“لا قطع للأنترنت” ولا “تسريبات” في اليوم الأول من البكالوريا
في سابقة هي الأولى من نوعها، استيقظ الجزائريون، أمس الأحد، على واقعة لم تكن مُتوقعة والمتمثلة في عدم قطع الأنترنت مثلما كان مُتعودا عليه على مدار تسع سنوات الماضية، بينما غادر التلاميذ الممتحنون في مختلف الشعب القاعات بمعنويات مرتفعة حيث كان التفاؤل والأمل يهمين على وجوههم بسبب الأسئلة التي وردت في المتناول لا سيما اختبار […] The post “لا قطع للأنترنت” ولا “تسريبات” في اليوم الأول من البكالوريا appeared first on الجزائر الجديدة.

في سابقة هي الأولى من نوعها، استيقظ الجزائريون، أمس الأحد، على واقعة لم تكن مُتوقعة والمتمثلة في عدم قطع الأنترنت مثلما كان مُتعودا عليه على مدار تسع سنوات الماضية، بينما غادر التلاميذ الممتحنون في مختلف الشعب القاعات بمعنويات مرتفعة حيث كان التفاؤل والأمل يهمين على وجوههم بسبب الأسئلة التي وردت في المتناول لا سيما اختبار مادة اللغة العربية الذي أجرى في الفترة الصباحية.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دقائق قليلة من انطلاق هذا الامتحان المصيري بتعليقات مبتهجة ومهللة بعدم انقطاع الأنترنت واستمرار الخدمة بشكل عادي على عكس الدورات السابقة التي تسببت في عزلة تامة وكبدت المئات من المُؤسسات لا سيما تلك التي تعتمدُ في نشاطها على التسويق الإلكتروني خسائر مادية كبيرة، وربط نُشطاء على منصات التواصل الاجتماع الخطوة بالعقوبات القانونية التي اتخذت ضد الغش، وقال إن “عدم قطع الأنترنت هذه السنة صاحبه تشديد العُقوبات القانونية ضد الغش والتسريب والمشاركة فيه وهو ما آراه حلا مُناسبًا لمُجابهة هذه الظاهرة”، وكتب آخر مُعلقًا: “الشيء المُفرحُ هذه المرة هُو عدم قطع الأنترنت”، وأكد آخر أنه “وبعد سنوات من التسريبات التي اشتهرت بها حقبة بن غبريت، لن يكون هناك انقطاع الأنترنت أيام امتحان البكالوريا وقانون محاولة الغش واضح ومفعل”.
وعشية انطلاق هذا الامتحان المصيري، ناشد العديد من المستخدمين، خلال الساعات الأخيرة، السلطات من أجل رفع ما وصفوه بـ”العقاب الجماعي” الذي فرضته فضيحة بكالوريا 2015، والذي كبد الكثيرين خسائر مالية كبيرة دون أية تعويضات تُذكر.
كذلك مر اختبار مادة اللغة العربية وآدابها بردًا وسلامًا على الممتحنين لا سيما بالنسبة لممتحني شعبة آداب وفلسفة، وللمرة الرابعة على التوالي وقعت أصابع الاختيار على إيليا أبو ماضي، واحد من أبرز شعراء المهجر الذين أثروا الشعر العربي في أوائل القرن العشرين بقصائدهم ودواوينهم، وقالت إحدى أستاذات المادة في تعليقها على موضوعي شعبة آداب وفلسفة إن “أحدهما أوردناه في المراجعات كما قصائد شاعر المهجر الكبير كانت مُرشحة بقوة”.
أما بالنسبة لموضوع الشعب العلمية المشتركة رياضيات وتقني رياضي وتسيير واقتصاد وشعبة علوم الطبيعة والحياة فقد جاءت على العُموم في المتناول وموجهة للتلميذ المتوسط ولا يوجد بها “أفخاخ” ولا تقبل أي تأويل، وقال أحد التلاميذ إنها “تراعي مستوى المترشح المتوسط، ومن بذل جهدا ملحوظا بإمكانه تجميع النقاط ببساطة”، ولدى إجراءه مقارنة بين الموضوع الأول الذي كان شعرًا للشاعر إبراهيم طوقان: شاعر فلسطينين وأحد أقطاب الشعر العربي الحديث ولقب بشاعر الوطنية وحارس الأرض والموضوع الثاني الذي اقتبس من مقالات “الإمام محمد البشير الإبراهيمي”، أكد المتحدث أنهما “مُتقاربين وكليهما يراعيان مُستوى المترشح المُتوسط”، وكان لطالبة أخرى رأي آخر، إذ قالت: “صحيح أن أسئلة الموضوعين كانت مُباشرة ولا تقبل أية تأويلات متناقضة، لكن هناك شرط أساسي حتى يتجاوز التلميذ عقبة أسئلة البناء الفكري وهو فهم النص بشكل أعمق”.
ولاقت طبيعة المواضيع المختارة استحسانا من طرف الأساتذة والتلاميذ معا إذ كانت القضية الفلسطينية حاضرة وكالعادة في قلب مواضيع امتحان البكالوريا ولعل أبرز أبيات تداولت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي ما قاله الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان: “يا أيها البلد الكئب .. حياك منهمر سكوب.. لا تبتنس بالظلم إن .. غدا لناظره قريب”، وحسب إحدى الأستاذات المعنيات بالحراسة فقد وفعت أصابع اختيار كل التلاميذ الذين كانوا في القاعة حيث كانت على القضية الفلسطينية وكانت تظهر عليهم علامات الرضى والطمأنينة”.
وبالمقابل ألقى الهدوء بظلاله على اليوم الأول من الامتحان إذ لم يشهد أي تسريبات للمواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، واللافت أن رؤساء المراكز قد شنوا في الساعات الأولى من الصبيحة حربًا دُون هوادة على الهواتف النقال، ووقفوا شخصيات على عملية إيداع الهواتف من طرف الأساتذة الحراس والتلاميذ عند مداخل المراكز من أجل تفادي تكرار سيناريو الحالات المعزولة التي تم تسجيلها مع تلاميذ مترشحين في امتحان شهادة التعليم المتوسط.
وشرع أكثر من 850 ألف مترشح في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، موزعين على نحو 3000 مركز عبر مختلف ولايات البلاد، وتمتد فترة الامتحانات خمسة أيام، تشمل سبع شعب تعليمية، أبرزها: الآداب والفلسفة، العلوم التجريبية، الرياضيات، اللغات الأجنبية، التسيير والاقتصاد، الفنون، والتقني رياضي.
فؤاد ق
The post “لا قطع للأنترنت” ولا “تسريبات” في اليوم الأول من البكالوريا appeared first on الجزائر الجديدة.