المرأة المسلمة.. من الجدل الحقوقي إلى النهضة الحضارية

د. زهية حويشي/ ينبغي للمرأة المسلمة في المرحلة الراهنة تجاوز الخطابات التقليدية المتعلقة بالصراع الحقوقي، بغرض الخروج من دوائر ومواقع الضعف إلى التمركز حول الآداء الاستخلافي انطلاقا من قيم الوحي، وذلك ما يصحح المسار الذي حاد في كثير من الأحيان عن الوجهة الحقيقة التي تخدم المرأة المسلمة والمرأة الإنسان. إننا اليوم في مرحلة تحتم تجاوز …

مارس 10, 2025 - 15:27
 0
المرأة المسلمة.. من الجدل الحقوقي إلى النهضة الحضارية

د. زهية حويشي/

ينبغي للمرأة المسلمة في المرحلة الراهنة تجاوز الخطابات التقليدية المتعلقة بالصراع الحقوقي، بغرض الخروج من دوائر ومواقع الضعف إلى التمركز حول الآداء الاستخلافي انطلاقا من قيم الوحي، وذلك ما يصحح المسار الذي حاد في كثير من الأحيان عن الوجهة الحقيقة التي تخدم المرأة المسلمة والمرأة الإنسان.
إننا اليوم في مرحلة تحتم تجاوز العديد من ألوان ومراحل الصراع الذي أُقحمت المرأة فيه بحجة الدفاع عن حقوقها والمطالبة بمكانتها اللائقة، بدعوى المساواة مع الرجل، والحرية وغيرها من القضايا المتعلقة بالمرأة، التي لقيت جدلا واسعا خلال عقود طويلة من الزمن، علت خلالها أصوات النسوية ذات النشأة الغربية، وأصوات أخرى من جهات عديدة على اختلاف في الطرح بين الإفراط والتفريط، مما أفرز مشاكل مختلفة أثرت على توازن الأسرة والأدوار المتنوعة المنوطة بالمرأة، وانعكست على المجتمعات الإسلامية والغربية على حد سواء، وأدت إلى دخول المرأة في دهاليز التيه بسبب تلك التوجهات الفكرية التي أثرت على مسار قضايا المرأة إجمالا,
كل ذلك يستدعي إعادة التقييم والتقويم وفق رؤية متوازنة وبوصلة قرآنية تهدي إلى سبيل الرشاد، فباتت الضرورة ملحة في إعادة تناول الشأن المتعلق بالمرأة في طرح يبرز حضور المرأة المسلمة، وهو حضور قيادي وإبداعي في المرحلة الراهنة، يليق ووظيفتها التي تتناسب مع فطرتها التي خلقها الله عليها، والتي تؤهلها إلى التأثير والتميز في مختلف المجالات من خلال امتلاك القدرة الفعلية على المشاركة الفاعلة والفعّالة في آداء رسالة النهضة بالأمة، والمقام لا يتسع لسرد أسماء نساء مسلمات خلدن أسماءهن في أصعب المجالات، حيث تنتصب قديما وحديثا أمثلة حية شاهدة على ذلك، فالمكانة اللائقة بالمرأة تتجلى من خلال تعزيز دورها القيادي والإبداعي في بناء مجتمعات متقدمة ناهضة، وفي المشاركة الحضارية التي تعنى بها المرأة باعتبار الدور الرسالي الاستخلافي المنوط بالإنسان في هذه المعمورة، وليس ببعيد عنا ما قامت به المرأة الغزاوية، التي كانت عنصرا فاعلا في معادلة النّصر والتمكين، وصناعة أمل الأمة في النهضة الحضارية.