تراجع ملحوظ لأسعار المواشي بـ”الأسواق المرجعية”

تشهد أسعار الماشية في الآونة الأخيرة تراجعًا ملحوظا، في أسواق ولايات السهوب، التي تعد أسواقا مرجعية بحكم أن الولاية من بين الأكبر وطنيا من حيث تعداد رؤوس الماشية، حيث لوحظ أن أسعار الرؤوس التي تصلح لتكون أضاحي للعيد، انخفضت بشكل لافت.
ووقفت “الشروق” بسوق الجلفة، على تضاؤل الحركة التجارية، وهو ما عزاه متتبعون، إلى قرار استيراد مليون أضحية. وقال موّالون، في معرض حديثهم عن انخفاض الأسعار، أن سعر الكبش الذي كان يُباع بمبلغ 14 مليون سنتيم، نزل إلى نحو 10 ملايين سنتيم، كما لاحظ زوار السوق انحسارًا في حركة البيع والشراء، حيث تكاد تكون الأسواق خاوية.
ويُشير المهتمون إلى أن السبب الجوهري وراء تأخر المربين في إنزال ماشيتهم، يكمن في مخاوفهم من تقلبات السوق بعد القرار القاضي باستيراد مليون أضحية. كما أن التجار أيضاً قاموا بتأجيل عمليات الشراء، على خلاف السنوات الفائتة التي كانوا خلالها يشترون الخرفان في هذا التوقيت لتسمينها بغرض بيعها بمناسبة عيد الأضحى. من ناحية أخرى، أكد محدثونا في سوق الأغنام، توقعهم تواصل هبوط الأسعار من أسبوع إلى آخر.
وفي سياق متصل، وعقب القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 09 مارس، باستيراد مليون رأس ماشية، لتلبية حاجيات الجزائريين من أضاحي العيد بأسعار معقولة، وما تلاه من إجراءات تطبيقية، باشرت مختلف القطاعات إجراءات فعلية لضبط حاجيات موظفيها لاقتناء الأضاحي.
ففي قطاع التربية، شرعت العديد من مديريات التربية، على غرار المدية، تبسة، باتنة وغيرها في تسجيل الموظفين الراغبين في اقتناء أضاحي العيد المستوردة، حيث سيتم إسناد تنظيم العملية للجان الخدمات الاجتماعية للقطاع، وسط ارتياح ورضا كبيرين وسط الموظفين.
وهو الأمر نفسه في قطاع التعليم العالي، حيث راسلت ولاية وهران مبكرا جامعاتها الثلاث: “أحمد بن بلة”، “محمد بن أحمد”، جامعة العلوم والتكنولوجيا، لإحصاء موظفيها المعنيين بالعملية، كما شرعت جامعات قسنطينة بناء على مراسلة مماثلة في عملية التسجيل. كما سجل قطاع الداخلية والجماعات المحلية حضوره في هذه العملية، حيث تلقت إلى غاية الأربعاء، أغلب المجالس المحلية تعليمة بهذا الخصوص. وقد رصدت “الشروق”، إقبالا كبيرا من طرف الموظفين للتسجيل من أجل اقتناء الأضاحي، فيما ينتظر آخرون في قطاعات ومديريات تنفيذية مختلفة انطلاق العملية بفارغ الصبر.
وقبل شهرين من عيد الأضحى المبارك، يبدو الوقت كافيا لضبط كل الترتيبات والإجراءات اللازمة لإنجاح العملية، وهي ترتيبات تحتاج جهودا وإمكانات كبيرة، لخصتها مخرجات مجلس الوزراء سالف الذكر، والذي رسم الخطوط العريضة لسير العملية، فبعد إطلاق استشارة دولية مع دول لها قدرة على التموين، والدول المرشحة لذلك حسب كثيرين هي: إسبانيا والبرتغال ورومانيا، حيث تتكفل الدولة بمؤسساتها في عملية الاستيراد، سيتم بعد ذلك العمل مع تعاونيات عمومية متخصصة عبر الولايات لبيع الأضاحي بالتنسيق مع المؤسسات والهيئات المخولة بالبيع، مع إمكانية البيع عن طريق الخدمات الاجتماعية للمؤسسات والشركات، على أن تتكفل هذه الأخيرة بالتوزيع والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين.
وسيكون لاستيراد أضاحي العيد انعكاس على سوق المواشي، حيث إن استيراد مليون رأس ماشية سيساهم في عقلنة أسعار المواشي وجعلها في المتناول، مع الحفاظ على نقاء سلالة الثروة الحيوانية في بلادنا. ورغم أن عملية اقتناء تلك الأضاحي وبيعها تشكل تحديا كبيرا، غير أن السلطات من خلال إطلاقها لعملية التسجيل والتحضير للعملية قد بدأت فعليا في رفع هذا التحدي، وهو ما سيجعل من القرار ونجاحه إنجازا تاريخيا غير مسبوق.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post تراجع ملحوظ لأسعار المواشي بـ”الأسواق المرجعية” appeared first on الشروق أونلاين.