا أن نتذكر بأن العلاقة بين فرنسا والجزائر كانت دائمًا مليئة بالمتاعب والتقلبات، والكثير من التوترات والانفراجات.
ولذلك، فهو لا يرى مخرجاً من الأزمة على المدى القصير، حتى لو وافقت فرنسا على مبادرات جديدة على صعيد الذاكرة، بسبب المستوى الذي وصلت إليه الأزمة الراهنة، والتي يتحملها الجانب الفرنسي، الذي كان الطرف المبادر بالاستفزاز، عندما قرر دعم مخطط النظام المغربي في الصحراء الغربية، رغم إدراكه لمخاطر قرار من هذا القبيل على العلاقات الثنائية.
ومعلوم أن عمل اللجنة المختلطة المكلفة بملف الذاكرة متوقف منذ الصائفة المنصرمة، في أعقاب قرار الرئيس الفرنسي تغيير موقف بلاده من القضية الصحراوية، وكادت هذه اللجنة أن تستعيد نشاطها في شهر أفريل المنصرم بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية، جون نويل بارو، إلى الجزائر، غير أن إقدام أطراف مشبوهة في باريس على اعتقال مسؤول بالقنصلية الجزائرية بباريس خارج الأعراف والقانون والدبلوماسية، أعاد الأزمة إلى بداياتها الأولى.

يقول ستورا: “هذه المرة، تعتبر الأزمة غير مسبوقة على الإطلاق”، وهو ما قد يمدد من عمرها لفترة طويلة، كما حذر من أن هذه المشكلة تتفاقم أكثر فأكثر، لأن في فرنسا، كما في الجزائر، هناك “أشخاص ومنظمات لديها مصلحة في أن لا تسير الأمور دائما على ما يرام”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الأزمة مع الجزائر ستستمر والذاكرة قد تكون مفتاح الحلّ appeared first on الشروق أونلاين.