رَبِــحَ البيعُ يا غزّة !!
د.خديجة عنيشل/ سبحانَ المُذلّ الذي ضربَ على الصهاينة الذلّةَ والمسكَنة فباؤوا بهذا الخُسران وبهذه المهانة؛ انظروا إلى هذا النتن ياهو بعد أن أرعد وأزبد وتوعّدَ يُذلُّهُ الله وهو يترجّى جنودَ الاحتياط بأن يدعموا جيشَهُ المأزوم في غزة ويلتحقوا بصفوفه، ويسمّي خطّتَهُ لاستجلاب الاحتياط بالخطةِ التاريخيةِ قائلا: «الحكومة برئاستي أقرت اليوم خطة تاريخية لدعم جنود الاحتياط …

د.خديجة عنيشل/
سبحانَ المُذلّ الذي ضربَ على الصهاينة الذلّةَ والمسكَنة فباؤوا بهذا الخُسران وبهذه المهانة؛ انظروا إلى هذا النتن ياهو بعد أن أرعد وأزبد وتوعّدَ يُذلُّهُ الله وهو يترجّى جنودَ الاحتياط بأن يدعموا جيشَهُ المأزوم في غزة ويلتحقوا بصفوفه، ويسمّي خطّتَهُ لاستجلاب الاحتياط بالخطةِ التاريخيةِ قائلا: «الحكومة برئاستي أقرت اليوم خطة تاريخية لدعم جنود الاحتياط – المبدأ واضح وبسيط: «من يخدم – يحصل» !!! ويُعدّد الامتيازات التي يحصل عليها جنديُّ الاحتياط حين يلتحقُ بالجيش: خصمٌ ضريبيٌّ، مِنَحٌ، أولويةٌ في الإسكان، محفظةٌ شخصيةٌ للترفيه، وغيرها من المزايا. سبحان المُذلّ الذي أرغمَ أنفَ هذا المُجرم حتى صار يبيع ويشتري من أجلِ كيانٍ وهمي !! فيا دولةً بلا تاريخ ويا شعباً بلا جذور حين يصلُ الأمرُ برئيس وزرائكم إلى استجداءِ جنودِهِ من أجلِ حمايةِ (بلدهم) يجب أن تُدركوا أنَّ هذه الأرض ليست لكم وأنّكم عالةٌ على هذا التراب الذي لا يرتوي إلا بدماءِ أبنائه التي تُطهِّرُهُ من دَنَسِ المحتل ورجسِ الباغين. وحين تُشترى ذممُ الجنود من أجلِ الدفاع عن (بلدهم) فاعلم أن هذا البلد ليس لهم، وأن هذا الجيش منهزمٌ لا محالة وأن هذا الكيان آيلٌ إلى الزوال بلا شك. وسبحانَ المُذلّ الذي جعلَ متديّني الصهاينة يفرّونَ من القتال ويرفضونَ التجنيد؛ فقد أمرَ رئيسُ الأركان الصهيوني الجديد اللواء إيال زامير بملاحقةِ واعتقالِ الشبان اليهود المتشددين (الحريديم) الذين يرفضون الالتحاقَ بالخدمة العسكرية في حملةٍ سُمّيت بعملية (الفارّين)!! النتن ياهو يشتري ذممَ جنوده بالإغراء والامتيازات، وشبان التوراة يرفضون الجيش، وجنود الاحتياط في تناقصٍ شديد بسب استنزافِ أسودِ المقاومة لهم!! أيُّ ذلٍّ فرضهُ المجاهدون الأبطال على العدو الصهيوني ؟؟!!
وانظروا –سبحان المُعز- كيف يبلي رجالُ المقاومة البلاءَ الحسن وهم مُحاصَرون منذ ما يقربُ عن السّنتَين حصاراً ظالماً شديداً لَتنوءُ به دولٌ عُظمى ولكنهم تحمّلوهُ بكلِّ ثبات وبمنتهى العزم يمضونَ يفتحونَ (أبوابَ الجحيم) باباً باباً على عدوِّهم الذي تُساندهُ الكرةُ الأرضيةُ كلُّها ويتلقى الإمدادَ تلوَ الإمداد.. ثمَّ لا ينكسرون ولا يستسلمون!!! سبحان المُعز الذي أعلى رايةَ المُجاهدين وهم ثلّةٌ قليلةٌ بلا دعمٍ ولا طعام ولا مساعدة من أحد، تآمرَ عليهم أهلُ الكفر وأهلُ النفاقِ وأهلُ الخذلان معاً ومع ذلك كلّه استطاعوا مُراغمَةَ جيشٍ عالي التكنولوجيا قويِّ العتاد مدعومٍ من كلِّ جيوشِ العالم، ولكنه يقفُ عاجزاً مهزوماً أمامَ كمائن القسّام التي أذهلت عقولَ الخبراء العسكريين ولعلَّ آخرَها (كمين أُسود المنطار) الذي دوَّخَ العدو وأثبتَ له أنَّ الشجاعيةَ لا تستسلم وأنَّ روحَ الفداءِ فيها لا يقتلُها القصفُ الهمجيُّ المتواصل، وأنَّ قمّةَ المنطار فيها ستظلُّ كما كانت دائماً رأسَ الحربةِ في الدفاعِ عن الأرضِ والعِرض؛ فحسبَ ما نقلت صحيفة معاريف العبرية عن قائد لواء القدس في الجيش الإسرائيلي قوله إن قواته «رصدت تغيرًا في طريقة قتال حماس»، مضيفًا أن عناصر القسّام «يمتلكون كمياتٍ كبيرةً من السلاح ويتعاملون بدهاء، ويستدرجون جنودَنا إلى كمائنَ مدروسة، ما يتطلب منا جهدًا مضاعفًا» !!!
وسبحان المعز الذي جعلَ سلاحَ الصهاينة الذي يفجّرون به الأنفاق يستخدمهُ رجالُ المقاومة لتفجيرِ آليات العدو!! فالدبابةُ التي انفجرت انفجاراً شديداً في بيت حانون يناير الماضي حيث أن بُرجَها انفصلَ عن جسمها وطارَ لمسافةِ عشراتِ الأمتار وأدّت إلى مقتل ثلاثةِ جنودٍ من الكتيبة 46 أفضىت التحقيقاتُ المكثّفة والدقيقة –كما أذاعت قناةُ كان العبرية- أنّ المادةَ المُستخدمةَ في تفجيرِها هي نفسَها التي يستخدمها الجيشُ الصهيوني لتفجير الأنفاق وخبراءُ جيش العدوّ يتساءلون الآن: كيف وصلت هذه المواد النّاسفة عاليةِ التفجير إلى أيدي رجال المقاومة؟؟!!! عن أيِّ إعجازٍ نتحدث؟؟؟ إننا نتحدثُ عن أولياء الله الذين آمنوا بربّهم وما زادهم الابتلاءُ العظيم إلا تمحيصاً وثباتاً وتمكيناً، رجالٌ تشرّبوا عزّةَ القرآن الذي قال لهم: ﴿فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ فما استسلموا ولا هانوا ومضوا يستخلفونَ الله في أرضهِ ويمكّنونَ للحق في أطهرِ بقاعِ الأرض لا يضرَّهم المخذّلون ولا المُرجفون ولا يفتُّ في عضدهم المطبّعون والمُرجفون، يعلمونَ أنهم ينبجسونَ من مشكاةِ الصحابةِ الصابرين الأباة الذين أخرجوا العالَمَ من الظلماتِ إلى النور كما سيفعلُ أشاوسُ غزةَ وأهلُها الصامدون الذين يُخرجونَ اليوم -في هذه الحقبة التاريخية الصعبة- البشريةَ كلَّها من ظُلماتِ الصهيوأمريكية إلى أنوارِ العدلِ والسلام والخير. ستدركُ البشريةُ يوماً ما أن طوفانَ الأقصى أنقذها من أخطرِ موجاتِ العُهرِ والدّنسِ والشذوذ والظلمِ والغطرسة وأخرجَ أجودَ ما فيها من قيمِ الفطرةِ والإنسانيةِ والنُّبل. صحيحٌ إن الثمنَ الذي يدفعهُ أطهارُ غزةَ من أجسادِهم ودمائهم وأعمارِهم غالٍ جدا جدا ولكنه الثمنُ الذي اشترى به اللهُ منهم أنفسَهم كما وعدَهم في كتابهِ المُحكَم:
﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
«إن المجاهدين في العُقَدِ القتالية والكمائن الدفاعية جاهزون للمواجهة وقد تبايعُوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة».