“هوشة” حزبية!
ما يجري اليوم بين حزب الأفلان وحزب صوت الشعب – ممثَّلًا في رئيسه الذي هاجم الحزب العتيد ومكانته التاريخية – ثم الردّ الصارم من الأمين العام للأفلان، لا يمكن أن يُقرأ إلا باعتباره مشهدًا من مشاهد البطالة السياسية. تراشقٌ كلاميّ انحدر إلى حدّ استعارة قاموس “النمل” و”الفيلة” في تبادل الاتهامات، وكأننا أمام عرضٍ …

ما يجري اليوم بين حزب الأفلان وحزب صوت الشعب – ممثَّلًا في رئيسه الذي هاجم الحزب العتيد ومكانته التاريخية – ثم الردّ الصارم من الأمين العام للأفلان، لا يمكن أن يُقرأ إلا باعتباره مشهدًا من مشاهد البطالة السياسية.
تراشقٌ كلاميّ انحدر إلى حدّ استعارة قاموس “النمل” و”الفيلة” في تبادل الاتهامات، وكأننا أمام عرضٍ في حديقة حيوانات لا ساحة عمل سياسي.
هذا الجدل الصغير أمام قضايا كبرى وطنية ودولية يفضح فراغًا سياسيًا حقيقيًا؛ فساحتنا تغصّ بالملفات الثقيلة، لكن أحزابنا تنشغل بمعارك لفظية بلا أفق، تكشف خواء الطبقة السياسية وانقطاعها عن هموم الناس. من “صوت الشعب” إلى الأفلان وصولًا إلى الأحزاب الإسلامية وسائر التشكيلات السياسية، القاسم المشترك واحد: أحزاب موسمية تملأ الدنيا ضجيجًا عند كل استحقاق انتخابي، ثم تعود إلى صمت القبور حتى يحين عرسٌ انتخابي جديد.
بعيدًا عن “الهوشة” الراهنة، الحقيقة أن النشاط الحزبي في الجزائر ما يزال مرتبطًا بمنطق الغنيمة الانتخابية أكثر من ارتباطه بفعلٍ سياسيّ مسؤول.
والسؤال الأجدر بالطرح: ما الذي دفع “صوت الشعب” إلى الخروج مبكرًا؟ وبأي حسابات سارع الأفلان إلى الردّ على ما وصفها بمعركة بين “نملة” و”فيل”؟