عرقلة سيارات الإسعاف ومزاحمتها تنتهي بكوارث!
في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح وحياة المرضى والجرحى بمختلف الحوادث، تتحول سيارات الإسعاف من مجرد مركبة إلى طوق نجاة يراهن عليه المصابون والمرضى وعائلاتهم في أصعب اللحظات، غير أن هذا الأمل نفسه قد يفقد فجأة بسبب سلوكيات مرورية خاطئة، وحوادث مميتة في ظل ما تشهده الطرقات بالجزائر من نزيف في الأرواح، يقابله غياب الوعي […] The post عرقلة سيارات الإسعاف ومزاحمتها تنتهي بكوارث! appeared first on الشروق أونلاين.


في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح وحياة المرضى والجرحى بمختلف الحوادث، تتحول سيارات الإسعاف من مجرد مركبة إلى طوق نجاة يراهن عليه المصابون والمرضى وعائلاتهم في أصعب اللحظات، غير أن هذا الأمل نفسه قد يفقد فجأة بسبب سلوكيات مرورية خاطئة، وحوادث مميتة في ظل ما تشهده الطرقات بالجزائر من نزيف في الأرواح، يقابله غياب الوعي الكافي لإدراك أن تأخير مرور سيارة إسعاف بالطريق وعرقلتها قد يعني ببساطة فقدان حياة من بداخلها.
وأعاد حادث المرور الذي وقع بولاية سعيدة، منذ يومين، وخلف وفاة طبيب، الكثير من الحوادث التي تسجلها المصالح المختصة، إلى واجهة النقاش حول احترام رواق النجدة وأحقية سيارات الإسعاف في الطرق وغيرها من المركبات ذات الأولوية في السير على الطرقات السريعة، بعدما تعرضت سيارة إسعاف تابعة للحماية المدنية لولاية سعيدة، لحادث مرور مروع ببلدية بني ونيف، في أثناء قيامها بمهمة ميدانية نحو ولاية بشار، وتمثل الحادث في انحراف المركبة واصطدامها بشاحنة، ما أدى إلى وفاة الطبيب بعد وصوله إلى المستشفى متأثرا بإصاباته، كما خلف ذات الحادث إصابة ثلاثة أعوان آخرين من أفراد الطاقم بجروح متفاوتة الخطورة، وهو الحادث الذي يفسر تهور السائقين بالطرقات السريعة وعدم احترامهم قوانين المرور بمزاحمة هذه المركبات ذات الأولوية في أحقيتها بالطريق العام.
وفي سياق الموضوع، اعتبر الخبير الدولي في مجال السلامة المرورية، أمحمد كواش، في حديثه لـ”الشروق”، أن احترام أولوية سيارات الإسعاف ليست مجرد سلوك حضاري فقط، بل ترتبط مباشرة بإنقاذ حياة الضحايا، مضيفا أن الوقت الحاسم لإنقاذ المصابين يتراوح بين 7 إلى 11 دقيقة، وأي تأخر في التدخل أو النقل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو الوفاة.
وأشار المتحدث إلى أن أسباب تأخر سيارات الإسعاف عادة عن مكان الحوادث لا يتعلق عادة بالاكتظاظ فقط، بل يشمل التبليغ الخاطئ وعدم فتح الطريق لها من قبل السائقين، إضافة إلى بعض الممارسات غير القانونية التي يقوم بها هؤلاء، بحسب المتحدث، على غرار السير خلف سيارة الإسعاف للاستفادة من الطريق المفتوح أو الالتصاق بها وكذا الإزعاج الذي تتعرض له هذه المركبات واستغلال الرواق الخاص بها، الأمر الذي يتسبّب في اختناق مروري يدفع سائقها إلى القيام بمناورات للوصول إلى المستشفى قبل فوات الأوان، كما يقوم أصحاب السيارات بركنها بطريقة تعرقل مرورها، رغم أنها مخالفات يعاقب عليها القانون إلا أن الكثيرون لا يكترثون لحياة الجرحى أو المرضى داخلها.
وأضاف كواش أن سيارات الحماية المدنية يقودها سائقون مكونون ومحترفون في السياقة الوقائية والدفاعية، غير أن هذا الأمر لا يمنع من وقوع حوادث، إذا لم يتم احترام رواق النجدة أو إعطاء الأولوية لمركبات الإسعاف، حتى إنها قد تتعرض لحوادث مميتة في حالة قيامها بمناورات حتى تتفادى الازدحام، على حد تعبيره.
وفي ذات الإطار دعا المتحدث إلى إدراج دورات تكوينية إلزامية لسائقي سيارات الإسعاف بالمستشفيات، وإطلاق حملات تحسيسية واسعة موجهة للسائقين والراجلين لاحترام سيارات النجدة، وعدم التعرض لها حتى تتمكّن من الوصول في الوقت المحدّد لها إلى مكان الحادث أو المستشفى.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post عرقلة سيارات الإسعاف ومزاحمتها تنتهي بكوارث! appeared first on الشروق أونلاين.