صرخة ضمير في وادي السيليكون
في مشهد نادر داخل أروقة عمالقة التكنولوجيا، تصدّرت الشابة المغربية ابتهال أبو سعد عناوين مواقع التواصل الاجتماعي بعد موقف جريء عبّرت فيه عن رفضها لصمت شركة مايكروسوفت حيال دعمها التقني لإسرائيل، وذلك خلال احتفال رسمي بالذكرى الخمسين لتأسيس الشركة. ابتهال، خرّيجة جامعة هارفارد ومبرمجة لدى مايكروسوفت، فاجأت الجميع خلال الحفل الذي حضره موظفون بارزون، من …

في مشهد نادر داخل أروقة عمالقة التكنولوجيا، تصدّرت الشابة المغربية ابتهال أبو سعد عناوين مواقع التواصل الاجتماعي بعد موقف جريء عبّرت فيه عن رفضها لصمت شركة مايكروسوفت حيال دعمها التقني لإسرائيل، وذلك خلال احتفال رسمي بالذكرى الخمسين لتأسيس الشركة.
ابتهال، خرّيجة جامعة هارفارد ومبرمجة لدى مايكروسوفت، فاجأت الجميع خلال الحفل الذي حضره موظفون بارزون، من بينهم المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان، حين قاطعت كلمته وواجهته باتهامات صريحة بالتواطؤ في دعم الاحتلال الإسرائيلي. وقالت بصوت عالٍ: “عار عليك… مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي… أيديكم ملطخة بالدماء”، قبل أن تلقي الكوفية الفلسطينية على المسرح.
موقف ابتهال لم يكن منعزلاً، بل جاء ضمن سلسلة احتجاجات داخل الشركة، منها قيام موظفة أخرى تدعى فانيا أجراوال بمقاطعة جزء من الحفل أثناء تواجد كل من بيل غيتس وستيف بالمر وساتيا ناديلا على خشبة المسرح. هذه الاحتجاجات جاءت بعد تحقيق صحفي كشف استخدام نماذج ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت و”أوبن إيه آي” في استهدافات عسكرية إسرائيلية خلال الحروب الأخيرة على غزة وأسفرت عن مآسٍ إنسانية عديدة.
ورغم أن الشركة لم تصدر قرارًا رسميًا بشأن ابتهال، إلا أنها ومحتجة أخرى لم تعودا قادرتين على الولوج إلى حساباتهما المهنية، ما قد يشير إلى فصلهما غير المعلن.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي أشادوا بشجاعة ابتهال، واعتبروها نموذجًا للضمير الحي في بيئة تهيمن عليها المصالح الاقتصادية والسياسية. وفيما قارن البعض بين موقفها وبين موقف سليمان “العربي الذي اختار الصمت”، تساءل كثيرون عن مصير الإنسانية حين تتغلب الأرباح على المبادئ.
صرخة ابتهال كانت بمثابة تذكير بأن التكنولوجيا، مهما بلغت من تقدم، لا يجب أن تُستخدم أداةً للقتل والتواطؤ، وأن صوتًا صادقًا واحدًا قادر على إرباك صرحٍ ضخم متماسك.