الجزائر تتمسك بسياسة “اليد الممدودة” تجاه الماليين
أجمع خبراء وأكاديميون على أن الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية أحمد عطاف بالنيابة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة سعى من خلاله إلى بعث رسائل جوهرية للشعب المالي والطغمة العسكرية الانتقالية هُناك أهمها أن صبر الجزائر لن ينفذ أمام مُحاولات عرضية فاشلة وأن يد الجزائر ستبقى دائمًا ممدودة سواء […] The post الجزائر تتمسك بسياسة “اليد الممدودة” تجاه الماليين appeared first on الجزائر الجديدة.

أجمع خبراء وأكاديميون على أن الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية أحمد عطاف بالنيابة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة سعى من خلاله إلى بعث رسائل جوهرية للشعب المالي والطغمة العسكرية الانتقالية هُناك أهمها أن صبر الجزائر لن ينفذ أمام مُحاولات عرضية فاشلة وأن يد الجزائر ستبقى دائمًا ممدودة سواء مع السُلطة الانتقالية ومع مُختلف الفاعلين المحليين في شمال مالي استنادًا إلى روابط اجتماعية واقتصادية عميقة وإلى سجلها الطويل في إدارة الوساطات الناجحة في القارة السمراء.
وفي الصدد، قال الدُكتور نبيل كحلوش، الباحث في الدراسات الاستراتيجية إن الخطاب الذي ألقاه عطاف من منبر الأمم المُتحدة يندرج في إطار ما يُعرف بـ “الدبلوماسية الشعبية” وهي دبلوماسية علنية تُخاطب الجماهير، وهنا أشار إلى أنه “يجب التفريق بين الحكومة وعدد سكان الجمهورية البالغ 24.5 مليون نسمة، لا سيما وأن باماكو سابقًا شهدت مُحاولات انقلابية ضد هذه الحكومة الانقلابية ولذلك تتفادى الجزائر اليوم قطع أواصر العلاقات مع الشعب في هذه الدولة”.
وهُناك عامل آخر يجب تسليط الضوء عليه وفق المُتحدث وهو: “عدم القُدرة على اختيار الجار فالجغرافيا تفرضُ نفسها ونحن نتكلم عن دولة لها تاريخ عريق مع الجزائر فقد كانت عمق ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ولذلك لا يُمكن الانخراط في التصعيد الذي تنتهجه حُكومة تتجهُ إلى الزوال لكن المطلوب وضع النقاط على الحُروف مع هذه الحكومة التي حاولت أن تراهن على رُوسيا وتركيا مُتجاهلة الدور الكبير الذي بذلته الجزائر في طرد القُوات الفرنسية من أراضيها وأيضا المُساعدات الإنسانية المُقدمة من طرف الدولة الجزائرية لفائدة الشعب المالي في جانفي 2022 كما أنها لم توصد أبوابها في وجه النازحين واللاجئين الماليين”.
وفي تقديره لمسارات الأزمة وأسبابها، يقول نبيل كحلوش إن “مالي لا تريد الدخول في أزمات مع الجزائر فقط وإنما تُريدُ إرضاء جهات مُعينة بإيعاز”، وُهنا يُوجزُ موضحا: “الكل يعلم بأن رُوسيا تُراهن على منطقة الساحل وهي حيز رخو من الناحية الأمنية ولكنها غنية بالثروات الطبيعية مثل: الذهب والغاز ولذلك تسعى رُفقة تُركيا إلى التمركز في منطقة تُسهل عليها بلوغ الغرب الأطلسي والجنوب الأطلسي الذي يشملُ (البنين والكاميرون) وأن تكون مُجاورة لدول إفريقية ثقيلة الوزن على غرار: الكونغو الديمقراطية”، فروسيا اليوم وفق الباحث الجزائري تبحثُ عن “حلُفاء لها في المنطقة أو يمكن تسميتهم بالبيادق من بينهم مالي”.
ومن جهته أفاد الناشط والمحلل السياسي علي روينة إن “الكلمة التي أدلى بها وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية هي مُوجهة للطُغمة العسكرية الانتقالية في مالي دون الشعب الذي تربطنا به علاقة متينة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك طلبة ماليين يدرسون اليوم في الجزائر”، وينتهي المتحدث في إجابته بطرح السؤال التالي: “من يقفُ وراء الانقلابيين ومن يُحركهم؟”، ويتولى الإجابة بنفسه بشكل قطعي: “هم لا يتحركون من تلقاء نفسهم وإنما من أجل العُثور على منطقة رخوة أمنيًا تلبية لرغبة أسيادهم، وعاد علي روينة للتأكيد على أن “خطاب وزير الخارجية أحمد عطاف كان قويًا للغاية والمؤكد أنه لم يكن مُوجهًا إطلاقا لهذه الطغمة”.
ومن جهته أكد الدُكتور مصطفى كحيليش رئيس جميعة البرلمانيين الجزائريين أن “يد الجزائر ستبقى ممدودة ومساعيها تظل قائمة، ومخزون صبرها لم ولن ينضب في سبيل إعلاء ما يجمعها بأشقائها الماليين”، معتبرا هذا الموقف بأنه نابع من حكمة الدبلوماسية الجزائرية التي تقدر علاقات الجوار والروابط التاريخية والثقافية العميقة، وتدرك أن الشعب المالي يستحق أفضل من هذه القيادة.
وأشار الضف لدى نُزوله ضيفًا على برنامج “ضيف الدُولية” الذي يُبث على أثير إذاعة الجزائر الدُولية إلى أن “اتهامات مالي للجزائر في المحافل الدولية تفتقر إلى أي منطق، خاصة وأن الجزائر تحظى بثقة عالمية واسعة، تجلت في انتخابها لمناصب قيادية في هيئات دولية كبرى مثل مجلس الأمن، وبإشادة دول عظمى كالولايات المتحدة بتعاونها الأمني”.
واختتم بالتأكيد على أن الجزائر، رغم الإساءات، لن تنجر إلى مخططات التصعيد، وستبقى وفية لمبادئها في دعم استقرار المنطقة ومساندة الشعوب، مع قناعة راسخة بأن السلطة الحالية في مالي ستدرك عاجلاً أم آجلاً خطأ مسارها، وستعود في نهاية المطاف إلى طريق السلم الذي تمثله وثيقة اتفاق الجزائر
فؤاد ق
The post الجزائر تتمسك بسياسة “اليد الممدودة” تجاه الماليين appeared first on الجزائر الجديدة.