تهوّر انقلابيّي مالي سيحرق المنطقة ويغرق الساحل في الفوضى
تحوّل إسقاط طائرة مالية مسلّحة، من دون طيار، من قبل الجيش الوطني الشعبي؛ اخترقت الأجواء الجزائرية، إلى مادة دسمة يستغلها الانقلابيون الجدد في مالي، من أجل التجييش ضد الجزائر وحشد الدعم الشعبي داخل هذا البلد الذي يعيش أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية طاحنة. كما كشف هذا التجني على الجزائر المآل الذي بلغه الساحل، والذي أصبح مرتعا […] The post تهوّر انقلابيّي مالي سيحرق المنطقة ويغرق الساحل في الفوضى appeared first on الشروق أونلاين.


تحوّل إسقاط طائرة مالية مسلّحة، من دون طيار، من قبل الجيش الوطني الشعبي؛ اخترقت الأجواء الجزائرية، إلى مادة دسمة يستغلها الانقلابيون الجدد في مالي، من أجل التجييش ضد الجزائر وحشد الدعم الشعبي داخل هذا البلد الذي يعيش أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية طاحنة.
كما كشف هذا التجني على الجزائر المآل الذي بلغه الساحل، والذي أصبح مرتعا لعدد من الدول وجماعات من المرتزقة الأجانب يقفون في نجدة المنقلبين بدوله الثلاث، طمعا في الثروات الطبيعية التي تنام عليها.
لقد سعت الجزائر على الدوام إلى المساعدة في ايجاد حلول للصراعات التي لم تتوقف في مالي بين مختلف طوائف ومكونات هذا الشعب، وتمكنت في 2015 من جمع شمل الفرقاء حول اتفاق المصالحة المالية، فيما يسمى “اتفاق الجزائر”، لكن الانقلابيين المدعومين من مرتزقة فاغنر وبعض دول الجوار وأخرى سعت مباشرة إلى تزويد الجيش الانقلابي بالسلاح .
وبسبب الموقع الجيو-إستراتيجي للمنطقة، عملت تلك الأطراف على الانقضاض على الفرصة وملء الفراغ بعد إخراج الفرنسيين، وهو ما أعطى اشارات واضحة للانقلابيين بالتراجع عن كل التفاهمات السابقة التي رعتها الجزائر.
كما أن الموقف الجزائري الرافض لكل أشكال الانقلابات العسكرية في القارة والذي اعلنته مباشرة بعد الانقلاب على الرئيس الانتقالي باه نداو في سنة 2021 ورئيس حكومته مختار وان، وقبله الانقلاب الذي اطاح بالرئيس المنتخب إبراهيم أبو بكر كيتا، أزعج عصبة غويتا التي تريد مرحلة انتقالية غير محددة في الزمن .
وينطلق غويتا، في سعيه إلى التحكم في مالي، من خلال تصدير أزماته الداخلية، عبر الدفع إلى مزيد من التوتر مع الجزائر، بل وصل به الأمر إلى اتهام الجزائر “بدعم الإرهاب”، بعد تصريحات وزير الخارجية، أحمد عطاف في جانفي الفارط، والتي دعا فيها إلى العودة إلى اتفاق الجزائر الذي يبقى مرجعا للمصالحة، في وقت تسعى فيه الطغمة الحاكمة إلى التنصل منه عبر رفض دسترته.
ولكن الذي لا تغفره الجزائر لسلطة مالي الحالية هو السعي للتحرش بها عبر اختراق الأجواء الجزائرية، لقد عملت على ضبط النفس أكثر من مرة ولم تنسق وراء تلك الاستفزازات، قبل أن تقوم بردة فعل حاسمة برد العدوان المالي على التراب الجزائري، وإسقاط الطائرة المسلّحة من دون طيار تركية الصنع، وهو الموقف الذي تبنته الجزائر بكل وضوح وحشرت المتاجرين به في زاوية ضيقة، كما كان من نتائجه أيضا غلق الأجواء الجزائرية في وجه الطيران المالي .
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post تهوّر انقلابيّي مالي سيحرق المنطقة ويغرق الساحل في الفوضى appeared first on الشروق أونلاين.