بماذا جاء وزير الخارجية الأمريكي إلى غزة؟ وما ردّ قمة الدوحة

أ د. عمار طالبي/ إنه جاء مسرعا لا للسلام، وإنهاء الحرب، والقتل، والتجويع، وهدم المنازل، وإنما جاء لدعم الاستيطان، وتدشين نفق يشق باطن مدينة القدس لهدم المسجد الأقصى من تحته، وبناء ما يزعمون أنه هيكل سليمان، فهذا دعم للحاخامات وأداء شعائر توراتية مع السفير الأمريكي الصهيوني المتطرف، الذي لا يكف عن مباركة الاستيطان، وهذا أدى …

سبتمبر 22, 2025 - 13:23
 0
بماذا جاء وزير الخارجية الأمريكي إلى غزة؟ وما ردّ قمة الدوحة

أ د. عمار طالبي/

إنه جاء مسرعا لا للسلام، وإنهاء الحرب، والقتل، والتجويع، وهدم المنازل، وإنما جاء لدعم الاستيطان، وتدشين نفق يشق باطن مدينة القدس لهدم المسجد الأقصى من تحته، وبناء ما يزعمون أنه هيكل سليمان، فهذا دعم للحاخامات وأداء شعائر توراتية مع السفير الأمريكي الصهيوني المتطرف، الذي لا يكف عن مباركة الاستيطان، وهذا أدى به إلى أداء شعائر التوراة ووضع أوراقا في حجارة حافظ البراق يدعو فيها، إن هذا سعي ترمب فهو الذي اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارته إلى القدس دون سائر الدول واعترف بالاستيطان والجمعية الدينية المتطرفة لتهويد القدس التي باركها وزير الخارجية الأمريكي.
هذا في وقت تجتمع الدول العربية الإسلامية في الدوحة لاتخاذ ما يردع عربدة الصهاينة وغرورهم وطغيانهم وحماقتهم، وظنهم أنهم سادة العالم ومن عداهم عبيد لهم، فالعرب عبيد ينبغي أن يخضعوا للصهاينة وأن يكونوا الآمرين الناهين المهيمنين في المنطقة.
إن ترمب هو الإرهابي القاتل المحارب لأهل فلسطين، لكنه يناور وينافق، ويكذب، ويَعد ولا يفعل شيئا، ويضلل عقول الناس.
انعقدت القمة العربية الإسلامية فما هي نتائجها؟
سمعنا كثيرا من الرؤساء والأمراء والوفود، ومن الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وأدركنا من أصواتهم مدى الغضب، والتنديدات واعتبار الصهاينة كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية تحت أقدامهم، بسبب أنهم لم يجدوا من يردعهم بل وجدوا من أيّدهم سياسيا، وبأسلحة وخبراء، واستخبارات، فكان هذا كله تشجيعا لهم على المضي في القتل، والتجويع، وهدم المنازل في ساعات الفجر الأولى على سكانها، وهم نائمون.
ولكن هذه الخطب والتنديدات لم تقل شيئا يهدد هؤلاء المجرمين في الواقع ويردعهم، ولذلك استخف الصهاينة بهذه القمة، وأعلنوا بهجتهم بضرب قطر، سواء في ذلك الحكومة المتطرفة، والشعب الذي انضم إليها فرحا وطغيانا.
لم يصدر في البيان إبطال التطبيع، وخرافة الإبراهيمية، ولا ضرورة مقاطعة إسرائيل بقطع العلاقات الدبلوماسية معها بالنسبة لمن أقام سفارة لديها من العرب والمسلمين في آسيا وإفريقيا.
وأما الإجراءات البطيئة بتكليف لجنة تتصل بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها، ورمي المسألة إلى مجلس الأمن وهم يعلمون أنها محمية، بالفيتو الأمريكي، فهذه الإحالات إلى المجتمع الدولي نعرف مصيرها، ونتائجها وهم يعرفون ذلك في تاريخ هذه القضية الطويل، إن المسألة المهمة هي الدعوة إلى تحالف الدول العربية والإسلامية تحالفا أمنيا، واقتصاديا، وسياسيا.
إن هذه الكتلة البشرية في العالم الإسلامي والعربي لها من الإمكانات والأوراق ما يجعلها ترهب من أعدائها، ولكن بقيت هذه الإمكانات الإستراتيجية خامدة، لا أثر لها، ولا تسمع لها كلمة في المجتمع الدول، آن اليوم لمسلمي آسيا وإفريقيا أن يشعروا أنهم أمة واحدة، ومفهوم الأمة مغروس في قلب كل مسلم ومسلمة لا يمحى، ولكنه لم يفعّل ولم يخرج من دائرة التخلف، متى يشعر هؤلاء أن العدوان على أية دولة مسلمة إنما هو عدوان على الأمة قاطبة
إن هؤلاء الذين يطبّعون ويتعاملون دبلوماسيا، وسياسيا واقتصاديا وتجاريا إنما هم يخونون الأمة ووحدتها وكرامتها وعزتها، ويخضعون للذل والهوان وقد أمرهم الله أن يكونوا أعزة كراما وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (المنافقون/08).
فهذه الظاهرة سماها مالك بن نبي: «القابلية للاستعمار» فأصبح هؤلاء عبيدا يأتمرون بأوامر غيرهم الذين يحسبون أنهم يحمونهم، ويردون عليهم العدوان، والاحتلال.
فكيف تمر الطائرات الخمسة عشرة الأمريكية من أجواء الأردن والسعودية في صمت في حين أن الأردن والسعودية اعترضت في أجوائها على صواريخ ومسيرات إيران في ردها على عدوان الصهاينة، إن هذا لأمر غريب، وتناقض صارخ ونفاق كبير، وكيف لم ترصد قطر وقاعدة عديد بها وهي تملك كل الوسائل لصدّ عدوان هذه الطائرات المهاجمة، فما ذلك إلا تواطؤ واضح لترمب مع المجرم رئيس الحكومة الفاشية المتطرفة التوراتية المجرمة