سوسبانس وأسئلة معلّقة‪!‬‬

في نهاية دراماتيكية لحربٍ أجمع الجميع على أنها تتجه نحو العالمية، خصوصًا بعد تدمير أمريكا للمفاعلات النووية الإيرانية، وردّ طهران بقصف قاعدة “العديد” القطرية، وفي مفاجأة تجاوزت كل التحليلات السياسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — نيابةً عن إيران والكيان الصهيوني — نهاية الحرب وعودة الجميع إلى ديارهم؛ والأغرب أن أحدًا لم يعلّق، وتحوّل المشهد …

يونيو 24, 2025 - 21:52
 0
سوسبانس وأسئلة معلّقة‪!‬‬

في نهاية دراماتيكية لحربٍ أجمع الجميع على أنها تتجه نحو العالمية، خصوصًا بعد تدمير أمريكا للمفاعلات النووية الإيرانية، وردّ طهران بقصف قاعدة “العديد” القطرية، وفي مفاجأة تجاوزت كل التحليلات السياسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب — نيابةً عن إيران والكيان الصهيوني — نهاية الحرب وعودة الجميع إلى ديارهم؛ والأغرب أن أحدًا لم يعلّق، وتحوّل المشهد بين ليلة وضحاها إلى بحث عن “شالوم” يرضي كل الأطراف‪!‬‬
النتيجة من تلك النهاية المسرحية لحرب صاروخية دامت 12 يومًا، ظنّها الجميع صراعًا وجوديًا، أنها — في زمن الذكاء الاصطناعي والاستعراض “الترامبي” — ضاع فيها حتى المفهوم الحقيقي للحرب وماهيّتها؛ إذ في ذروة الاستنفار والصدام، وبدون مقدمات تُذكر، تم إعلان “السلام”، أو الأدقّ: “الشالوم”، فيما لا يزال دخان الصواريخ يرسم خطوطه في السماء! فأيّ منطق هذا؟ وأيّ مفهوم تبقّى للحرب؟
من الرابح ومن الخاسر في حربٍ بدت في نهايتها أقرب إلى عرضٍ عسكري؟ ومن المستفيد والمتضرر من صدامٍ ظُنّ أنه وجودي، لينتهي بعودة كل طرف إلى قاعدته لترتيب بيته، وكأن شيئًا لم يكن؟
الحقيقة أن خلف هذه النهاية آلاف علامات الاستفهام، وأن القضية تتجاوز التفسير العادي إلى انتظار معطيات أوفى، لفهم كيف أنذرت طهرانُ أمريكا بأنها ستقصف قاعدتها في قطر، وكيف شكرها ترامب على “روحها الرياضية” — رغم أنه قبل يومين فقط كان قد دمّر مفاعلاتها النووية‪!‬‬