الإدمان الإلكتروني من منظور تربوي
مساهمة: نابي الطاهر*/ في خضم التحولات الرقمية المتسارعة، أضحى الإدمان الإلكتروني من أبرز القضايا التربوية والنفسية التي تفرض حضورها في واقعنا التربوي، خاصة بين فئة الأطفال والمراهقين. وفي هذا السياق، يقدم الأستاذ نابي عبد الرحمن، المهتم بالشأن التربوي، رؤيته حول الظاهرة من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة المحورية: 1. ما هو الإدمان الإلكتروني من …

مساهمة: نابي الطاهر*/
في خضم التحولات الرقمية المتسارعة، أضحى الإدمان الإلكتروني من أبرز القضايا التربوية والنفسية التي تفرض حضورها في واقعنا التربوي، خاصة بين فئة الأطفال والمراهقين. وفي هذا السياق، يقدم الأستاذ نابي عبد الرحمن، المهتم بالشأن التربوي، رؤيته حول الظاهرة من خلال الإجابة على مجموعة من الأسئلة المحورية:
1. ما هو الإدمان الإلكتروني من وجهة نظركم العلمية والتربوية؟
هو الاعتماد المفرط على استخدام الأجهزة الإلكترونية والانغماس في شبكات التواصل أو ألعاب الفيديو، إما باستمرار أو لفترات طويلة، بحيث تصبح هذه الأدوات جزءًا أساسيًا من حياة الفرد اليومية، ويصعب عليه التحكم في استخدامها أو التخلي عنها، حتى لو لاحظ الأضرار المترتبة عليها.
2. كيف يؤثر على الصحة النفسية أو الاجتماعية للأطفال والمراهقين؟
يلاحظ على الأطفال والمراهقين أعراض مثل: الاكتئاب، القلق، انخفاض تقدير الذات، اضطرابات النوم، وضعف الانتباه والتركيز. كما يؤدي إلى انعزال الفرد عن محيطه العائلي والأصدقاء، ويقلل من قدرته على التواصل المباشر. وقد يُظهر بعض المراهقين سلوكيات عدوانية أو سلبية إذا حُرموا من هذه الأدوات أو تم تقييد استعمالها.
3. ما الأسباب التي ترونها مسؤولة عن انتشاره في واقعنا الجزائري؟
من أبرز الأسباب:
• غياب الرقابة الأسرية.
• انشغال الوالدين، خاصة الأم، أو ضعف وعيهم بخطورة الظاهرة.
• قلة الأنشطة البديلة خاصة في المناطق الداخلية، مما يجعل الإنترنت وسيلة ترفيه شبه وحيدة للأطفال والمراهقين.
4. ما الطرق المقترحة للوقاية والعلاج؟
الحوار الأسري وبناء علاقة ثقة مع الأبناء.
وضع حدود زمنية واضحة لاستخدام الأجهزة.
تشجيع الأبناء على الانخراط في أنشطة بديلة نافعة: كالمسجد، وحفظ القرآن، والرياضة، والمسرح، والفنون، والقراءة، والأنشطة الجماعية أو التطوعية.
5. هل من نصيحة أو توجيه عام للأولياء والمربين؟
التحدي الأكبر اليوم ليس في منع التكنولوجيا، بل في ترشيد استخدامها. ومن واجب الأولياء أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم في التعامل مع التقنية، بحيث لا يحل الهاتف محل الوالد في التربية، ولا تحل الشاشة محل الحنان والقدوة.
خاتمة:
إن الإدمان الإلكتروني لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبح تحديًا تربويًا ومجتمعيًا يتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا متكاملة بين الأسرة والمدرسة وسائر المؤسسات التربوية. ويبقى التوجيه السليم والمرافقة المستمرة أهم أسلحتنا لحماية النشء من هذا الإدمان الصامت.
* أستاذ ثانوي تربية إسلامية*