صفقة “الأباتشي” وتشكل حلف عسكري- توسعي يهدد المنطقة.. لمن يتسلح المغرب؟

يقدم المغرب عبر وسائل دعايته صفقة طائرات الهليكوبتر القتالية الأمريكية “الأباتشي” التي تسلم مؤخرا الدفعة الأولى منها، كإنجاز عسكري كبير، بإمكانه قلب موازين القوة في المنطقة على حساب “الجارة الشرقية” للمملكة، في وقت تتوجس نفس الجهات خيفة من التقارب العسكري الجزائري الأمريكي، وصفقات الطائرات والدرونات المقاتلة التي تكون الجزائر قد أبرمتها أو حصلت عليها من […] The post صفقة “الأباتشي” وتشكل حلف عسكري- توسعي يهدد المنطقة.. لمن يتسلح المغرب؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

مارس 12, 2025 - 14:36
 0
صفقة “الأباتشي” وتشكل حلف عسكري- توسعي يهدد المنطقة.. لمن يتسلح المغرب؟

يقدم المغرب عبر وسائل دعايته صفقة طائرات الهليكوبتر القتالية الأمريكية “الأباتشي” التي تسلم مؤخرا الدفعة الأولى منها، كإنجاز عسكري كبير، بإمكانه قلب موازين القوة في المنطقة على حساب “الجارة الشرقية” للمملكة، في وقت تتوجس نفس الجهات خيفة من التقارب العسكري الجزائري الأمريكي، وصفقات الطائرات والدرونات المقاتلة التي تكون الجزائر قد أبرمتها أو حصلت عليها من روسيا ومن الصين.

لقد أعلن المغرب الأربعاء الماضي، استقبال 6 مروحيات قتالية من طراز “أباتشي إيه إتش-64 إي”، في أحدث صفقة مع الولايات المتحدة، وتصنع “الأباتشي” من قِبل شركة “بوينغ” الأميركية، تتميز بنظام تسليح متطور وقدرة على تنفيذ المهام في مختلف الظروف والأحوال الجوية، وحصل المغرب على المروحيات ضمن طلب شمل 24 مروحية AH-64E ، بعد مصادقة الكونغرس على بيع المغرب هذه الترسانة الفريدة، بينما ستتوالى عمليات التسليم حتى منتصف عام 2026، والتي تشمل 24 طائرة مروحية بقيمة 440 مليون دولار، وتتضمن الاتفاقية أيضا خيار شراء 12 طائرة إضافية من نفس الطراز، كما تضم الصفقة مجموعة من الأسلحة المتطورة تشمل 551 صاروخ من طراز هيلفاير جو-أرض، بالإضافة إلى 200 صاروخ جو-جو من طراز AIM-92H Stinger، و558 مجموعة صواريخ موجهة من نظام الأسلحة الدقيقة المتقدمة.

لن نناقش أهمية هذه الصفقة ولا مستوى تطور هذا النوع من الحوامات العسكرية، ما يهم هنا هو التعرف على إشكالية التسلح من زاويتين أساسيتين، الأولى تتعلق بمصدر السلاح وطبيعته والثانية بخلفيات التسلح، حجمه، وأهداف الدولة التي تلهث وراء السلاح، هل الغاية هي دفاعية صرفة أم هجومية – توسعية، وهنا مكمن الخطر ويمكن قياس درجة الأثر الذي يتركه السباق على التسلح في العلاقات الدولية، فالمغرب يتسلح بشكل غير مسبوق خاصة في مجال سلاح الجو، القوة الضاربة في الجيوش والحروب الحديثة، والدفعة الأولى من طائرات الهيلكوبتر القتالية المتطورة “أباتشي”، التي تسلمها، تندرج ضمن إطار استراتيجية تسمح للرباط بفرض خياراتها الاستراتيجية وأطروحاتها التوسعية في المنطقة، في حال تمكنت فعلا من قلب موازين القوة في مجال الجو لصالح الجيش الملكي.

المغرب تشرع أمامه أبواب المصانع العسكرية في أمريكا وفرنسا والكيان الصهيوني للاستفادة من التقنية العسكرية المتطورة في مختلف المجالات، يسعى منذ سنوات إلى بناء قاعدة صناعية بالشراكة مع أمريكا وإسرائيل، لقد أشارت مصادر اعلامية سابقا، أن إدارة الدفاع المغربية أبرمت مع شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية اتفاقا عسكريا لبناء وحدة صناعية على مساحة 15 ألف متر مربع بضواحي قاعدة بنسليمان الجوية، تخصص لعمليات صيانة وتطوير طائرات القوات المسلحة الملكية، واستنادا إلى موقع “هسبريس” المغربي فإن الوحدة الصناعية التي تديرها شركة “سابينا”، ستقوم بصيانة وتحديث وإصلاح مقاتلات “إف-16” “وسي 1320” الأمريكية التابعة لسلاح الجو الملكي، فيما صرحت دانيا ترينت، نائبة رئيس شركة “لوكهيد مارت”، قائلة إن “المغرب سيحصل على أفضل المرافق الصناعية والمعدات العسكرية المتطورة، مع ضمان التدريبات المتواصلة لتلبية احتياجات سلاح الجو المغربي”.

وحصل المغرب على دفعات نحو 25 مقاتلة جوية أمريكية متطورة من طراز “أف 16″، وسيستفيد أيضا من تصنيع طائرات درون بشراكة أمريكية وإسرائيلية، وقال محمد شقير، خبير أمني وعسكري المغربي، إن المغرب سيركز في البداية على الطائرات العسكرية، لا سيما الدرون، بالنظر إلى الاتفاق الموقع بين الرباط وتل أبيب للاستفادة من التكنولوجيات الصهيونية.

المشكلة ليست في سعي المغرب إلى تطوير قدراته العسكرية أو بناء صناعة عسكرية متطورة شأنه شأن أي دولة أخرى، فالمشكلة الأساسية تكمن في الخلفيات الحقيقية لهذا التوجه السريع لنظام المخزن نحو التسلح بالاعتماد على أمريكا وعلى الكيان العبري وعلى فرنسا أيضا، والمعروف أن المغرب كان ولا يزال مجرد كيان وظيفي وحلقة في سلسلة الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية في العالم العربي، والحقيقة أن صفقة “أباتشي”، مهمة للغاية يجب أن تقابل بصفقة أكبر من طرف الجزائر، فالتطوير السريع للقوات الجوية المغربية في هذا الظرف بالذات يطرح علامات استفهام كبيرة، ثم إن الكشف عن الاتفاقية الجديدة بين الرباط وواشنطن وعن التعاون في مجال التصنيع العسكري من خلال الاستفادة من التقنية الأمريكية والاسرائيلية، يتزامن مع المناورات العسكرية المزمع إجراؤها في سبتمبر القادم، بين الجيشين الفرنسي والمغربي بمنطقة الرشيدية المتاخمة للحدود مع الجزائر “قريبة من بشار”، تحت مسمى “شرقي 25″، اعتبرتها الجزائر بشكل رسميا بمثابة استفزاز، علما أنها حملت من التسمية ايضا مؤشرات لتشكل حلف استعماري خطير فرنسا ومغربي، يضاف إلى التحالف مع الكيان الصهيوني الذي تقول مصادر مختلفة أنه متورط إلى جانب كيان خليجي معروف، في محاولة إشعال حرب مدمرة بين الجزائر وجارتها الغربية.

الجزائر واعية تماما بالمحاولات المغربية المدعومة فرنسيا وإسرائيليا وفرنسيا لقلب موازين القوة في المنطقة، فالنظام المغربي دخل في متاهة مؤامرة خطيرة بالتنسيق مع الكيان العبري، تستهدف الجزائر بالدرجة الأولى، وهذا من منطلق القناعة بأن الجزائر هي العقبة الحقيقية في وجه النزعة التوسعية للمغرب في المنطقة وقناعة إسرائيل ايضا بأن الجزائر لن تقبل مهما كانت طبيعة الضغوطات الخضوع لأجندة التطبيع أو الانبطاح العربي أمام الاستراتيجية الأمريكية-الصهيونية الهادفة إلى القضاء على بذور المقاومة في العالم العربي والتصفية النهائية القضية الفلسطينية.

مصطفى ق.

The post صفقة “الأباتشي” وتشكل حلف عسكري- توسعي يهدد المنطقة.. لمن يتسلح المغرب؟ appeared first on الجزائر الجديدة.