“لن نتخلى عن دعم المقاومة… ولدينا شكوك حيال المفاوضات مع أمريكا”

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن المؤشرات تدل على أن المنطقة تعيش “مؤامرة مشؤومة”، مؤكدا أن طهران لن تتراجع عن دعم المقاومة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، ليتهم دول المنطقة بعدم التحرك لمنع تصفية القضية الفلسطينية والمخططات المشؤومة ووقف حرب الإبادة، مع تقارب وجهات النظر مع الجزائر حيال ما يحصل.
استعرض مسؤول الدبلوماسية الإيرانية، في لقاء مصغر مع صحفيين وأكاديميين، حضرته “الشروق”، بمقر سفارة بلاده، على هامش زيارته الرسمية، إلى الجزائر، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، مواقف بلاده من التطورات الحاصلة خاصة الوضع المأساوي في غزة والمفاوضات غير المباشرة التي ستتم -يرأس وفد بلاده- مع الإدارة الأمريكية، السبت، بسلطنة عمان.
جزم الوزير عراقجي، أن المنطقة تعيش “مؤامرة مشؤومة”، وأكد أن إيران تعارض خيار حل الدولتين – مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز ملك في القمة العربية ببيروت 2002- وأوضح المتحدث “إيران كانت ولا تزال تعارض فكرة حل الدولتين وتعتبر أن الفكرة لا تؤدي لنتيجة تأسيس الدولة الفلسطينية، واليوم تبين صواب موقفنا، فالعدو الصهيوني يتجه للقضاء على فلسطين”، وتابع “التطورات الحاصلة تؤكد أن الصهاينة يسعون لطرد الفلسطينيين والقضاء على شيء اسمه فلسطين، واحتلال كل الأراضي الفلسطينية”.
وقال الوزير إن دول المنطقة لا تحرك ساكنا ولا تقوم بفعل لوقف الجرائم ووقف المخططات المشؤومة، وفي ذات السياق أثنى على ما تقوم به المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني وقال “القوة الوحيدة التي تقف ضد الاعتداءات هي المقاومة”.
عن وضعية المقاومة بعد 18 شهرا من حرب الإبادة الصهيونية المدعومة من أمريكا، قال عراقجي “المقاومة تلقت ضربات، واستشهد قياديون منها، لكن هذا لا يعني أنها فقدت فلسفتها الوجودية، والتاريخ أثبت أن المقاومة كلما قدمت الشهداء ازدادت قوة واستمرت”، وأضاف “المقاومة مبدأ ومدرسة وطريقة تفكير، القتل والقصف لن يقضي على المقاومة”، وهنا أعطى مثالا بالوضع الذي يعيشه حزب الله والذي فقد كبار قادته في الأشهر الماضية، وذكر أن السيرورة التاريخية أظهرت أنه كلما فقد قادة منه ازداد قوة.
عن العلاقة بين إيران والمقاومة، يؤكد الوزير عراقجي، أن طهران مستمرة في دعم المقاومة، وقال “نستمر في دعم المقاومة وفصائل المقاومة، لدينا روابط مع الفصائل الفلسطينية، ما يربطنا مع المقاومة مبدأ وهدف مشترك”، لينفي شبهة أن تكون الفصائل أحد أذرع إيران في المنقطة، وقال “المقاومة تعمل بشكل مستقل وتعمل على تحقيق أهدافها، ونحن ندعم الفصائل لتحقيق أهدافها”، وتوقف عراقجي عند الصبغة المذهبية “سنية وشيعية”، مشيرا أن إيران لا فرق عندها بين المقاومة السنية أو الشيعية، فالرابط بينها وبين طهران يقول عراقجي إن المقاومة تسعى لتحقيق أهداف سامية.
ونبه الوزير أن دولة الاحتلال تعمل على توسيع الحرب في جمع المنطقة والمهم بالنسبة لإيران أن الدول العربية تيقنت من هذا المخطط وتسعى لصد هذه المؤامرة، ليشدد أن إيران لا تتطلع للحرب ولكنها ستدافع عن نفسها إذا أصبحت ضرورية.
وأخذ ملف المحادثات مع واشنطن حيزا من كلمة الوزير، وقال أمريكا مارست مؤخرا ضغطا حول البرنامج النووي السلمي وهي تتهمنا أننا نتطلع لامتلاك السلاح النووي وهذا اتهام باطل برنامجنا سلمي ومستعدون لإزالة المخاوف بالسياسة والدبلوماسية.
وبحسب عراقجي، فالمفاوضات مع أمريكا يجب أن تكون عادلة وليس بالضغط والتهديد العسكري، وهنا قال “التهديدات والضغوط ليست ظروفا للمفاوضات، ولهذا لم نقبل بمفاوضات مباشرة، كما أننا لم نغلق طريق الدبلوماسية”، مؤكدا أن بلاده لديها شكوك تجاه جدية أمريكا بشأن المفاوضات.
وعرج عراقجي عند اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين الجزائريين خلال زيارته، حيث حظي بلقاء مع الرئيس عبد المجيد تبون، وقبل ذلك جلسة عمل مع نظيره احمد عطاف، وقال “العلاقات الإيرانية الجزائرية تاريخية ومتجذرة وقائمة على الصداقة والأخوة والاحترام المتبادل”، وتابع “هنالك مواقف متقاربة وفي التطورات الحاصلة خاصة في فلسطين تبادلنا وجهات النظر ولدينا مخاوف حول فلسطين والضفة الغربية، كما لنا مواقف مشتركة حيال جرائم الصهاينة”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “لن نتخلى عن دعم المقاومة… ولدينا شكوك حيال المفاوضات مع أمريكا” appeared first on الشروق أونلاين.