اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في العالم: جرائم الاحتلال الفرنسي بالجزائر لا تسقط بالتقادم
الجزائر - أجمع المشاركون في ندوة تاريخية نظمت اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في العالم, أن جرائم التعذيب المروعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الشعب الجزائري "لا تسقط بالتقادم". وفي كلمة ألقاها خلال الندوة الموسومة ب"ذاكرة مقاومة ومستقبل كرامة", والتي نظمها المتحف الوطني للمجاهد تحت إشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, بالتنسيق والتعاون مع متحف ذاكرة سيبريا (بولندا), أوضح مدير المتحف الوطني للمجاهد, حسان مغدوري, أن جرائم التعذيب "لا تسقط بالتقادم والذاكرة ليست عبئا, بل جسرا نحو مستقبل تتأسس فيه الكرامة الإنسانية على دعائم العدالة والاعتراف".* وأضاف أن إحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الذي أقرته الأمم المتحدة كيوم للتأمل في مآسي الماضي ومناسبة للدفاع عن الكرامة الإنسانية "ليس مجرد محطة رمزية في رزنامة الأمم المتحدة, بل هو صرخة ضمير عالمي في وجه كل أشكال التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونداء إلى البشرية جمعاء لتلتف حول المبادئ الكونية للعدالة والكرامة للفرد". وأشار إلى أن هذه الندوة تسعى إلى إبراز دور متاحف الذاكرة في توثيق فضائع التعذيب والاستعمار من أجل "بناء وعي تاريخي مشترك قائم على الحقيقة", كما تحاول تسليط الضوء على معاناة الضحايا ومرافقة ذويهم وأيضا "تعزيز الشبكات الدولية بين المؤسسات المتحفية المدافعة عن حقوق الإنسان من أجل بناء سرديات بديلة للتاريخ أكثر عدالة وإنصافا". من جانبه, أشار السيد جمال قندل, أستاذ محاضر بجامعة "حسيبة بن بوعلي" بالشلف, إلى أن الاحتلال الفرنسي اعتمد على أسلوب التعذيب المروع منذ اللحظات الأولى لدخوله إلى أرض الجزائر وسلطه على الشعب الجزائري الأعزل في كافة مناطق الوطن. وفي ذات السياق, تحدث المجاهد والكاتب والباحث في التاريخ, عيسى قاسمي, عن أنواع التعذيب التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال بداية من سنة 1957 بمعية رفقائه من المجاهدين, كما كشف عن الكثير من مراكز التعذيب في العاصمة, خاصة السرية منها التي كان يستعملها المستعمر الغاشم للتنكيل بالجزائريين دون التفريق بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. وقدم بالمناسبة أيضا المجاهدان مسعود عرباجي وبوعلام شريفي وآخرون شهادات حية عن ويلات التعذيب التي ذاقوا مرارتها داخل سجون الاستعمار, والتي ما تزال آثارها واضحة على أجسادهم رغم مرور عقود كثيرة من استقلال الجزائر.وطالب السيد العايب علاوة, المختص في القانون الدولي, بضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات بالمدارس والجامعات الجزائرية لتعريف شباب اليوم بالحقائق التاريخية التي يحاول المستعمر الفرنسي طمسها وكذا تكثيف تدريسها ضمن المقررات المدرسية والجامعية لغرس ثقافة تاريخية متجذرة في أذهان الجيل الصاعد. وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول التعذيب أثناء الثورة التحريرية, إلى جانب تكريم عدد من المجاهدين والأساتذة المشاركين, وتنظيم معرض للصور التاريخية يخلد المناسبة.

الجزائر - أجمع المشاركون في ندوة تاريخية نظمت اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في العالم, أن جرائم التعذيب المروعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الشعب الجزائري "لا تسقط بالتقادم".
وفي كلمة ألقاها خلال الندوة الموسومة ب"ذاكرة مقاومة ومستقبل كرامة", والتي نظمها المتحف الوطني للمجاهد تحت إشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, بالتنسيق والتعاون مع متحف ذاكرة سيبريا (بولندا), أوضح مدير المتحف الوطني للمجاهد, حسان مغدوري, أن جرائم التعذيب "لا تسقط بالتقادم والذاكرة ليست عبئا, بل جسرا نحو مستقبل تتأسس فيه الكرامة الإنسانية على دعائم العدالة والاعتراف".*
وأضاف أن إحياء اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الذي أقرته الأمم المتحدة كيوم للتأمل في مآسي الماضي ومناسبة للدفاع عن الكرامة الإنسانية "ليس مجرد محطة رمزية في رزنامة الأمم المتحدة, بل هو صرخة ضمير عالمي في وجه كل أشكال التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ونداء إلى البشرية جمعاء لتلتف حول المبادئ الكونية للعدالة والكرامة للفرد".
وأشار إلى أن هذه الندوة تسعى إلى إبراز دور متاحف الذاكرة في توثيق فضائع التعذيب والاستعمار من أجل "بناء وعي تاريخي مشترك قائم على الحقيقة", كما تحاول تسليط الضوء على معاناة الضحايا ومرافقة ذويهم وأيضا "تعزيز الشبكات الدولية بين المؤسسات المتحفية المدافعة عن حقوق الإنسان من أجل بناء سرديات بديلة للتاريخ أكثر عدالة وإنصافا".
من جانبه, أشار السيد جمال قندل, أستاذ محاضر بجامعة "حسيبة بن بوعلي" بالشلف, إلى أن الاحتلال الفرنسي اعتمد على أسلوب التعذيب المروع منذ اللحظات الأولى لدخوله إلى أرض الجزائر وسلطه على الشعب الجزائري الأعزل في كافة مناطق الوطن.
وفي ذات السياق, تحدث المجاهد والكاتب والباحث في التاريخ, عيسى قاسمي, عن أنواع التعذيب التي تعرض لها خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال بداية من سنة 1957 بمعية رفقائه من المجاهدين, كما كشف عن الكثير من مراكز التعذيب في العاصمة, خاصة السرية منها التي كان يستعملها المستعمر الغاشم للتنكيل بالجزائريين دون التفريق بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.
وقدم بالمناسبة أيضا المجاهدان مسعود عرباجي وبوعلام شريفي وآخرون شهادات حية عن ويلات التعذيب التي ذاقوا مرارتها داخل سجون الاستعمار, والتي ما تزال آثارها واضحة على أجسادهم رغم مرور عقود كثيرة من استقلال الجزائر.وطالب السيد العايب علاوة, المختص في القانون الدولي, بضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات بالمدارس والجامعات الجزائرية لتعريف شباب اليوم بالحقائق التاريخية التي يحاول المستعمر الفرنسي طمسها وكذا تكثيف تدريسها ضمن المقررات المدرسية والجامعية لغرس ثقافة تاريخية متجذرة في أذهان الجيل الصاعد.
وتم بالمناسبة عرض شريط وثائقي حول التعذيب أثناء الثورة التحريرية, إلى جانب تكريم عدد من المجاهدين والأساتذة المشاركين, وتنظيم معرض للصور التاريخية يخلد المناسبة.