باريس ولعنة الألمان‪!‬‬

في ردٍّ لها على دعوة أحد النواب الفرنسيين الذي طالب أمريكا بإعادة تمثال الحرية إلى فرنسا، تحت مبرر الملكية القديمة، لم تتردد الناطقة باسم البيت الأبيض، ليس فقط في السخرية من صاحب الفكرة ووصفه بالبله، بل صفعَت باريس بتاريخها حين قالت مخاطبة ما يُسمّى بـ”الأمة الفرنسية” إنّه لولا أمريكا، لكانت فرنسا اليوم تتحدث الألمانية. وذلك …

مارس 18, 2025 - 22:56
 0
باريس ولعنة الألمان‪!‬‬

في ردٍّ لها على دعوة أحد النواب الفرنسيين الذي طالب أمريكا بإعادة تمثال الحرية إلى فرنسا، تحت مبرر الملكية القديمة، لم تتردد الناطقة باسم البيت الأبيض، ليس فقط في السخرية من صاحب الفكرة ووصفه بالبله، بل صفعَت باريس بتاريخها حين قالت مخاطبة ما يُسمّى بـ”الأمة الفرنسية” إنّه لولا أمريكا، لكانت فرنسا اليوم تتحدث الألمانية. وذلك في إشارة إلى أنّ فرنسا لم تحرر نفسها يومًا من أي احتلال، وأنه لولا شعوب العالم، لكانت باريس اليوم مجرد مقاطعة تابعة لأحفاد هتلر‪.‬‬
فرنسا اليوم تعيش أسوأ أيامها؛ فمن ثورة الأفارقة على نفوذها وطردهم لخدمها، إلى ضياع هيبتها أوروبيًا، مما يهدد بتفكك الاتحاد الأوروبي، إلى ما استُحضر اليوم من تاريخ قديم، حيث قالت الناطقة باسم البيت الأبيض إنّه لولا أبناء “العم سام”، لظل ذلك العار قائمًا. والنتيجة أن على فرنسا أن تدرك حجمها الحقيقي وتتوقف عن استفزاز بقية الشعوب، لأن الجميع له فضل عليها‪.‬‬
بعبارة واضحة، ومع تهاوي قيمة “عاصمة الحرية والعدل والمساواة”، أصبح من اللائق أن تدرك باريس وساستها أنّها لم تكن سوى تاريخ من العار، عارٌ يجب على صاحبه أن يخجل منه، لا أن يتطاول به على أممٍ صنعت التاريخ. فمتى يفهم قادة فرنسا أن مسمى أمتهم بات مسخرة الأمم كلها؟