الجهل المميت في الفصل بين وحدة قوانين الشريعة والطبيعة

إن أخطر أشكال الجهل ليس ذاك الذي يعترف بحدوده ويقف عند قصوره، بل ذاك الذي يتزيّن بلباس العلم ويدّعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. هذا الجهل المميت يكمن في فصل ما لا ينفصل، أي في الاعتقاد أن قوانين الطبيعة يمكن أن تُفهم بمعزل عن خالقها، أو أن البحث العلمي يمكن أن يستغني عن المعنى الذي تمنحه […] The post الجهل المميت في الفصل بين وحدة قوانين الشريعة والطبيعة appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 27, 2025 - 19:52
 0
الجهل المميت في الفصل بين وحدة قوانين الشريعة والطبيعة

إن أخطر أشكال الجهل ليس ذاك الذي يعترف بحدوده ويقف عند قصوره، بل ذاك الذي يتزيّن بلباس العلم ويدّعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. هذا الجهل المميت يكمن في فصل ما لا ينفصل، أي في الاعتقاد أن قوانين الطبيعة يمكن أن تُفهم بمعزل عن خالقها، أو أن البحث العلمي يمكن أن يستغني عن المعنى الذي تمنحه الشريعة. فالعلم حين يدّعي الاكتفاء بذاته وينكر البعد التوحيدي الذي تنتظم فيه الطبيعة والشريعة، يتحول من نور إلى حجاب، ومن معرفة إلى جهل قاتل.

إن الكون يسير وفق قوانين دقيقة وضعها الخالق، قوانين اضطرارية تحكم انتظام الأفلاك ودورة الحياة والوجود المادي، لا يملك الإنسان إلا أن يخضع لها. وفي مقابل هذه القوانين، وضع الله قوانين اختيارية في صورة شريعة توجه الإنسان ليبني بها حياته الاجتماعية والسياسية والروحية. الأولى اضطرارية لا فكاك منها، والثانية اختيارية بها يختبر الإنسان وتُحدّد مسؤوليته وجزاؤه. إن الفصل بينهما فصل مفتعل يجهل وحدة المصدر، لأن الذي خلق الطبيعة بقوانينها هو نفسه الذي شرع للإنسان شريعة تسير شؤونه.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الجهل المميت في الفصل بين وحدة قوانين الشريعة والطبيعة appeared first on الشروق أونلاين.