العدوان على غزة : القطاع يعاني أزمة دفن الشهداء جراء تدمير الاحتلال للمقابر

 رام الله (فلسطين المحتلة) - يعيش قطاع غزة أزمة خانقة تعيق عمليات دفن الشهداء من أبنائه, بسبب النقص الحاد في الحجارة والإسمنت اللازمين لبناء القبور, وتدمير الاحتلال الصهيوني لعشرات المقابر, ما أجبر ذويهم على الانتظار لساعات طويلة بحثا عن مكان ليواروا أحباءهم الثرى, حسب شهادات لمواطنين نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية (وفا). وذكرت الوكالة أنه "في مشهد يعكس فداحة الواقع, يصطف العشرات من الأهالي في المقابر على أمل العثور على قبر شاغر أو إمكانية تجهيز واحد بديل, في ظل تكدس الجثامين على الأرض". ونقلت (وفا) عن المواطن, عمر أبو دقة, قوله : "صدمت عندما وصلنا إلى المقبرة بعد الانتهاء من إجراءات المستشفى, فوجدنا عشرات الجثامين تنتظر دفنها, ولا قبور جاهزة", لافتا إلى أن "الانتظار لفترات طويلة يعد إهانة للشهداء, ويعكس حجم المأساة التي تعيشها غزة". أما المواطن محمد أبو نجا, فتحدث عن تجربته المؤلمة قائلا: "وصلنا لدفن فتاة من العائلة, ففوجئنا بعدد هائل من الجثامين والمواطنين في انتظار القبور, التي لم تجهز بسبب انعدام المواد اللازمة للبناء", موضحا أن استهداف الاحتلال لطالبي المساعدات في خان يونس ورفح, وتكدس الجثث في المشارح, فاقما الأزمة. أما المتطوع, أسعد أبو صقر, فقد كشف من جانبه عن أن أهالي الشهداء يضطرون إلى "جمع الحجارة من المنازل المدمرة لتجهيز القبور, حيث يستخدمون الطين بدلا من الإسمنت الذي لم يدخل القطاع منذ عامين, ما يجعل القبور عرضة للانهيار في أية لحظة, وتتم تغطيتها بألواح صفيح قابلة للتآكل بفعل عوامل الطبيعة". كما بين أن معظم المقابر تقع في مناطق مصنفة خطرة تجبر قوات الاحتلال المواطنين على إخلائها, ما يجعل عملية الدفن بحد ذاتها مجازفة خطيرة. ودفعت هذه الأوضاع المأساوية بالمواطنين إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية داخل ساحات المستشفيات والمدارس والحدائق, وحتى في الشوارع والطرقات, وفق تقارير محلية. واستأنف الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي لكن الاحتلال خرق بنوده مرارا مستهدفا مناطق متفرقة في القطاع الذي يواجه مأساة إنسانية غير مسبوقة.  

يونيو 22, 2025 - 16:57
 0
العدوان على غزة : القطاع يعاني أزمة دفن الشهداء جراء تدمير الاحتلال للمقابر

 رام الله (فلسطين المحتلة) - يعيش قطاع غزة أزمة خانقة تعيق عمليات دفن الشهداء من أبنائه, بسبب النقص الحاد في الحجارة والإسمنت اللازمين لبناء القبور, وتدمير الاحتلال الصهيوني لعشرات المقابر, ما أجبر ذويهم على الانتظار لساعات طويلة بحثا عن مكان ليواروا أحباءهم الثرى, حسب شهادات لمواطنين نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).

وذكرت الوكالة أنه "في مشهد يعكس فداحة الواقع, يصطف العشرات من الأهالي في المقابر على أمل العثور على قبر شاغر أو إمكانية تجهيز واحد بديل, في ظل تكدس الجثامين على الأرض".

ونقلت (وفا) عن المواطن, عمر أبو دقة, قوله : "صدمت عندما وصلنا إلى المقبرة بعد الانتهاء من إجراءات المستشفى, فوجدنا عشرات الجثامين تنتظر دفنها, ولا قبور جاهزة", لافتا إلى أن "الانتظار لفترات طويلة يعد إهانة للشهداء, ويعكس حجم المأساة التي تعيشها غزة".

أما المواطن محمد أبو نجا, فتحدث عن تجربته المؤلمة قائلا: "وصلنا لدفن فتاة من العائلة, ففوجئنا بعدد هائل من الجثامين والمواطنين في انتظار القبور, التي لم تجهز بسبب انعدام المواد اللازمة للبناء", موضحا أن استهداف الاحتلال لطالبي المساعدات في خان يونس ورفح, وتكدس الجثث في المشارح, فاقما الأزمة.

أما المتطوع, أسعد أبو صقر, فقد كشف من جانبه عن أن أهالي الشهداء يضطرون إلى "جمع الحجارة من المنازل المدمرة لتجهيز القبور, حيث يستخدمون الطين بدلا من الإسمنت الذي لم يدخل القطاع منذ عامين, ما يجعل القبور عرضة للانهيار في أية لحظة, وتتم تغطيتها بألواح صفيح قابلة للتآكل بفعل عوامل الطبيعة".

كما بين أن معظم المقابر تقع في مناطق مصنفة خطرة تجبر قوات الاحتلال المواطنين على إخلائها, ما يجعل عملية الدفن بحد ذاتها مجازفة خطيرة.

ودفعت هذه الأوضاع المأساوية بالمواطنين إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية داخل ساحات المستشفيات والمدارس والحدائق, وحتى في الشوارع والطرقات, وفق تقارير محلية.

واستأنف الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي لكن الاحتلال خرق بنوده مرارا مستهدفا مناطق متفرقة في القطاع الذي يواجه مأساة إنسانية غير مسبوقة.