بعد فضيحة”بيغاسوس”.. صفقة جوسسة بقيمة 1 مليار دولار بين المغرب والكيان الصهيوني

كشف تقرير بريطاني حديث عن تمادي وتيرة تطبيع المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني ليصل إلى صفقات ضخمة في مجال الجوسسة، حيث تعتزم الرباط توقيع صفقة تجسس مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة مليار دولار، تشمل اقتناء قمر صناعي للتجسس العسكري عالي الدقة، الأمر الذي وصفه الخبراء الدوليون بالاختراق الأخطر للمنطقة. وتعد هذه الصفقة الأضخم من […] The post بعد فضيحة”بيغاسوس”.. صفقة جوسسة بقيمة 1 مليار دولار بين المغرب والكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.

مايو 25, 2025 - 12:29
 0
بعد فضيحة”بيغاسوس”.. صفقة جوسسة بقيمة 1 مليار دولار بين المغرب والكيان الصهيوني

كشف تقرير بريطاني حديث عن تمادي وتيرة تطبيع المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني ليصل إلى صفقات ضخمة في مجال الجوسسة، حيث تعتزم الرباط توقيع صفقة تجسس مع شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بقيمة مليار دولار، تشمل اقتناء قمر صناعي للتجسس العسكري عالي الدقة، الأمر الذي وصفه الخبراء الدوليون بالاختراق الأخطر للمنطقة.

وتعد هذه الصفقة الأضخم من نوعها منذ تطبيع العلاقات بين الجانبين أواخر 2020، وهي ليست منعزلة، بل تأتي ضمن مسار متسارع من التعاون العسكري والتقني والاستخباراتي، يعكس انتقال العلاقات المغربية-الإسرائيلية من مستوى الرمزية السياسية إلى تحالف أمني واقتصادي كامل الأركان. وقال الخبير الأمني عبد القادر عبد الرحمن، الذي نقلت عنه صحيفة Middle East Eye، أن المغرب يراهن على هذا النوع من الشراكات لدعم موقفه في ملف الصحراء الغربية، مشيرًا إلى أن التطبيع أضحى “ورقة مساومة جيوسياسية” تراهن عليها الرباط مقابل دعم أمريكي ودولي.

ومنذ إعلان التطبيع الرسمي، ضمن اتفاقيات “أبراهام” الثلاثية، التي رعتها إدارة دونالد ترامب في ديسمبر 2020، قفز حجم التبادل التجاري بين المغرب والكيان الصهيوني إلى أكثر من 116.7 مليون دولار في 2023، وهو ضعف ما تم تسجيله عام 2022، وفق بيانات رسمية. لكن الأخطر من الأرقام هو طبيعة المشاريع المشتركة، التي توسعت لتشمل استثمارات في الري والطاقة المتجددة عبر شركات مثل “نيتافيم” و”غالا إنرجي”، وصولًا إلى مشاريع للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل جزر الكناري، بترخيص مغربي لتحالف يضم أطرافًا إسرائيلية.

غير أن محور التعاون الأهم يبقى المجال العسكري، إذ اختار المغرب في فبراير الماضي شركة Elbit Systems الإسرائيلية كمزود رئيسي للأسلحة، في وقت أشارت فيه تقارير متعددة إلى صفقات سرية تشمل تكنولوجيا مراقبة وطائرات بدون طيار، ناهيك عن استخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس على الصحفيين والمعارضين وحتى رؤساء دول، أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما أعلنت الحكومة الإسبانية في ماي 2022، تعرّض الهواتف المحمولة الخاصة برئيس وزراءها، بيدرو سانشيز، ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبلس لعمليات تجسس خارجية بواسطة برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.

وترتبط عمليات التجسس بهذا البرنامج الإسرائيلي “المتطوّر” بالمغرب. حيث سبق وأن تورط في فضيحة عالمية، شملت التنصت على هواتف شخصيات ومسؤولين نافذين في عدة بلدان في العالم. بما فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الجزائري الأسبق، عبد العزيز بوتفليقة وأفراد عائلته، إلى جانب عشرات المسؤولين والشخصيات في الجزائر والخارج، منها وزراء ومسؤولين، عسكريين، ناشطين ومعارضين، وصحفيين..

وكان برنامج “بيغاسوس” في صلب فضيحة تجسس عالمية العام الماضي، بعد انتشار لائحة بـ 50.000 جهة قد تكون تعرضت للتجسس في مختلف أنحاء العالم، من صحفيين وشخصيات سياسية وناشطين حقوقيين، فيما ورد اسم المغرب ضمن الدول التي استفادت من هذه التكنولوجيا بغرض التجسس على شخصيات ومسؤولين كبار.

ويسمح برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، بمجرد تثبيته في الهاتف المحمول، بالتجسس على مستخدم الجهاز. من خلال استغلال رسائله أو بياناته أو تنشيط الجهاز عن بعد لغرض التقاط الصوت أو الصورة. وتعد شركة “أن أس أو” الإسرائيلية هي الشركة الأم المطورة لبرنامج “بيغاسوس”، وقام بتأسيس الشركة أشخاص عملوا سابقاً في الوحدة 8200، إحدى أقوى أذرع الاستخبارات الإسرائيلية، التي يتركز عملها على التجسس على المؤسسات والأفراد حول العالم.

فضيحة “لواء غولاني” الصهيوني بالمغرب..

وفجرت مشاركة جيش الكيان الصهيوني المتورط في ارتكاب جرائم إبادة جماعية في فلسطين، في مناورات عسكرية بالمغرب، تحمل تسمية “الأسد الإفريقي 2025” موجة استياء وتذمر واسعين داخل المغرب وخارجه، متهمين نظام المخزن المغربي بالتعاون والتنسيق مع الكيان الصهيوني في عملياته الإجرامية بقطاع غزة، عززتها التقارير التي تحدثت عن تسهيلات منحها المغرب للسفن الحاملة للسلاح إلى جيش الكيان بالرسو في موانئه، فيما رفضت دول أجنبية عديدة ذلك، بحجة عدم التواطؤ مع المجرمين وقتلة الأطفال في فلسطين المحتلة.

وظهر جنود من لواء “غولاني” الصهيوني المصنّف ضمن الوحدات المتورطة في جرائم حرب ضد المدنيين في غزة، منها قتل 15 مسعفًا فلسطينيًا ودفنهم في مقابر جماعية، وهم يرفعون علم الكيان ويرتدون بزاتهم العسكرية فوق الأراضي المغربية، في مشهد استفزازي وصفه الناشط المغربي ياسر عبادي بأنه “قمة الانحطاط والخضوع للعدو”. لكن بدلًا من التفاعل مع هذا النداء الحقوقي، التزم نظام المخزن الصمت، بل وسمح ببث مقاطع مصوّرة تُظهر جنودًا إسرائيليين يرقصون وهم يرتدون الجلباب المغربي، في استعراض أثار الغضب والاستهجان في الساحة.

ورغم تسارع التطبيع على المستوى الرسمي، فإن الشارع المغربي يعبّر باستمرار عن رفضه القاطع لأي علاقة مع الاحتلال، ففي الشهر الماضي، رفضت نقابة عمال ميناء طنجة تفريغ سفينة “ميرسك نيكسوي” القادمة من الولايات المتحدة، والتي كانت محمّلة بقطع غيار لطائرات F-35 المتجهة إلى جيش الكيان الصهيوني. كما أظهر استطلاع الباروميتر العربي تراجع نسبة تأييد التطبيع في المغرب من 31% سنة 2022 إلى 13% فقط في 2024، وهو ما يعكس اتساع الهوّة بين توجهات الدولة ونبض المجتمع.

ووصف الناشط ياسر عبادي في تصريحه ما يجري مع المغرب “ليس مجرد تطبيع”، بل “شراكة سياسية وتجارية وأمنية تُقام على أنقاض الشعب الفلسطيني”، مضيفًا: “لو بثّ الاحتلال مجازره على الهواء 24 ساعة في اليوم، فلن يهتزّ للمخزن رمش..”.

وتشير التحليلات إلى أن الرباط ترى في تل أبيب جسرًا للوصول إلى البيت الأبيض، ووسيطًا غير معلن لحشد دعم أمريكي صريح في ملف الصحراء الغربية، هذا ما أكده الصحفي الإسباني إغناسيو سيمبريرو، المتخصص في شؤون المغرب، حين قال إن “القصر الملكي مستعد لخسارة الشارع، مقابل كسب مواقف سياسية أمريكية عبر إسرائيل”.

عبدو.ح

The post بعد فضيحة”بيغاسوس”.. صفقة جوسسة بقيمة 1 مليار دولار بين المغرب والكيان الصهيوني appeared first on الجزائر الجديدة.