حوار قصير مع المتفوقة شهد لعواسة ابنة جمعية العلماء الأولى ولائيا على مستوى ولاية قالمة

مؤانسة : سلوى حمزاوي/ ( كانت نتائج البكالوريا هذا العام ، كالعادة، مناسبة لمعرفة مدى التفوق الذي حُقق من تلاميذنا وتلميذاتنا المميزين والمميزات.وقد تابعنا كيف كانت نسبة عالية منهم ومنهن من أصحاب المعدلات العالية، ومن أهل القرآن حفظة القرآن تعلما وحفظا.وهذا مما نحمد الله تعالى عليه. وحيث وقع التركيز على أصحاب المراتب الأولى وطنيا، فإننا …

أغسطس 5, 2025 - 14:53
 0
حوار قصير مع المتفوقة شهد لعواسة ابنة جمعية العلماء الأولى ولائيا على مستوى ولاية قالمة

مؤانسة : سلوى حمزاوي/

( كانت نتائج البكالوريا هذا العام ، كالعادة، مناسبة لمعرفة مدى التفوق الذي حُقق من تلاميذنا وتلميذاتنا المميزين والمميزات.وقد تابعنا كيف كانت نسبة عالية منهم ومنهن من أصحاب المعدلات العالية، ومن أهل القرآن حفظة القرآن تعلما وحفظا.وهذا مما نحمد الله تعالى عليه. وحيث وقع التركيز على أصحاب المراتب الأولى وطنيا، فإننا أردنا تسليط الضوء على المتفوقين والمتفوقات ولائيا ، فكان هذا الحوار مع المتفوقة في ولاية قالمة، وهي من المنتسبات لمدارس جمعية العلماء ، مثل غيرها في عشرات المدارس في مختلف الولايات والشعب الولائية ، للأشارة فقد زاروفد من الشعبة الولائية لقالمة التلميذة المتفوقة في بيتها وأسرتها وهنأوا الوالدين وعموم الأسرة، وكانت تلك لفتة مهمة جدا .نسأل الله تعالى التوفيق لأبنائنا وبناتنا في مسارهم العلمي والدراسي .) التلميدة شهد لعواسة رتبت الأولى على مستوى ولاية قالمة بمعدل 18,90 شعبة الرياضيات حافظة لنصف القرآن وطالبة في إحدى مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقالمة -مدرسة الإمام محمد قتاتلية بوحشانة.- في هذا الحوار تجيب الطالبة المتألقة على هذه الأسئلة وتلخص لنا مشوارها الدراسي ككل وعن طريق تحضيرها للبكالوريا من بداية الموسم إلى نهايته وعن رحلتها القرآنية في حفظ كتاب الله .

ما هو شعورك بعدما حصلتِ على هذا المعدل؟
– بصراحة، كان شعورًا لا يوصف… مزيج من الفرح، الارتياح، والامتنان. بعد عام طويل من الضغط والعمل الجاد، رؤية النتيجة بهذا الشكل كانت لحظة مؤثرة جدًا بالنسبة لي ولعائلتي. شعرت أن كل لحظة تعب وسهر لم تذهب سُدى، وأن الله كلل مجهودي بتقدير يليق به، الحمد لله.

هل يمكنك أن تلخّصي لنا مشوارك الدراسي؟ هل كنت دائمًا من المتفوقين من الطور الابتدائي إلى الثانوي؟
– نعم، الحمد لله، كنت دائمًا من الأوائل في كل المراحل الدراسية. في الطور الابتدائي كنت من الاوائل ، وتحصلت على العلامة الكاملة 10/10 في شهادة التعليم الابتدائي. وفي الطور المتوسط، واصلت بنفس العزيمة، وتحصلت على 18.83 في شهادة التعليم المتوسط، وكنت الأولى على مستوى دائرة الخزارة. فهذا التفوق لم يكن صدفة، بل ثمرة سنوات من الالتزام، والتنظيم، والدعم العائلي.

ما هو السر في تحقيقك لهذا المعدل؟
– أعتقد أن السر يكمن في التوكل على الله في كل الأمور و الرضوخ لقدره سبحانه والإستعداد للرضا بما يكتبه لنا مهما كان لأن الانسان مسؤول عن السعي و ليس عن النتيجة.. ثم التحضير الجيد بالتوازن بين العمل الذكي والعمل الجاد. لم أكن أدرس لساعات طويلة بحكم ضيق الوقت، بل كنت أحرص على الفهم الجيد، وعلى تنظيم وقتي بطريقة تجعلني أراجع كل المواد دون ضغط و بتوازن دون إهمال أي منها . أيضًا، وضعت لنفسي أهدافًا واضحة للتفوق منذ بداية السنة، وكنت أذكر نفسي بها كلما شعرت بالتعب. والدعم النفسي من عائلتي كان له دور كبير في تخفيف الضغط عني، وكذلك إيماني بأنني أستطيع، وأن لكل مجتهد نصيبا.

كيف مرّت بكالوريا هذا العام بالنسبة لكِ؟ ومتى بدأتِ التحضير الجدي لها؟ وكيف كان برنامجكِ التحضيري اليومي؟ وهل كنتِ تفضلين السهر أم النهوض باكرًا؟
– بكالوريا هذا العام كانت مختلفة تمامًا عن أي سنة دراسية عشتها من قبل. كانت تجربة مكثفة جدًا من حيث الجهد والضغط، لكنها في الوقت نفسه شكّلت محطة نضج ونقلة نوعية في حياتي، ليس فقط على المستوى الدراسي، بل حتى على المستوى النفسي والذهني.
بدأت التحضير الجدي منذ بداية السنة الدراسية في سبتمبر، لكنني أعترف أن الوعي الحقيقي بأهمية الوقت، والمسؤولية التي تنتظرني، بدأ يظهر بشكل أوضح في شهر فيفري. كانت تلك الفترة بمثابة «صحوة» بالنسبة لي، حيث شعرت بأن الأشهر تمر بسرعة، وأن الإمتحان بات أقرب مما كنت أتصور. ومنذ تلك اللحظة، بدأتُ مرحلة جديدة من الالتزام، فيها انضباط أكبر، وتركيز أعلى، وأهداف أوضح.
أما عن برنامجي اليومي، فقد كنت أعتمد على روتين شبه ثابت. أبدأ صباحي مبكرًا، وأستغل الساعات الأولى من اليوم لدراسة مادة علمية أساسية (كالرياضيات أو الفيزياء) حيث يكون ذهني في أقصى درجات التركيز. بعد ذلك، أراجع مادة حفظ مثل العلوم الإسلامية أو التاريخ، ثم أستعد للذهاب إلى الثانوية. في استراحة الغداء كنت أخصص وقتًا لحل التمارين أو مراجعة خفيفة في أي مادة حسب الحاجة أو المزاج، دون ضغط.
اعتمدت كثيرًا على أسلوب «قوائم المهام»، سواء أسبوعية أو شهرية. هذه القوائم كانت وسيلتي لتنظيم الدراسة، وتحديد الأولويات، ومتابعة التقدم. كنت أشعر بالرضا كلما شطبت هدفًا أنجزته، وكان ذلك يمنحني حافزًا قويًا للاستمرار.
أما بالنسبة للسهر، فالحقيقة أنني لا أفضله. أجد أن ذهني يكون أكثر صفاءً وانتعاشًا في الصباح بعد قسط كافٍ من النوم، ولهذا كنت أفضل النهوض باكرًا. وكما قال النبي ﷺ: «بورك لأمتي في بكورها»، فأنا أؤمن أن البركة الحقيقية في الإنجاز تأتي مع بداية اليوم، حين يكون الجسم والعقل في حالة راحة واستعداد.

ما رأيكِ في مقولة: «من طلب العُلا سهر الليالي»؟
– هي مقولة شهيرة، لكنني لا أراها تنطبق على الجميع. السهر ليس معيارًا للنجاح، ولا شرطًا لتحقيق الطموحات. في رأيي، «من طلب العلا» هو من اجتهد واستغل وقته بطريقة تناسبه، سواء كان ذلك ليلًا أو نهارًا. المهم هو الاستمرارية، والتنظيم، والإصرار.
أعرف طلابًا يسهرون لساعات طويلة دون تركيز حقيقي، بينما يحقق آخرون نتائج ممتازة رغم دراستهم في فترات محدودة لكن مركّزة. كل شخص له نمطه وظروفه، وما يصلح لأحد قد لا يصلح لغيره. لذا، أرى أن السعي نحو العلا لا يُقاس بعدد ساعات السهر، بل بنوعية الجهد وطريقته ، و باتباع الطريقة المناسبة للطالب و ظروفه بغض النظر عن ما يقال أو ما يناسب غيره.

كطالبة علمية، عادة ما تُشكّل مادة الفلسفة عائقًا لبعض الطلاب، فكيف كان تعاملكِ معها؟
– صحيح، كثير من الطلاب العلميين يشعرون بثقل مادة الفلسفة، خاصة لأنها تختلف جذريًا عن طبيعة المواد العلمية التي تعتمد على المنطق والتطبيق. وأنا كنت من هؤلاء في البداية. شعرت برهبة تجاه هذه المادة، ليس فقط لأنها جديدة، بل لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل معها. جربت حفظ المقالات كما هي، لكن ذلك لم ينجح، ووجدت نفسي أضيع التفاصيل دون فهم أو تماسك في الكتابة.
مع مرور الوقت، بدأت أبحث عن أسلوب يلائمني. جربت التلخيص، وبدأت أكتب المقالات بأسلوبي، أستخرج الأفكار الأساسية لكل فيلسوف، وأربطها بأمثلة واقعية. كنت أضع لكل مقالة مخططًا يتضمن الفكرة العامة، ثم الحجج، ثم أمثلة قوية تسند الموقف. وبدلًا من حفظ كل شيء حرفيًا، صرت أركّز على فهم طريقة التفكير الفلسفي نفسها، وعلى المقارنة بين المواقف، وكما يقال الفلسفة أم العلوم..وهذا ما ينطبق عليها فعلا…
مادة متشعبة و بحر واسع من المعلومات والامتدادات التي تشمل جميع المواد و تتطرق لمختلف المواضيع .
ولأنني بطبيعتي أحب البحث والتأمل، وجدت نفسي أنجذب تدريجيًا لهذه المادة. أصبحت أطرح الأسئلة، أبحث عن مقولات الفلاسفة بنفسي، بل وأناقشها أحيانًا رغبة مني وبشكل قد يكون أكثر من المطلوب أحيانا أو خارج ما يمليه علينا المقرر الدراسي لكن كانت هذه طريقتي في التعبير عن فضولي نحو هذه المادة الشيقة خاصة المواضيع العلمية منها مثل الخواريزميات الكونية، الاكتشافات الفلكية و النظريات الرياضية لعلماء مثل أينشتاين، لابلاص، نيوتن و غيرهم… هذا التفاعل الذهني مع الفلسفة ساعدني كثيرًا على تجاوز الخوف منها، بل وحتى على الاستمتاع بها..لدرجة انني بت أستغل وقت الفراغ و الراحة لأطالع عن حياة بعض الفلاسفة كنوع من الترفيه المفيد..و أكتشف مواقف حياتهم التي دفعتهم لتبني نظرياتهم و مواقفهم..و قد أفادني هذا كثيرا في التوسع في المقالات التي اكتبها بحيث يكون لدي الكم الكافي من المعلومات الذي يسمح بالتوسع بطريقة شيقة و ليس فقط ملء الأسطر، والحمد لله، النتيجة كانت مشرفة، وحصلت على علامة جيدة رغم أني كنت في البداية أعتبرها نقطة ضعف.

بالنسبة للعلوم، والرياضيات، والفيزياء، كيف كان تحضيركِ لها؟ وأي المواد تفضلين؟ وما هي أهم المراجع التي اعتمدتِ عليها؟
– الرياضيات والفيزياء كانتا من أولوياتي طوال السنة، لأنهما مواد أساسية في تخصصي. كنت أحرص على مواكبة الدروس أولًا بأول منذ سبتمبر، ولم أترك أي وحدة تتراكم عليّ. كانت طريقتي في التحضير تعتمد على ثلاث خطوات مترابطة:
أولًا: الفهم الجيد بعد تلقي الدرس في القسم، فلا أنتقل أبدًا إلى التمرين دون أن أكون مستوعبة الفكرة الأساسية.
ثانيًا: حفظ القوانين والمفاهيم المهمة، بشكل بسيط ومنظم، لأن بعض الأمور لا يمكن الاستغناء عن تثبيتها في الذاكرة.
وثالثًا، وهي الأهم: التطبيق المكثف، لأن التمرن هو ما يصنع الفارق الحقيقي. كنت أبحث عن تمارين متنوعة، أحلها بمفردي، ثم أعود لتصحيحها أو مناقشتها مع الزملاء أو الأساتذة.
أما مادة العلوم، رغم أنها ليست من المواد الأساسية في شعبة الرياضيات، إلا أنني كنت أتعامل معها كأنها كذلك. بعد كل درس، أعيده على اليوتيوب لأتأكد من فهمي، وأدون الشروحات والرسومات بطريقة منظمة وملونة تشجعني نفسيًا على المراجعة. ثم، بعد كل وحدة، أُنجز ملخصًا واضحًا ومرتبًا، وأبدأ في حل بكالوريات سابقة والتقيد بالوقت، مع تصحيح ذاتي دقيق أدوّن فيه ملاحظاتي وأخطائي لأراجعها لاحقًا. هذه الطريقة ساعدتني كثيرًا في رفع مستواي.
من حيث التفضيل، أكثر المواد التي كنت أحبها هي: الرياضيات، الفلسفة، واللغة الإنجليزية. كنت أجد في كل واحدة منها جانبًا مختلفًا يُشبع فضولي الفكري، سواء في التحليل أو التفكير المنطقي أو التواصل اللغوي.
أما المراجع، فكانت:
أولًا وأساسًا أساتذة القسم الذين كانت شروحاتهم مهمة جدًا لي.
ثانيًا، قنوات اليوتيوب، وهي ثرية جدًا وتوفر طرق عرض مختلفة تناسب كل الأساليب في الفهم.
ثالثًا، الكتب الخارجية التي كنت أستخدمها كوسائل للتمرين.
وأخيرًا، بكالوريات السنوات السابقة، سواء الرسمية أو التجريبية، والتي كانت بمثابة تدريب حقيقي على نمط الامتحانات و منهجية الاجابة المطلوبة.

كيف حضرتِ مواد اللغات، التاريخ والجغرافيا، والعلوم الإسلامية؟
– هذه المواد تعتمد في ظاهرها على الحفظ، لكنني لم أتعامل معها بهذه الطريقة فقط. بالنسبة للتاريخ، كنت أبدأ أولًا بفهم السياق العام لكل وحدة، كأنني أقرأ قصة أو أتابع سلسلة وثائقية. أبحث عن خلفيات الأحداث، عن الأسباب والتداعيات، وأحاول أن أرى كيف تتصل الأحداث ببعضها البعض. هذا الطابع الفضولي والثقافي جعل دراسة التاريخ ممتعة جدًا.
أما الجغرافيا، فكنت أربطها بالخرائط والصور والرسومات التوضيحية. وكمثال بسيط، تمكنت خلال السنة من حفظ مواقع جميع دول العالم، من أكبرها إلى أصغر جزرها، من خلال لعبة تثقيفية كنت أمارسها في أوقات الفراغ. رغم أن الخرائط لم تكن مطلوبة بشكل مباشر في البكالوريا، إلا أن هذا التمرين ساعدني كثيرًا في ربط الأحداث التاريخية بمواقع الدول، وفهم مميزات المواقع الجغرافية.
لهذا، أستطيع القول إن الفهم شكّل 80% من تحضيري لهذه المواد، أما الحفظ فاقتصر على الأفكار الرئيسية، التواريخ الأساسية، وبعض الأسماء المهمة. أما المصطلحات، فكنت أعتمد على ما فهمته من الدروس والثقافة العامة لتعريفها بطريقتي حسب المنهجية المطلوبة.
العلوم الإسلامية كذلك، كنت أبدأ بفهم الدرس كما شُرح في القسم، ثم أُعيد قراءته في البيت، كنت أحفظ الآيات والأحاديث والأفكار المحورية فقط، دون مبالغة في الحفظ، وأركّز على الاحتفاظ بالمعلومات الهامة التي تساعد في بناء الإجابة لاحقا بشكل سليم.
وبالنسبة للغات، فكانت طريقتي كالتالي: أبدأ من القسم، أفهم الدرس وأطبّق عليه، ثم بعد كل وحدة أضع ملخصًا شاملًا يحتوي على القواعد، الأفكار، والمصطلحات المهمة. بعد ذلك، أتمرن على مواضيع من البكالوريات السابقة مع الالتزام بالوقت، خاصة في الفترة الأخيرة من السنة، حتى أعتاد على نمط الامتحان.

ماذا عن الدروس الخصوصية؟ هل اعتمدتِ عليها؟ وهل تنصحين الطلاب بها؟
– في الحقيقة، لم أعتمد على الدروس الخصوصية. كنت أُفضّل تنظيم وقتي ذاتيًا، واستغلال مصادر متنوعة متاحة لي كالقسم، اليوتيوب، والكتب. لكنني لا أقول إنها غير مفيدة. كل تلميذ يعرف نفسه أكثر، ويعرف ما يناسبه. بعض الطلاب يحتاجون الدعم الخارجي والمتابعة الدقيقة، والبعض الآخر يجد نفسه أكثر راحة في الدراسة الفردية.
لذلك، لا أعتبرها شيئًا أساسيًا أو شرطًا للنجاح. من يستطيع أن ينجح بدونها فذلك ممتاز، ومن شعر أنه بحاجة لها وكان محتواها مفيدًا له فلا ضرر من ذلك. المهم أن تكون مبنية على حاجة حقيقية، لا على تقليد الآخرين أو ضغط المحيط.

ما هي أهم الكتب الخارجية والمواقع الإلكترونية التي اعتمدتِ عليها؟
– الكتب الخارجية كانت جزءًا مهمًا من رحلتي في التحضير، وقد ساعدتني على التوسع في الفهم والتدرب على مختلف أنماط الأسئلة. من بين الكتب التي اعتمدت عليها بشكل أساسي:
في الرياضيات: كتب الأستاذ نور الدين
في الاجتماعيات: كتاب الأستاذ بورنان
في العلوم الإسلامية: كتاب الأستاذة بوسعادي.
في العلوم الطبيعية: كتاب الأستاذة كتفي شريف في المنهجية
في اللغة العربية: كتاب الأستاذ حيقون
في الفيزياء: كتب الأستاذ شنايت والأستاذ عبد اللطيف.
في الفلسفة كتاب هبة جبابرية
أما بالنسبة للمصادر الإلكترونية، فاعتمدت كثيرًا على قنوات اليوتيوب التي ساعدتني في ترسيخ الفهم، خصوصًا عندما أحتاج إلى مراجعة شرح مختلف أو تبسيط فكرة معقدة. من أهم القنوات:
الرياضيات: الأستاذ عبد الباسط والأستاذ نور الدين.
الفيزياء: الأستاذ عبد اللطيف
العلوم الطبيعية: الأستاذة كتفي شريف
اللغة العربية: الأساتذة بوبكر، حماش، وحيقون.
وبالطبع، كنت أتابع أساتذة آخرين متفرقين في باقي المواد حسب الحاجة.
كما أنني اعتمدت على منصة «عقبة بن نافع»، خاصة لحل التمارين والبكالوريات التجريبية، وكانت مفيدة جدًا.

هل كنتِ مواظبة على حضور الدروس في القسم من بداية الموسم إلى نهايته؟
– نعم، كنت حريصة على الحضور المنتظم طيلة الموسم الدراسي. حتى في الفترات التي كان فيها غياب بعض التلاميذ ملحوظًا، كنت أستغل الأجواء الهادئة لقاعات الدروس للاستفادة أكثر. بالنسبة لي، القسم هو الأساس الذي أبدأ منه و أبني عليه القادم، حيث لا يمكن استبداله مهما توفرت مصادر خارجية أخرى.. كل شيء يبدأ من القسم، ثم أُكمل وأُعمّق التحضير في البيت.

استادا الى تجربتك الشخصية …هل من نصائح للطلبة المقبلين على البكالوريا في الموسم المقبل؟
– هذه النصائح من القلب:
ابدؤوا مبكرًا، لا تنتظروا “الصحوة” الأخيرة. كل لحظة تُستثمر في بداية السنة ستقلل من التوتر في آخرها.
نظموا وقتكم، فالتنظيم هو نصف النجاح. حاولوا إيجاد توازن بين الدراسة والراحة والاهتمام بالنفس.
لا تتبعوا خطط الآخرين حرفيًا، بل جربوا وابنوا طريقتكم الخاصة التي تريحكم نفسيًا وتناسب قدراتكم.
لا تهملوا صحتكم النفسية، فالإرهاق والتوتر أعداء خفيّون يجب مواجهتهم بالإيمان، بالدعم، وبالقناعة بأن البكالوريا ليست نهاية العالم، بل مجرد بداية لمسار جديد.
وأخيرًا: ثقوا بأنفسكم. أنتم قادرون، فقط لا تقارنوا أنفسكم بغيركم، قارنوا أنفسكم بما كنتم عليه بالأمس.

ما هو التخصص الذي ترغبين في دراسته في الجامعة؟ وما دوافع اختياركِ؟
– أنا مهتمة بتخصص الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسوب. أشعر أن هذا المجال هو مستقبل العالم، ويجمع بين المنطق، الابتكار، والجانب التقني الذي أحبّه. أحبّ دائمًا أن أفهم كيف تعمل الأنظمة، كيف يُبنى شيء من لا شيء، وهذا المجال يمنحني هذه الفرصة. كما أنني أرى فيه مساحة كبيرة للتطور، سواء على الصعيد الشخصي أو في المساهمة في بناء مجتمع معرفي متقدم.

لنختم هذا اللقاء بالحديث عن رحلتك في حفظ القرآن الكريم. كيف كانت؟ متى بدأتِ الحفظ؟ وفي أي مدرسة تدرسين؟ وكيف استطعتِ التوفيق بين الحفظ والدراسة؟
– رحلتي مع القرآن بدأت بعد شهادة التعليم المتوسط، أي منذ حوالي ثلاث سنوات. كانت البداية بهدف بسيط: أن أملأ وقتي بما يفيد. لكن مع الوقت، تحوّل الحفظ إلى جزء من حياتي، وارتبط عندي بالسكينة والطمأنينة.
أدرس في مدرسة الإمام محمد قتاتلية – بوحشانة، التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. هذه المدرسة كانت لي بيتًا ثانيًا، فيها وجدت الصحبة الطيبة، والتشجيع من الاساتذة والمسيرين.