الأولياء بين صعود ونزول المعنويات طوال أيام البكالوريا

يستمّر أولياء المترشحين لشهادة البكالوريا، مع كل موعد خروج، غير بعيد عن مركز الامتحان، ينتظرون طلّة خروج أبنائهم ليقوموا بقراءة سريعة للملامح، فإذا خرج الابن مبتسما انفجرت الأم بالبكاء فرحا، وإذا خرج كاظما حزنه، انفجرت أيضا بالبكاء حسرة، وخوفا على ابنها. المشهد كان واضحا في أول أيام الامتحان مع مادة اللغة العربية، حيث تبادل الكثير […] The post الأولياء بين صعود ونزول المعنويات طوال أيام البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 17, 2025 - 16:41
 0
الأولياء بين صعود ونزول المعنويات طوال أيام البكالوريا

يستمّر أولياء المترشحين لشهادة البكالوريا، مع كل موعد خروج، غير بعيد عن مركز الامتحان، ينتظرون طلّة خروج أبنائهم ليقوموا بقراءة سريعة للملامح، فإذا خرج الابن مبتسما انفجرت الأم بالبكاء فرحا، وإذا خرج كاظما حزنه، انفجرت أيضا بالبكاء حسرة، وخوفا على ابنها.
المشهد كان واضحا في أول أيام الامتحان مع مادة اللغة العربية، حيث تبادل الكثير من الأبناء وأوليائهم الأحضان على خلفية يُسر الأسئلة، وهو ما رفع المعنويات، ولكن في نفس الوقت زعزعها في بقية المواد وخاصة في صباح يوم الإثنين، حيث سرقت الدموع والإحباط المشهد بالكامل، خلال وبعد امتحان الرياضيات بالنسبة للشُعب العلمية والتقنية.
أم قالت أنها عاشت خلال الأيام الثلاثة الأولى، كل فصول المشاعر، فأمام ثانوية “ابن تيمية” بقسنطينة كانت واقفة، مسندة ظهرها لجدار، تحكي مع نفسها، فقد خرجت ابنتها تكاد تطير من الفرح في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني نقلت مشاعر الحسرة لأمها، ثم عادت لتقول لأمها في اليوم الثالث بأنها لا تدري إن كانت قد أصابت في الإجابة أم كانت خارج الإطار.
الأم قالت لـ”الشروق”: “أكرر نفس الكلام مع ابنتي من أجل منحها الصبر والطمأنينة بالقول إن الله سيوفقها وعليها أن تنسى كل امتحان مع نهايته، وتدخل أجواء الامتحان الموالي وكأن لا شيء حدث”.
أما الأستاذ نور يحيى، وهو مفتش لمادة العلوم الفيزيائية، له خبرة 22عاما في التدريس و14 عاما كمفتش في المادة، فقال لـ”الشروق اليومي”: “من حظ طلبة الزمن الحالي أنهم يُمتحنون في حوالي عشر مواد كاملة عكس سنوات الثمانينات، حيث كانت مدة امتحان القسم الأدبي مثلا يومين فقط، والعلميين لا يُمتحنون في الاجتماعيات والفرنسية ولا تربية إسلامية في المقرر، أما الوضع الحالي، فهو يمنح التعويض عن السقوط في هذه المادة بمواد أخرى حتى ولو كان معاملها ضئيلا جدا”.
طالب البكالوريا بفعل سنه، كونه أقرب للمراهقة، يتحول نفسيا من النقيض إلى النقيض، ومثل هذه السن تجعل صاحبها يعيش اللحظة الحالية وينسى الماضي والتي تأتي من بعدها، على حدّ تعبير النفسانية فاطمة عكريش التي طلبت من المترشحين تحويل كل امتحان إلى بناء للامتحان القادم، فإذا نجح في الإجابات الصحيحة، يصر على المواصلة في الامتحان القادم بأكثر نجاعة، وإذا خرج عن الإجابة الصحيحة في امتحان الصباح يرفع التحدّي لتحسين الوضع في الامتحان الموالي.
معنويات الأولياء مثل منحنى الدوال، يصعد حينا وينزل أخرى، حسب وجوه أبنائهم وكلماتهم، وهو أمر لن يتوقف مساء الخميس مع نهاية الامتحان، بل سيتواصل إلى غاية الإعلان عن النتائج، وتلك قصة أخرى، يقول السيد نصر الدين، الذي يعيش معركة ابنه مع البكالوريا بكل جوارحه، وكما قال، فإن الانتصار لا يعلم عنه شيء، ولكن الخسارة بطلها هو من صحته وحالته النفسية الصاعدة والنازلة بين امتحان وآخر.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الأولياء بين صعود ونزول المعنويات طوال أيام البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.