تحذير مرعب من طبيب: لحظة سباحة واحدة… قد تكون الأخيرة

وجّه الطبيب المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش، تحذيرًا شديدًا من خطر الصدمة الحرارية التي تُهدد المصطافين والعمال والرياضيين خلال فصل الصيف، مؤكدًا في تصريح خصّ به موقع “الحياة” أن “الناس قد تفقد حياتها في لحظة دون أن تدري… الصدمة الحرارية قاتلة بصمت”.

وقال كواش إن الصدمة الحرارية تحدث عندما ينتقل الجسم من حالة حرارة مفرطة إلى برودة شديدة بشكل مفاجئ، مشيرًا إلى أن “القلب يكون في حالة عمل مكثف لتبريد الجسم، وعند القفز فجأة في مياه باردة جدًا، يحدث تقلص عنيف في الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى خلل في الدورة الدموية، وقد يصل إلى توقف مفاجئ للقلب أو شلل في العصب السابع”.

وأكد الطبيب أن هذا الخطر لا يُهدد فقط من يقضون وقتًا طويلًا تحت أشعة الشمس في ما يُعرف بـ”البرونزاج”، بل يشمل أيضًا من “يصلون إلى البحر ويغطسون مباشرة دون أي تدرج في التبريد”، مضيفًا: “بعضهم يأتي بعد ساعات من العمل أو التنقل تحت حرارة مرتفعة، ويقفز مباشرة في البحر، وهذه مخاطرة كبيرة”.

كما أشار كواش إلى أن العمال في أماكن شديدة السخونة مثل المخابز، الأفران، وورشات الصناعة، هم كذلك عُرضة للصدمة الحرارية، لا سيما عند مغادرتهم لأماكن عملهم والانتقال فجأة إلى بيئة باردة أو مكيّفة. “العامل الذي يغادر مكانًا شديد الحرارة ويتعرض فجأة لجو بارد أو يستحم بماء بارد جدًا، قد يتعرض لنفس الخطر. وهذا قد يؤدي إلى دوخة، فقدان توازن، أو حتى فقدان الوعي الكامل.”

وفي السياق ذاته، نبّه كواش إلى أن الرياضيين داخل الصالات يقعون في الخطأ ذاته، قائلاً: “كثير من الشباب بعد التمارين المكثفة في القاعات الرياضية، يذهبون مباشرة للاستحمام بالماء البارد جدًا. لكن الجسم في هذه اللحظة يكون في حالة حرارة داخلية مرتفعة، والعضلات ساخنة، وإذا تعرض فجأة للماء البارد، فقد يؤدي ذلك إلى تشنج عضلي، خلل في الدورة الدموية، أو حتى صدمة حرارية.”

وشدد على ضرورة منح الجسم وقتًا كافيًا ليهدأ تدريجيًا بعد التمارين: “يُنصح بالراحة من 10 إلى 15 دقيقة، مع شرب الماء وتهدئة الجسم تدريجيًا، قبل الاستحمام. فالماء البارد مفيد، لكن ليس مباشرة بعد التمارين.”

وحول الأعراض، أوضح أن الصدمة الحرارية قد تبدأ بـ”دوخة، صداع شديد، شعور بالغثيان، تشنج عضلي، تنميل في الوجه أو الأطراف”، وقد تتطور إلى “فقدان الوعي، أو حتى الوفاة الفورية إن لم يتم التدخل في الوقت المناسب”.

وأكد أن الوقاية سهلة، لكنها تتطلب وعيًا والتزامًا بسلوكيات بسيطة. “يجب تبريد الجسم تدريجيًا قبل السباحة، وعدم القفز مباشرة في البحر. يُنصح برش الرأس بالماء، الجلوس في الظل، وشرب الماء ببطء. البحر لن يهرب، لكن صحتك قد تُفقد في لحظة.”

كما دعا إلى تجنّب السباحة خلال فترات الذروة، من الساعة 11 صباحًا إلى 4 مساءً، مع اختيار توقيت أكثر أمانًا، سواء في الصباح الباكر أو عند المساء.

وختم الطبيب المختص تصريحه لموقع “الحياة” بالقول: “الصيف لا يعني المجازفة، والراحة لا تعني التسرّع. الشمس قد تكون خادعة، والبرودة المفاجئة أكثر خطورة مما يعتقده الناس. علينا جميعًا أن نتحلى بالوعي ونتصرف بمسؤولية.”

ظهرت المقالة تحذير مرعب من طبيب: لحظة سباحة واحدة… قد تكون الأخيرة أولاً على الحياة.