فرص التمويل وديناميكية متصاعدة للصيرفة الاسلامية

تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الاسلامي للتنمية بالجزائر في الفترة الممتدة بين 19 و 22 ماي الجاري هو حدث اقتصادي دولي بامتياز نظرا لحجم ومكانة المجموعة المالية المشار إليها التي تضم 57 دولة عضوة لكنه يشكل أيضا دليلا على مدى الزخم الذي أصبحت تتمتع به الصيرفة الاسلامية في الجزائر فضلا عن مكانة البلاد الاقتصادية على الصعيد الإقليمي.

يعكس تنظيم الاجتماعات السنوية لهذه المجموعة البنكية الهامة على الصعيد الدولي مدى الديناميكية التي أصبحت تتمتع بها الصيرفة الاسلامية في الجزائر منذ خطواتها الاولى عام 2020 علما ان هذا النوع من الصيرفة يوفر منتوجات مالية مبتكرة خالية من المعاملات الربوية و متماشية مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء.

ويؤكد الخبير الاقتصادي البروفيسور العربي غويني ان ما يعكس هذه الديناميكية هو بلوغ ودائع الصيرفة الاسلامية لدى البنوك الجزائرية ما يصل الى 900 مليار دينار اي ما يعادل حوالي 6 مليار دولار .

ويشير نفس المصدر ايضا الى ان هذه النتائج المهمة التي تم تحقيقها في مجال الصيرفة الاسلامية منذ إطلاقها سنة 2020 تتزامن مع ديناميكية مهمة اخرى في مجال الاستثمار فضلا عن تطور العلاقات الاقتصادية بين الجزائر و دول العالمين العربي والإسلامي.

كما لفت الخبير الاقتصادي البروفيسور العربي غويني الى ان متوسط نمو الصيرفة الإسلامية في الجزائر وصل الى 25 بالمائة سنويا منذ إطلاق هذا النوع من الخدمات المالية سنة 2020  مضيفا أن الطلب لايزال متزايدا على هذا النوع من الخدمات البنكية من طرف الزبائن حيث ينتظر – كما قال – ان يفرز هذا القطاع ديناميكية أكبر في قطاعي الصناعة و الزراعة بالجزائر مستقبلا.

من جانبه يرى خبير الصيرفة الاسلامية و المقاولاتية الدكتور علي حدو ان الاجتماعات السنوية للبنك الاسلامي للتنمية عملت على فتح منتديات مرتبطة  بدمج اكثر للرقمنة في خدمات الصيرفة الاسلامية وذلك – كما قال – في وارد تطوير منتجات مبتكرة في مجال هذا النوع من الخدمات البنكية على غرار إيصال المنتجات عبر البريد الالكتروني وتمويل المؤسسات المصغرة.

ويرى خبراء في الاقتصاد ان الجزائر تملك فرصا كبيرة من أجل تمتين التعاون مع مجموعة البنك الاسلامي للتنمية و الاستفادة من مزيد من الاستثمارات في هذا الإطار لاسيما و ان هذه الهيئة المالية المشار إليها تعمل على ضخ استثمارات معتبرة في اقتصاديات القارة الافريقية.

وتضيف نفس المصادر ان الجزائر تتمتع في هذا الإطار بمقومات مهمة تشمل في جانب منها تطور محسوس في البنية التحتية و بيئة اقتصادية مرنة فضلا عن مؤشرات اقتصادية كلية مريحة.

للاشارة فقد انعقدت  الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المنظمة من 19 إلى 22 ماي بالمركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة الجزائر، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.

وجرت مراسم الافتتاح التي اشرف عليها الوزير الأول السيد نذير العرباوي بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وكذا ممثلي عدد من المؤسسات والمنظمة الدولية والإقليمية.

و أشاد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمد سليمان الجاسر ، خلال الجلسة الافتتاحية ، بجهود الجزائر لتنويع الاقتصاد وجعله أكثر “شمولا وعدالة” كما أكد بأن الجزائر تعتبر عضوا “فاعلا” في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية “التي مولت أنشطة تنموية متنوعة في الجزائر بقيمة ثلاثة مليار دولار ما يعكس عمق الشراكة وقوة التعامل” بين الطرفين.

ع. ل