المسلمون في العالم محنة السودان المنسية.. بالأرقام*
يعيش السودان الشقيق، وهو جزء عزيز من الوطن العربي -الإسلامي.. حربا ضروسا منذ أشهر طويلة، كان من نتائجها خسائر مريرة في الأرواح، وفي التدمير الواسع للبنية التحتية ـالضعيفة أصلا ـ وفي الخراب الذي لحق المدن، والدمار الذي لحق المنازل والدور والمدارس، فضلا عن الخسائر المتصلة بالمهجرين واللاجئين الذين زادت أعدادهم على عشرة ملايين.. هذه الصفحة …

يعيش السودان الشقيق، وهو جزء عزيز من الوطن العربي -الإسلامي.. حربا ضروسا منذ أشهر طويلة، كان من نتائجها خسائر مريرة في الأرواح، وفي التدمير الواسع للبنية التحتية ـالضعيفة أصلا ـ وفي الخراب الذي لحق المدن، والدمار الذي لحق المنازل والدور والمدارس، فضلا عن الخسائر المتصلة بالمهجرين واللاجئين الذين زادت أعدادهم على عشرة ملايين..
هذه الصفحة نخصصها للسودان الشقيق من باب الإعلام بما يجري في بلاد المسلمين ـ للأسف الشديد ـ على أمل تسليط الأضواء على القضية السودانية في أعدادنا القادمة بما يسمح بمعرفة تفاصيل الأحداث.
في ظل حرب الأفيال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، تحول الشعب السوداني إلى العشب في ساحة المعركة.
هذه إحصائيات عن آخر الأرقام الخاصة بالكارثة الإنسانية في بلاد الكوارث المنسية، طبقًا لمحاضر الأمم المتحدة ومنظماتها بجانب المؤسسات ذات المصداقية.
بحلول يوليو/ تموز الجاري، تتواصل معاناة السودانيين للأسبوع الـ 64 لانطلاق الحرب المدمرة في بلادهم، من دون ظهور أي بوادر لنزع فتيلها جرّاء تمسُّك طرفَي الصراع بالحسم العسكري.
أودى الصراع الدائر في السودان إلى تسجيل 16 ألفًا و650 حالة وفاة جرى الإبلاغ عنها طبقًا لمشروع بيانات أحداث ومواقع النزاعات، خلال الفترة من 15 أبريل/ نيسان 2023 وحتى 10 مايو/ أيار 2024.
وفي رقم أكثر سوداوية، أشار المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، إلى وجود تقديرات عن وصول قتلى الحرب السودانية إلى 150 ألفًا بين مدني وعسكري.
زادت وتيرة العنف ضد المدنيين بنسبة 30% خلال شهر يونيو/ حزيران المنصرم على يد قوات الدعم السريع، وذلك في ولايتَي الجزيرة (وسط) وشمال دارفور (غربي البلاد)
يمتلك السودان أعلى معدل للنازحين في سجلّات منظمة الهجرة الدولية، حيث أدت حرب أبريل/ نيسان 2023 والصراعات الأقل وتيرة منذ العام 2003 إلى نزوح 11.1 مليون سوداني، ما يعادل نازحًا من بين كل 5 سودانيين.
أدت حرب أبريل/ نيسان لوحدها إلى نزوح 10.7 ملايين سوداني عن منازلهم إلى مناطق بعيدة عن أماكن الاقتتال، واختار 1.7 مليون عبور الحدود إلى الدول المجاورة، حسب إحصائيات الهجرة الدولية.
أجبر اتّساع رقعة المعارك إلى ولاية سنار أكثر من 55 ألفًا و440 شخصًا من أهالي سنجة للفرار من منازلهم نواحي الولايات المجاورة، طبقًا للمصدر ذاته (الهجرة الدولية).
قالت اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة، شهر مايو/ أيار الماضي، إن 18 مليون سوداني يعانون الجوع الشديد، من بينهم 3.6 ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الحادّ.
قالت منظمة إنقاذ الطفولة خلال مارس/ آذار 2024، إن قرابة 230 ألف طفل وامرأة حامل وأمّ جديدة معرضين للموت في السودان خلال الأشهر المقبلة، إن فشلت جهود الاستجابة العاجلة للأزمات المتفاقمة في السودان.
في فبراير/ شباط العام الجاري، كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن وفاة طفل كل ساعتَين في معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور جرّاء سوء التغذية.
سيدة تحمل طفلها في مخيم زمزم جنوب الفاشر (رويترز)
أعلنت حملة معًا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي، توثيق 377 حالة اغتصاب في الفترة من 15 أبريل/ نيسان 2023 وحتى 30 أبريل/ نيسان 2024، من ضمنها 131 حالة ضد طفلات قاصرات.
أعلن تقرير صادر في أبريل/ نيسان الماضي عن شبكة نساء القرن الإفريقي (صيحة)، رصد 14 حالة حمل جراء عمليات الاغتصاب والاغتصاب الجماعي خلال الحرب السودانية.
رصدت الشبكة 7 حالات انتحار بين ضحايا الاغتصاب في ولايات وسط السودان (الخرطوم، الجزيرة وسنار)
أعلن وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، منتصف يونيو/ حزيران المنصرم عن خروج 70% من مستشفيات العاصمة الخرطوم عن الخدمة، وتأثُّر 30% من المؤسسات الطبية بشكل كلي أو جزئي في الولايات التي شهدت نزاعًا مسلحًا، يأتي ذلك في وقت تشكو الطواقم الطبية من الاستهداف، أسوة بما جرى لطواقم منظمة أطباء بلا حدود في الجزيرة من عمليات اعتداء أجبرها على تعليق أنشطتها في الولاية، وذلك بعد أيام من إعلان الدعم السريع سيطرته على الولاية المتاخمة للعاصمة الخرطوم في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أعداد الأطفال السودانيين خارج أسوار المدارس بـ 19 مليون طفل، بمعدل 1 من كل 3 أطفال في سنّ التمدرس. ومن بين كل هذه الأعداد في مقدور 5.5 ملايين طفل فقط العودة إلى مقاعد الدراسة لتواجدهم في ولايات آمنة نسبيًا، لكن هذه العودة مرهونة بالحصول على تأكيد من السلطات المحلية.
أوصدت 10 آلاف و400 مدرسة أبوابها في وجه التلاميذ جراء وجودها في مناطق منكوبة بالصراع، طبقًا للمصدر ذاته (اليونيسف).
بعد دخول قوات الدعم السريع ولاية سنار قبيل أيام قليلة، تقلصت الولايات التي لم تطالها الحرب (آخر الملاذات الآمنة للنازحين) إلى 7 ولايات فقط، هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف والنيل الأزرق والشمالية ونهر النيل، بينما تشهد ولاية النيل الأبيض وشمالي وغرب كردفان هدوءًا نسبيًا وتوترات في الأطراف، فيما لا تزال بقية الولايات مصبوغة بالأحمر كونها نشطة عسكريًا وتشهد توترات مستمرة بين الجيش والدعم السريع.
أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل 7 صحفيين خلال الحرب، مع رصد 393 انتهاكًا مباشرًا في حقهم، وتضمن ذلك تسجيل 39 حالة اختطاف واحتجاز وتوقيف، بجانب 7 حالات اعتداء جسدي وحالة اعتداء جنسي بحقّ صحفية، وذلك وفقًا لتقرير النقابة في ذكرى مرور عام على اندلاع القتال.
خسرت العملة السودانية 300% من قيمتها في الفترة من 13 أبريل/ نيسان 2023 وحتى 30 يونيو/ حزيران 2024، حيث تراجع سعر الجنيه السوداني من 602 إلى 1812 جنيهًا مقابل الدولار الأمريكي، طبقًا لنشرة أسعار العملات الخاصة ببنك الخرطوم، ولقياس هذا التراجع في الأسواق الموازية بالفترة ذاتها نجده تراجع أكثر إلى 300%، من 607 إلى 1920 جنيهًا مقابل الدولار الأمريكي.
كشفت وزيرة الصناعة المكلفة، محاسن يعقوب، في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، عن تدمير الحرب لأكثر من 90% من المصانع بالعاصمة السودانية التي تحتضن غالبية المؤسسات الصناعية بالبلاد، ما خلق فجوة كبيرة في توفير معظم السلع الاستهلاكية.
تعاني ولاية الجزيرة وسط السودان من انقطاع تامّ لشبكات الاتصالات والإنترنت للشهر الخامس على التوالي (قرابة 150 يومًا)، وتحديدًا منذ بدايات فبراير/ شباط 2024، الأمر الذي استغلته قوات الدعم السريع في التغطية على هجماتها المتواصلة ضد القرى الآمنة والمواطنين العزل، مع حرمان الأهالي من التعامل بالتطبيقات البنكية لإنجاز معاملاتهم المالية لتعذّر اتصالهم بالإنترنت.
* أعده للنشر فريق التحريرـ
بالتعاون مع نون بوست