عشرون عاما على رحيل أيقونة طابع "التيندي" عثمان بالي
الجزائر - تحل هذه الأيام الذكرى ال20 لرحيل عميد الموسيقى التارقية, الفنان عثمان بالي, أيقونة طابع "التيندي" النابع من تراث منطقة جانت بأقصى جنوب الجزائر, والفنان الذي طعم موسيقاه الأصيلة بإيقاعات عالمية ما جعله واحدا من أشهر فناني الجزائر. وجمع الراحل, وإسمه الحقيقي مبارك عثماني, على مدار مسيرته الفنية الحافلة بالإبداع الموسيقي, بين عدة مواهب كالتأليف الشعري والتلحين والأداء الغنائي, مع العزف البارع على آلة العود, ويشهد المختصون في المجال الفني بأنه كان السباق إلى ابتكار نوع جديد من موسيقي "التيندي" يجمع بشكل ساحر بين النغمة التارقية المحلية وإيقاعات الموسيقى الغربية, بما يميزها من آلات حديثة وإيقاعات تميز فني البلوز والجاز, وهو ما جذب الجمهور إلى موسيقاه في الجزائر وخارجها. وتعود البدايات الفنية لعثمان بالي, وهو من مواليد جانت في 1953, إلى قريته التي ترعرع بها, حيث نشأ في أحضان عائلة من الشعراء المتذوقين للموسيقى, وبعد أن تلقى تعليمه بالمدرسة القرآنية في بداية الستينيات, التحق بالمدرسة الابتدائية بجانت لينتقل بعدها إلى تمنراست لمواصلة تعليمه الثانوي, حيث بدأ هناك مشواره الفني كمغني, قبل أن يتوجه إلى الجزائر العاصمة نهاية الثمانينات ويشارك في العديد من التظاهرات. وبفضل المثابرة في العمل والجهد المتواصل في إثراء ألحان طابع "التيندي", الذي أضفى عليه بعدا عالميا, نجح الفنان في التميز بطابع موسيقي عرف ب "البلوز الصحراوي", وقد كان عثمان بالي يؤدي النصوص التي كان يؤلفها هو شخصيا بالتاماشاق وأيضا بالعربية, وقد اشتهر بعدة أغاني على غرار "الدمعة", "كاف نون", "جانت", "هادي مدة", بالإضافة لرائعة "آمين آمين". وكان الراحل مولعا بآلة العود التي اكتشفها في بداية السبعينيات, حيث كان يعمل آنذاك بمستشفى بجانت, كما تميز بصوت دافئ ساعده على ترقية موسيقى منطقته التقليدية وشعر "التيندي" الذي تلقاه شفويا من والدته "الحاجة خديجة", التي كانت أيضا صوتا صادحا بأداء "التيندي" والتي ألفت له كذلك كلمات العديد من أغانيه. وسجل الراحل أول ألبوم له في 1986, ليتجه إلى تكوين فرقته الموسيقية الخاصة سنة 1987, وقد سجل ألبومين آخرين سنتي 1995 و1997, الأول بعنوان "آسوف" (الحنين إلى الماضي) والثاني بعنوان "آساروف" (الغفران), وهذا بالتعاون مع الموسيقار الأمريكي, ستيف شيهان, وفي عام 2008 سجل معه أيضا ألبوم "أسيكل" (الرحلة). وفضلا عن أدائه الفني في مسارح العالم, من فنزويلا إلى اليابان, فقد انفتح فقيد الأغنية التارقية على العديد من الأنماط الموسيقية العالمية لتحديث وإثراء موسيقاه التقليدية, وقد تجسد ذلك من خلال عمله مع فرق موسيقية وفنانين من إيطاليا وغيرها. وفي هذا الإطار, اعتبر عضو فرقة "تيكوباوين" التارقية من تمنراست, سعيد بن خيرة, في تصريح ل/ وأج, أن عثمان بالي "قامة فنية بارزة ورمز من رموز الفن التارقي والثقافة الجزائرية, حيث لا تزال أغانيه المعبقة بالتراث والأصالة عالقة في ذاكرتنا", مضيفا أنه "أعطى نفسا جديدا وطابعا خاصا للأغنية التارقية بصفة عامة ولأغنية منطقة أزجر التي ولد بها بصفة خاصة". وأشار سعيد بن خيرة إلى أن الراحل هو بمثابة "الأب الروحي للفن والموسيقى التارقية, حيث كانت لديه الجرأة لعصرنة الأغنية التارقية وإعطائها طابعا مغايرا بإيقاعات متنوعة, مع إدخال أيضا آلة العود, كما استخدم بكل جرأة أيضا واحترافية ربع المقام وأجواء الموسيقى العربية, ما أضفى على الموسيقى التارقية روحا خاصة, فكان أحسن سفير لها". وتوفي عثمان بالي عن عمر ناهز 52 عاما بعد أن جرفه فيضان واد بجانت الذي وقع بين يومي 16 و17 يونيو 2005, جراء الأمطار الغزيرة, ليتم العثور عليه في اليوم الموالي, 18 يونيو, من طرف أعوان الحماية المدنية وليوارى الثرى بعدها في 19 يونيو.


الجزائر - تحل هذه الأيام الذكرى ال20 لرحيل عميد الموسيقى التارقية, الفنان عثمان بالي, أيقونة طابع "التيندي" النابع من تراث منطقة جانت بأقصى جنوب الجزائر, والفنان الذي طعم موسيقاه الأصيلة بإيقاعات عالمية ما جعله واحدا من أشهر فناني الجزائر.
وجمع الراحل, وإسمه الحقيقي مبارك عثماني, على مدار مسيرته الفنية الحافلة بالإبداع الموسيقي, بين عدة مواهب كالتأليف الشعري والتلحين والأداء الغنائي, مع العزف البارع على آلة العود, ويشهد المختصون في المجال الفني بأنه كان السباق إلى ابتكار نوع جديد من موسيقي "التيندي" يجمع بشكل ساحر بين النغمة التارقية المحلية وإيقاعات الموسيقى الغربية, بما يميزها من آلات حديثة وإيقاعات تميز فني البلوز والجاز, وهو ما جذب الجمهور إلى موسيقاه في الجزائر وخارجها.
وتعود البدايات الفنية لعثمان بالي, وهو من مواليد جانت في 1953, إلى قريته التي ترعرع بها, حيث نشأ في أحضان عائلة من الشعراء المتذوقين للموسيقى, وبعد أن تلقى تعليمه بالمدرسة القرآنية في بداية الستينيات, التحق بالمدرسة الابتدائية بجانت لينتقل بعدها إلى تمنراست لمواصلة تعليمه الثانوي, حيث بدأ هناك مشواره الفني كمغني, قبل أن يتوجه إلى الجزائر العاصمة نهاية الثمانينات ويشارك في العديد من التظاهرات.
وبفضل المثابرة في العمل والجهد المتواصل في إثراء ألحان طابع "التيندي", الذي أضفى عليه بعدا عالميا, نجح الفنان في التميز بطابع موسيقي عرف ب "البلوز الصحراوي", وقد كان عثمان بالي يؤدي النصوص التي كان يؤلفها هو شخصيا بالتاماشاق وأيضا بالعربية, وقد اشتهر بعدة أغاني على غرار "الدمعة", "كاف نون", "جانت", "هادي مدة", بالإضافة لرائعة "آمين آمين".
وكان الراحل مولعا بآلة العود التي اكتشفها في بداية السبعينيات, حيث كان يعمل آنذاك بمستشفى بجانت, كما تميز بصوت دافئ ساعده على ترقية موسيقى منطقته التقليدية وشعر "التيندي" الذي تلقاه شفويا من والدته "الحاجة خديجة", التي كانت أيضا صوتا صادحا بأداء "التيندي" والتي ألفت له كذلك كلمات العديد من أغانيه.
وسجل الراحل أول ألبوم له في 1986, ليتجه إلى تكوين فرقته الموسيقية الخاصة سنة 1987, وقد سجل ألبومين آخرين سنتي 1995 و1997, الأول بعنوان "آسوف" (الحنين إلى الماضي) والثاني بعنوان "آساروف" (الغفران), وهذا بالتعاون مع الموسيقار الأمريكي, ستيف شيهان, وفي عام 2008 سجل معه أيضا ألبوم "أسيكل" (الرحلة).
وفضلا عن أدائه الفني في مسارح العالم, من فنزويلا إلى اليابان, فقد انفتح فقيد الأغنية التارقية على العديد من الأنماط الموسيقية العالمية لتحديث وإثراء موسيقاه التقليدية, وقد تجسد ذلك من خلال عمله مع فرق موسيقية وفنانين من إيطاليا وغيرها.
وفي هذا الإطار, اعتبر عضو فرقة "تيكوباوين" التارقية من تمنراست, سعيد بن خيرة, في تصريح ل/ وأج, أن عثمان بالي "قامة فنية بارزة ورمز من رموز الفن التارقي والثقافة الجزائرية, حيث لا تزال أغانيه المعبقة بالتراث والأصالة عالقة في ذاكرتنا", مضيفا أنه "أعطى نفسا جديدا وطابعا خاصا للأغنية التارقية بصفة عامة ولأغنية منطقة أزجر التي ولد بها بصفة خاصة".
وأشار سعيد بن خيرة إلى أن الراحل هو بمثابة "الأب الروحي للفن والموسيقى التارقية, حيث كانت لديه الجرأة لعصرنة الأغنية التارقية وإعطائها طابعا مغايرا بإيقاعات متنوعة, مع إدخال أيضا آلة العود, كما استخدم بكل جرأة أيضا واحترافية ربع المقام وأجواء الموسيقى العربية, ما أضفى على الموسيقى التارقية روحا خاصة, فكان أحسن سفير لها".
وتوفي عثمان بالي عن عمر ناهز 52 عاما بعد أن جرفه فيضان واد بجانت الذي وقع بين يومي 16 و17 يونيو 2005, جراء الأمطار الغزيرة, ليتم العثور عليه في اليوم الموالي, 18 يونيو, من طرف أعوان الحماية المدنية وليوارى الثرى بعدها في 19 يونيو.