عام التطهير

سمّى الجنرال المجرم دوغول عام 1962 l’an de grace، وقد عربها معرب مذكراته، مذكرات الأمل “عام النعم” (مذكرات الأمل ص (333)، لأن هذا العام هو العام الذي تخلصت فيه فرنسا الصليبية المجرمة من مأزقها في الجزائر، فأنقذت اقتصادها، وماليتها، وعملتها من الموت » (ص 367) . فقد كانت مهددة بحرب أهلية، يكاد يرهقها الإفلاس ونسي […] The post عام التطهير appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 6, 2025 - 17:21
 0
عام التطهير

سمّى الجنرال المجرم دوغول عام 1962 l’an de grace، وقد عربها معرب مذكراته، مذكرات الأمل “عام النعم” (مذكرات الأمل ص (333)، لأن هذا العام هو العام الذي تخلصت فيه فرنسا الصليبية المجرمة من مأزقها في الجزائر، فأنقذت اقتصادها، وماليتها، وعملتها من الموت » (ص 367) . فقد كانت مهددة بحرب أهلية، يكاد يرهقها الإفلاس ونسي العالم صوتها” . ( ص (333)، ولهذا اعتبر المجرم دو غول أن أكبر خدمة قدمها لفرنسا أنه خلّصها من المأزق الجزائري، كما اعترف لصديقه ووزیره آلان پیزفیت.
أما العبد لله، فإنني أعتبر العام 1962 عام التحرير والتطهير.
فأما التحرير، فلأن فرنسا المجرمة اعترفت مكرهة بأن زعمها الجزائر جزء من فرنسا “إنما هو حديث خرافة، وحلم عاشت عليه قرنا وثلثا، واستيقنت أن الجزائر – كما قال وكتب إمامنا ابن باديس ليست فرنسا ولن تكون فرنسا، ولن تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت…
وإذا كانت فرنسا قد راودتها عودة حلم “الجزائر فرنسية” في عهد من شهد دوغول المجرم نفسه بحبه فرنسا، أعني بوتفليقة، فقد منّ الله علينا بالحراك المبارك، الذي قبر هذا الحلم نهائيا. وأما التطهير، ففي هذا العام المبارك، تخلصت الجزائر من ثلاث قنابل، لو بقيت في الجزائر لأحدثت فيها مشكلات عميقة سياسيا، ودينيا، ولغويا، واجتماعيا.
أولى هذه المشكلات، هي المستوطنون الفرنسيون المجرمون الذين كانوا يتمتعون في الجزائر على حساب أبنائها. ولأنهم أجرموا في حق شعبنا، خشوا أن ينتقم منهم، فحملوا ما خف وزنه وغلا ثمنه، وفروا عائدين إلى فرنسا، وقد قدر عددهم المجرم دوغول بـ 980 ألف. (مذكرات الأمل ص 380) . فلو بقي هذا “الجرثوم” في وطننا، وفي يده أكثر من 85% من اقتصاد الجزائر، لكانوا أعوص مشكلة للجزائر دينيا، واجتماعيا، ولغويا.. ولكانوا “مسمارا” في الجسم الجزائري، ولعانت وحدتنا الدينية واللغوية والاجتماعية… فالحمد لله حمدا كثيرا طيباً أن خلصنا من هذا “السرطان”.
وأما المشكلة الثانية، فهي فرار الجالية اليهودية الخائنة، فهم فرنسيون جنسية بعد قرار وزير الداخلية الفرنسي المجرم هريميو، الذي منح اليهود المقيمين في الجزائر الجنسية الفرنسية في سنة 1870 من غير أن يطلبوها، وذلك تكثيرا للفرنسيين في الجزائر. فلما جاء النصر فروا مع الفرنسيين. وأما المشكلة الثالثة، التي تخلصنا منها، فهي هؤلاء الخونة الذين اتخذوا الفرنسيين أولياء، فخانوا دينهم، ووطنهم، وقتلوا “إخوانهم، وناصروا الفرنسيين، وقد كان بعضهم أشد قسوة على الجزائريين من المجرمين الفرنسيين.. وإذا كانوا قد ابتغوا “العزة” عند الفرنسيين، فقد رأينا المعاملة التي عوملوا بها من طرف الفرنسيين، لأن الخائن مكروه في جميع الأعراف الاجتماعية.
فعلينا، نحن الجزائريين، أن نعض على وحدتنا الدينية، واللغوية، وبهذين الوحدتين نحطم كل مؤامرات الأعداء. ونحمد الله- عز وجل- حمدا كثيرا، على هذا التحرير والتطهير من هذه الجراثيم والسموم.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post عام التطهير appeared first on الشروق أونلاين.