بزيادة قدرها 92 بالمائة.. ارتفاع تبذير الخبز في رمضان

سجلت ظاهرة تبذير الخبز خلال شهر رمضان ارتفاعًا ملحوظًا هذه السنة، إذ كشفت مُؤسسة “نات كوم” عن “جمع كميات كبيرة من الخبز المُرمى في العاصمة خلال النصف الأول من شهر رمضان المُبارك وبنحو ضعف ما تم جمعه خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

وتكشفُ آخر الإحصائيات التي أدلت بها رئيسة قسم الاتصال والتطوير في مُؤسسة “نات كوم” نسيمة يعقوبي، لقناة “الشروق نيوز” إن “المؤسسة جمعت خلال النصف الأول من رمضان 6,4 طن من الخبز وبزيادة قدرها 92 من المائة عن نفس الفترة من السنة الماضية، حيث تمّ جمع نحو 3,4 طن.

وحسب أرقام سابقة نشرتها الوكالة الوطنية للنفايات، فإن الجزائريين يرمون 912 مليون خبزة سنويًا أي ما يعادل 0.92 بالمائة من مجموع النفايات المنزلية وما شابهها، ووفقًا لذات الإحصائيات الرسمية فإن معدل الإنتاج الفردي لنفايات الخبز تقدر بـ 014,0 كلغ بحجم يعادل 227,906 طن، واحتلت الجزائر العاصمة المرتبة الأولى من حيث تبذير الخبز حيث كشف تقرير سابق أعدته وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن تحصيل أكثر من 150 ألف قطعة خبز، أي ما يعادل 30 طنًا من الخبز من مكبات النفايات العمومية من مختلف الأحياء، وجاءت ولاية البليدة في المرتبة الثانية من حيث أكثر الولايات تبذيرًا، بينما سجلت أدنى نسبة تبذير في أقصى الجنوب، بينما تكشف الأرقام التي نشرتها سابقًا المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه أن المخابز تنتج يوميًا 50 مليون خبزة فيما تُرمى 10 ملايين خبزة يوميا.

ووصلت واردات الجزائر من القمح خلال الموسم الماضي 8 ملايين طُن، معظم من دول الاتحاد الأوروبي وروسيا حيث بلغت الواردات الجزائري من القمح الروسي العام الماضي 2.4 مليون طن وهو ما يكبد خزينة الدولة أموالا باهضة.

وللحد من ظاهرة التبذير يقترح نواب في الغرفة السفلى إعادة النظر في سياسة الدعم الشمولي المُنتهجة حاليا، وتقول في هذا السياق النائبة بالمجلس الشعبي الوطني زكية بوقطوشة في تصريح لـ “الجزائر الجديدة” إن “هذه العادة السيئة مُرتبطة ارتباطا وثيقًا بالسلوك الاستهلاكي للجزائريين”.

وتوعز أسباب تفشيها رغم الحملات التي أشرفت عليها وزارة التجارة بالتنسيق مع الجمعيات وفئات المُجتمع المدني مع اقتراب الشهر الفضيل إلى “سياسة الدعم الحكومي المنتهجة منذ سنوات طويلة”، وللتدليل على هذا المعطى توجز المتحدثة موضحة أن “السياسة المنتهجة حاليًا تُشجعُ على التوسع في استهلاك المواد الغذائية المُدعمة من قبل الدولة إلى حد الإفراط والتبذير كما أنها تقعُ بين سندان المُضاربة غير المشروعية ومطرقة التهريب”.

وتُكلف سياسة الدعم الاجتماعي خزينة الدولة 5872.4 مليار دينار جزائري أي ما يُعادل 43 مليار دولار وهي تُشكلُ 35%  من اعتمادات ميزانية 2025، ولهذا تعالت الأصوات المطالبة برقمنة وتدقيق الدعم المباشر ومن بين المقترحات والتوصيات التي توصل إليها خبراء في الاقتصاد أبرزهم الدكتور صالحي صالح “تحيين بنك المعطيات الخاصة بالمستفيدين، ومراجعة وسائل التحكم في الدعم غير المباشر للحد من الاستحواذ على الدعم، أو تهريبه، أو تصديره، واعتماد أدوات جديدة مكملة من خارج الميزانية العامة، وتأتي في مقدمتها موارد القطاع الثالث الذي يضم موارد الأوقاف، والزكاة، والمؤسسات الخيرية“.

ويصف المُتحدث “ترشيد مخصصات الاعتمادات التحويلية بأمر في غاية الأهمية لما سيترتب عنة من تحكم مرن في زيادة الطلب، واحتواء ارتفاع الأسعار، والتقليل من المخاطر التضخمية، والأمر الذي يستدعي استبدال نظام التراخيص الحالي في إدارة الواردات، الذي يكرس احتكار القلة لبعض المؤسسات الإنتاجية، على حساب احتياجات المستهلكين واختياراتهم الكمية، والنوعية، والسعرية، وضرورة استخدام الأدوات الاقتصادية الجديدة للانفتاح الذكي، للحد من أزمات العجز المزمن عن تغطية للاحتياجات الوطنية، وما يترتب عنه من مخاطر اجتماعية.

فؤاد ق

The post بزيادة قدرها 92 بالمائة.. ارتفاع تبذير الخبز في رمضان appeared first on الجزائر الجديدة.