الجيش الوطني الشعبي.. دور ريادي في خدمة السلم والأمن

تحتفلُ الجزائر، اليوم الأحد، باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي” المصادف للذكرى الـ 63 لتحويل جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي في الرابع من أوت 1962 وهو قرار ينم عن الرؤية الحقيقية والبصيرة التي اتسم بها الرعيل الأول قادة الثورة بعد انتهاء الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962، وكان الهدف منه البقاء والثبات على […] The post الجيش الوطني الشعبي.. دور ريادي في خدمة السلم والأمن appeared first on الجزائر الجديدة.

أغسطس 3, 2025 - 16:14
 0
الجيش الوطني الشعبي.. دور ريادي في خدمة السلم والأمن

تحتفلُ الجزائر، اليوم الأحد، باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي” المصادف للذكرى الـ 63 لتحويل جيش التحرير إلى الجيش الوطني الشعبي في الرابع من أوت 1962 وهو قرار ينم عن الرؤية الحقيقية والبصيرة التي اتسم بها الرعيل الأول قادة الثورة بعد انتهاء الحرب بإعلان استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962، وكان الهدف منه البقاء والثبات على عهد الأبطال إضافة إلى تعزيز استمرارية اللحمة والروابط بين الشعب الجزائري وجيشه.

ويأتي هذا اليوم تجسيدًا لمُبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أقر هذا “اليوم الوطني” بصفة رسمية عام 2021 تعبير عن تقديره وشكره وعرفانه الكبير وكذا افتخار الشعب الجزائري بدور هذه المؤسسة في صون كل شبر من هذه الأرض الطيبة والدفاع عن استقلالها وأيضًا مرافقة ودعم مسيرة البناء والتشييد منذ استعادة السيادة الوطنية.

ففي فيفري 2021، وقّع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على مرسوم جعل 22 فبراير “اليوم الوطني للأخوّة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية”، بعدما سمح الحراك وتلاحم الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية، بإعادة البلاد إلى سكتها الصحيحة، وإنقاذ الدولة، كما أنتج انفتاحًا أكبر على شريحتي الشباب والنساء، وجرى التمكين للشباب، عبر دفع الطاقات الواعدة، وتحفيز الفعل الشباني المثمر، وتثمين المبادرات الخلاّقة.

دور ريادي في المحيط الإقليمي والدولي

لقد نجح الجيش الوطني الشعبي على مراحل متقطعة في بناء قُوة دفاعية مهيبة شكلت ومنذ وجوده درعا واقيا في أحلك المراحل الصعبة، كما مجح في القيام بدور محوري على  الصعيد الإقليمي والدولي في إطار القانون الدُولي بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية ويحفظ أمنها القومي وتقوم الرؤية التي تبناها على المحاور الرئيسية التالية:

1- المُشاركة في مهام حفظ السلم في الخارج في إطار الشرعية الدولية، فوثيقة الدستور الجديد تحدثت بوضوح عن “إرسال” و “مُشاركة” في عمليات حفظ السلم تحت راية الأمم المتحدة وأكدت بالمُقابل على ثوابت العقيدة العسكرية للمؤسسة والتي تنص على عدم المُشاركة في أي عمليات أو أعمال عسكرية خارج التُراب الوطني، باستثناء المتعلقة بتحقيق الأمن والسلم وفق مُقتضيات الشرعية الدُولية.

2_ المحور الثاني يتعلق بالمُساهمة في حل النزاعات والتوترات والحروب سواء على الصعيد الإقليمي أو الدُولي عن طريق آليات الحوار والتشاور وتحقيق التوافق والعمل مع الأطراف المعنية لا سيما على الصعيد الإقليمي بهدف احتواء الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة التي أصبحت تُمثلُ مُشكلا حقيقيًا لدول منطقة الساحل الإفريقي لا سيما في ظل الأزمات الأمنية التي تعاني منها وتفاقم التدخل الأجنبي في المنطقة والهدف من هذا كله إجهاض محاولات إضعاف الدولة الوطنية والمساس بمصالحها وهيبتها.

3- المحور الثالث والأخير يتمثلُ في تعزيز مكانة الجزائر الاستراتيجية سواء في محيطها الجغرافي أو على الصعيد الدُولي بما يتوافق مع التهديدات المتسارعة والمُتغيرات الدولية.

وسجل هذا الأخير حُضوره في العديد من المهام الأممية نذكر من بينها: مشاركته في المهمة الأممية بأنغولا سنة 1989 ب 57 ملاحظا عسكريا من الجيش الوطني الشعبي، وبعدها بعام واحد سجل تواجده في دولة هايتي حيث شاركت الجزائر سنة 1990ضمن بعثة السلام الأممية  ب 32 ملاحظا عسكريا وملاحظ شرطة.

وبعدها في كمبوديا حيث شاركت الجزائر في  مهمة الأمم المتحدة بكمبوديا في العام 1991، ويشار إلى أن هذه المهمة كانت الأكبر من حيث عدد الأفراد العسكريين وبلغ تعدادهم  228 بين ملاحظ عسكري وملاحظ شرطة، وأخيرا في دولة الكونغو الديمقراطية والصومال حيث شاركت الجزائر في مهام النقل الجوي، حيث أنه وفي إطار عمليات حفظ السلم للاتحاد الإفريقي قامت وحدات من القوات الجوية في سنة 2007 بنقل وحدات عسكرية أولى للصومال.

وخلال هذه المهام النبيلة التي تندرج في إطار إحلال السلم والمحافظة على الأمن الدولي خلال حقبة التسعينيات، فقدت الجزائر خيرة ابناءها على غرار المرحوم المقدم لعتروس رشيد ،من القوات الجوية والذي توفي في 18 جويلية 1995 بأنغولا والمرحوم المقدم بورنان محمد، من قوات الدفاع الجوي عن الإقليم والذي توفي في 13 ماي 2002 بجمهورية الكونغو الديمقراطية وأخيرا المرحوم المساعد الأول زميتي قدور من الدرك الوطني والذي توفي في 4 مارس 1996 بهايتي.                                                           

تلاحم الشعب وجيشه في إفشال المُؤامرات

مثلت المرحلة التي تزامنت مع الحراك الشعبي المُبارك الذي اندلع يوم 22 فيفري 2019 أبرز الحقب التي جسدت تلاحم الشعب والجيش وكانت محل اهتمام الصحافة العالمية طيلة عشرات الأسابيع من الاحتجاج السلمي وتحت حماية الجيش الشعبي الوطني، وتجسيدًا لهذا التلاحم، وقع القاضي الأول للبلاد في فيفري 2021 على مرسوم تحت عُنوان “اليوم الوطني للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية” وقد نجح بالفعل هذا التلاحم في إعادة البلاد إلى سكتها وإنقاذ الدولة من شبح الانهيار.

وهُو يُواصل اليوم وبخطى ثابتة وإرادة باهرة في حفظ الوديعة وصون الأمانة والسير على خُطى الأبطال الذين تحلوا بنكران الذات والإخلاص للوطن والولاء له والحفاظ على مصالحه العليا مهما كانت الظروف، والمضي ببلادنا قدما على نهج التطور والنهضة والازدهار في كنف الأمن والاستقرار والسكينة، تحقيقا لأمانيهم وآمال وتطلعات أبناء الجزائر اليوم.

ومن الصور الأخرى التي تُجسدُ التلاحم بين الشعب والجيش، قيامه بأدوار اجتماعية متعددة مثل عمليات التشجير والإنقاذ والتكفل بالمنكوبين في الفيضانات والحرائق وهُنا يمكن استحضار مساهمته في زلزال الشلف في الـ 10 أكتوبر 1980 وزلزال عين تيموشنت سنة 1999، فيضانات باب الوادي في الـ 10 نوفمبر 2001، وزلزال بومرداس في الـ 21 ماي 2003، ويُضاف إلى ذلك الأدوار الحاسمة التي لعبها الجيش لفكّ الخناق على المناطق التي حاصرتها الثلوج والسيول في مواسم الشتاء الأخيرة.

وجسّد الجيش الشعبي الوطني صورة عظيمة للتلاحم مع الشعب في الحرائق الغادرة التي شهدتها ولايتي تيزي وزو وبجاية خلال صائفة 2022، وارتقى 27 جندياً إلى الشهادة أثناء أداء مهامهم النبيلة

فؤاد ق

The post الجيش الوطني الشعبي.. دور ريادي في خدمة السلم والأمن appeared first on الجزائر الجديدة.