حين تنتصر فنلندا على “الدخّان الأسود”.. تجربة ملهمة للجزائر!

هلسنكي بلا مزابل تقريبا.. و95 بالمائة من إنتاج الكهرباء بلا وقود أحفوري شعب فنلندا يسبق حكومته في حياد الكربون… وعي بيئي يسري في الحمض النووي عالم المناخ بيتري تالاس لـ”الشروق”: التحوّل إلى الطاقات المتجدّدة خيار إستراتيجي أن تستيقظ صباحا في أحد فنادق العاصمة هلسنكي، وتجد إشعارا يطلب منك بلطف ألا يُغسل فراشك يوميا حفاظا على […] The post حين تنتصر فنلندا على “الدخّان الأسود”.. تجربة ملهمة للجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 25, 2025 - 20:08
 0
حين تنتصر فنلندا على “الدخّان الأسود”.. تجربة ملهمة للجزائر!

هلسنكي بلا مزابل تقريبا.. و95 بالمائة من إنتاج الكهرباء بلا وقود أحفوري
شعب فنلندا يسبق حكومته في حياد الكربون… وعي بيئي يسري في الحمض النووي
عالم المناخ بيتري تالاس لـ”الشروق”: التحوّل إلى الطاقات المتجدّدة خيار إستراتيجي

أن تستيقظ صباحا في أحد فنادق العاصمة هلسنكي، وتجد إشعارا يطلب منك بلطف ألا يُغسل فراشك يوميا حفاظا على الماء، وأن ترى نفايات المنازل تفرز بعناية لتحوّل لاحقا إلى طاقة كهربائية نظيفة، وأن تدخل مصنعا لا يطلق أي دخان، بل يُنتج من القمامة كهرباء، فأعلم أنك في أقصى الشمال، وتحديدا في فنلندا، حيث تصبح حماية البيئة نمط حياة يسري في “دي أن أي” الفنلنديين لا مجرّد شعارات.
في بلد يفوق تعداد سكّانه خمسة ملايين نسمة بقليل، لكنه يملك ما يقارب 250 ألف بحيرة، ويعدّ المساحات الخضراء والغابات كنزا وطنيا تشغل أكثر من 75 بالمائة من المساحة الإجمالية، هناك.. الساونا ليست رفاهية، بل طقس يومي لا يخلو منه أي منزل فنلندي، يقام في البيوت، والفنادق، وحتى في مراكز العمل، أما الشعب الفنلندي، الذي حصد لقب “أسعد شعوب العالم” لثماني سنوات متتالية، فلا يكتفي بالرضا الذاتي، بل يطمح لتقديم أجمل وجه عن بلده، ويعمل أحيانا بوعي جماعي أكثر من حكومته من أجل تحقيق هدف مشترك: “فنلندا بلا كربون بحلول عام 2035”.
وفي شوارع هلسنكي النظيفة، لا وجود لأكوام النفايات ولا لزحمة السيارات، فالدراجات الهوائية تؤجّر بسعر رمزي للرافضين للتلوث “25 يورو لستة أشهر”، أما المركبات، فيطمحون إلى أن تكون غالبيتها كهربائية أو هجينة قريبا، وفي المدارس، يتعلم الأطفال منذ سن مبكرة كيف يحبون الأرض ويحافظون على مواردها، وفي الجامعات يرافقون المبتكرين وتُضخّ ملايين اليوروهات لتمويل الابتكار البيئي.
منذ لحظة وصولك إلى مطار هلسنكي، تدرك أنك دخلت عالما رقميا: لا أوراق، لا طوابير، بل تسجيل إلكتروني وتنقل ذكي، وفي مطاعم المدينة، حيث تقدّم أطباق البطاطا والسلمون كأكلات شعبية شهيرة، لا أحد يترك بقايا طعامه، احتراما للبيئة ولقيمة ما ينتج، أما الماء، فهو أنقى ماء حنفية في العالم، يشرب بثقة من دون حاجة لأي تصفية، ويعدّ مصدر فخر وطني.
في فنلندا، لا حاجة لأن تقول للناس: احموا الأرض.. هم ببساطة يعيشون ذلك، ومن هنا يبرز السؤال المشروع: هل نستطيع في الجزائر التي تمتلك الإمكانات والثروات أن نخوض تجربة مماثلة؟

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حين تنتصر فنلندا على “الدخّان الأسود”.. تجربة ملهمة للجزائر! appeared first on الشروق أونلاين.