سياح ليبيون وتونسيون يعشقون الرحلات الهوائية في عنابة

عندما وصلنا إلى محطة التليفريك بوحديد بمدينة عنابة، لأجل متابعة الرحلة الجبلية الطبيعية، نحو أهم جبال المنطقة إيدوغ، كنا نتصور بأن التليفريك عاد بعد غياب طويل إلى عاداته القديمة، كوسيلة نقل يستخدمها بالخصوص سكان بلدية سرايدي عندما يقصدون مدينة عنابة، لكننا تفاجأنا كون الصور والفيديوهات التي تزيّن مواقع التواصل الاجتماعي عن الرحلات السياحية الفردية والعائلية […] The post سياح ليبيون وتونسيون يعشقون الرحلات الهوائية في عنابة appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 5, 2025 - 16:30
 0
سياح ليبيون وتونسيون يعشقون الرحلات الهوائية في عنابة

عندما وصلنا إلى محطة التليفريك بوحديد بمدينة عنابة، لأجل متابعة الرحلة الجبلية الطبيعية، نحو أهم جبال المنطقة إيدوغ، كنا نتصور بأن التليفريك عاد بعد غياب طويل إلى عاداته القديمة، كوسيلة نقل يستخدمها بالخصوص سكان بلدية سرايدي عندما يقصدون مدينة عنابة، لكننا تفاجأنا كون الصور والفيديوهات التي تزيّن مواقع التواصل الاجتماعي عن الرحلات السياحية الفردية والعائلية لعشاق السفريات المحلقة في السماء، قد فعلت فعلتها في الناس.
الفضول بلغ مداه عندما وجدنا مواطنين من قسنطينة برقم سياراتهم 25 ومواطنين من العاصمة وآخرين من البليدة، قد ركنوا سياراتهم غير بعيد عن محطة الانطلاق “بوحديد”، واقتطعوا تذاكر الرحلة، لأجل التحليق في أجواء جبل الإيدوغ.
ومكمن الغرابة هو أن مدن قسنطينة والبليدة والجزائر العاصمة، تمتلك هذه الوسيلة الطائرة، ولكن يبدو أن الخضرة والأدغال صار لها عشاق كثر في الجزائر، يشدّون إليها الرحال ويقطعون لأجلها مئات الكيلومترات.

ليبيون وتونسيون في الرحلة
أمام زحمة السيارات المتوقفة غير بعيد عن محطة التلفريك، لاحظنا وجود سيارات عديدة رباعية الدفع بترقيم البلد الشقيق ليبيا، كانت مليئة بأفراد العائلات، كما تواجدت سيارات سياحية تونسية.
ربيع، ابن باجة التونسية، حدثنا عن شغفه بالقيام بالرحلة الهوائية، بالنسبة إليه التقاط صور من الأعلى هي هواية منذ الصغر: “كلما ركبت الطائرة أختار موقع النافذة حتى التقط الصور عند إقلاع الطائرة، وعند بداية نزولها، وقد حققت لي عنابة هوايتي من خلال التقاط صور المدينة من الاعلى”.
وتقول زوجته: “لا تبعد مدينة باجة عن عنابة أكثر من ساعتي زمن، وزوجي أخبرني في شهر ماي عن رغبته في زيارة مدينة قسنطينة، لا لشيء سوى أن يصور جسور مدينة قسنطينة من تليفريك المدينة، وعندما دخلنا الجزائر برا عبر مركز أم الطبول الحدودي بالطارف، علم بالصدفة بأن عنابة أيضا لها تليفريك عمره أربعون سنة، وتمت عصرنة عرباته، كان معطلا وتم بعثه مرة أخرى، فحقق حلمه الأول في عنابة وسيحقق الثاني في قسنطينة”.
تمتلك الجزائر حاليا ثماني مدن، لها وسيلة النقل والسياحة “تليفريك”، وهي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة والبليدة وعنابة وتلمسان وسكيكدة وتيزي وزو، مع مشاريع أخرى قيد الدراسة.
تذكرة السفر عبر تليفريك عنابة بلغت 60 دج والمسافة الفاصلة بين أول محطة بعنابة ومحطة سيرايدي هي خمسة كيلومترات تأخذ من المسافر حوالي 20 دقيقة، وهي كافية لتمنحه الصورة الطبيعية الخلابة لبونة، حيث تتراءى الكثير من المناظر الجميلة، ومنها كنيسة القديس أوغستين. يقول السيد وافي من مدينة زوارة في ليبيا، متحدثا عن إعجابه برحلة التليفريك للشروق اليومي: “لا أحد نصحني بهذه الرحلة، فقد علمت بامتلاك عنابة تليفريك فقررت وزوجتي القيام بالرحلة بأنفسنا”، يبتسم السيد وافي ويقول: “تصوري لقد ركبت العربة وتنقلت إلى سيرايدي وتجولت هناك في جو طبيعي خرافي، ولم أكن أعلم بوجود شاطئ بحر في الجبل، وبعد عودتنا إلى عنابة، شدنا الحنين ثانية لسرايدي وها نحن عائدان”، ويُجمع ركاب تليفريك عنابة على أن سعر التذاكر رمزي فقط.
وفي المقابل، كانت العائلات الجزائرية بما فيها العنابية تتفسح في قلب العربات ولا تترك ثانية واحدة تمر، من دون متابعة ما تمنحه الطبيعة من متعة، بشغف.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post سياح ليبيون وتونسيون يعشقون الرحلات الهوائية في عنابة appeared first on الشروق أونلاين.