جريمة المسجد التي وقعت في فرنسا تفضح عنصرية روتايو
كشف تعاطي وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، مع حادثة القتل البشعة، التي راح ضحيتها أحد أبناء الجالية المسلمة في مسجد بفرنسا، أن الوزير في حكومة فرانسوا بايرو، يمارس التمييز على أساس الدين والعرق بين الفرنسيين، وهي الحقيقة التي توصلت إليها مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في فرنسا. ولم ينتقل وزير الداخلية، الذي هو نفسه وزير للأديان […] The post جريمة المسجد التي وقعت في فرنسا تفضح عنصرية روتايو appeared first on الشروق أونلاين.


كشف تعاطي وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، مع حادثة القتل البشعة، التي راح ضحيتها أحد أبناء الجالية المسلمة في مسجد بفرنسا، أن الوزير في حكومة فرانسوا بايرو، يمارس التمييز على أساس الدين والعرق بين الفرنسيين، وهي الحقيقة التي توصلت إليها مختلف الأوساط السياسية والإعلامية في فرنسا.
ولم ينتقل وزير الداخلية، الذي هو نفسه وزير للأديان في فرنسا، إلى المسجد الذي وقعت فيه الجريمة البشعة، إلا بعد مرور يومين، وهو ما اعتبر سقطة غير مقبولة وفضيحة مدوية للدولة الفرنسية (لأن روتايو وزير يمثل الجمهورية)، لم تصدر فقط من خصومه في الأوساط السياسية فحسب، وإنما من قبل منابر إعلامية معروفة بموالاتها لليمين واليمين المتطرف، على غرار قناة “بي آف آم تي في”.
وفي برنامج حواري، سأل الصحافي بنجامان ديهامال بالقناة التلفزيونية السالف ذكرها، روتايو، “لماذا تأخرت زيارتك إلى المسجد الذي وقعت فيه الجريمة بيومين، واكتفيت بالتعبير عن موقفك بعد ساعات بتغريدة على منصة “إكس”، بينما واصلت عملك الحزبي بشكل عادي؟”، ردّ الوزير كان باهتا وغير مقنع للصحافي: “لقد انتظرت حتى أتأكد، وأتوصل بعناصر التحقيق”.
عندها فاجأ الصحافي الوزير روتايو بحادثة مشابهة، لكنه تصرف بشكل مغاير، كما حصل في جريمة وقعت قبل جريمة المسجد بيوم واحد في مدينة نانت، أين تعرضت تلميذة في ثانوية هناك للطعن المفضي للوفاة، حيث سارع روتايو ومعه وزير التربية، الوزير الأول الأسبق، إليزابيت بورن، إلى عين المكان، في اليوم ذاته، في حين تأخرت بيومين في جريمة المسجد.
ولم يجد روتايو ما يبرر به، سوى قوله بأن الجريمة التي وقعت في الثانوية كانت أخطر على حد زعمه، الأمر الذي دفع الصحفي ديهامال المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة أيضا، لاتهام الوزير بممارسة سياسة الكيل بمكيالين، قائلا: “كيف كنت ستتصرف لو وقعت حادثة القتل في كنيسة أو كنيس يهودي؟”.
وقد خلف تعاطي روتايو مع الجريمة غضبا لدى محامي عائلة الضحية، الذي قال إنه “لا شك في أن هذه الجريمة كانت هجوما إرهابيا. ومن الواضح أن الشرطة الوطنية يجب أن تتولى هذه القضية من دون تأخير”، وشدد على أنه “يجب أن تتلقى الضحية نفس المعاملة مثل أي مواطن آخر”.
استفزازات وزير الداخلية الفرنسي لم تتوقف عند عدم احترامه لأبناء الجالية المسلمة في فرنسا ومعاملتهم كفرنسيين من الدرجة الثانية، بل امتدت إلى استخفافه بالوقفة التضامنية التي انتظمت الأحد المنصرم، والتي دعا إليها زعيم حزب “فرنسا الأبية”، جون لوك ميلونشون، حيث اتهم روتايو أحزاب اليسار بتوظيف حادثة جريمة المسجد، التي تورط فيها فرنسي محسوب على اليمين المتطرف، لتحقيق مغانم سياسية، وهو ما لم يقنع محاوره الذي استغرب منه هذا الموقف أيضا.
وفي الوقفة التضامنية، انتقد جون لوك ميلونشون بشدة برونو روتايو، بسبب استمراره في استهداف المسلمين حتى في الأوقات العصيبة التي تمر بها فرنسا، في إشارة إلى حادثة جريمة المسجد، وباشمئزاز كبير، خاطب ميلونشون برونو روتايو قائلا: “ونحن في هذا الظرف الحساس، يخرج وزير الداخلية ويقول يسقط الخمار!”. في إشارة إلى حربه على رموز الدين الإسلامي.
وفي الوقت الذي يجمع الفرنسيون على توظيف مصطلح “الاسلاموفوبيا”، ضد كل موقف أو سلوك أو كراهية أو تحيز ضد المسلمين، يخرج وزير الداخلية الفرنسية ليعلن رفض استعمال هذا المصطلح، لأنه ينطوي على اعتبارات إيديولوجية، على حد زعمه، ويفضل توظيف مصطلح “فعل معاد للمسلمين”، ما يؤكد بأن الرجل مهووس بمعاداة الإسلام والمسلمين.
وسبق لوزير الداخلية الفرنسي الذي هو وزير الأديان أيضا، أن رفض تلبية دعوة للإفطار وجهها له عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، في شهر رمضان الأخير، في حين لباها نظيره في الحكومة وزير الخارجية، جون نويل بارو، فيما برر روتايو رفضه بكون الإفطار مهمة “غير رسمية”، وهو ما اعتبر مبررا واهيا، لأنه سبق له وأن لبى دعوات من رموز دينية مسيحية ويهودية موثقة بالصور.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post جريمة المسجد التي وقعت في فرنسا تفضح عنصرية روتايو appeared first on الشروق أونلاين.