ماذا لو كانت المشكلة أيضا في أسلوب تعاملنا مع الحدث! أو كيف تتجلى «مشكلة الأفكار» اليوم؟

د. محمد عبد النور/ الرأي عندي أنّه وبدل جلد الذات بسبب التقصير والتخاذل، سواء جلد الذات الفردي أو الجماعي أو تبادل التهم بين الحاكم والمحكوم والأحزاب وغيرها من القوى التي يمكن أن تتحرك.. أن يتحول هذا الفضاء، ومنه كل فضاءات التواصل، إلى مجال للتفكير في كيفيات تقديم يد العون والمساعدة والانخراط الفعلي (معنويا وماديا) في …

أبريل 7, 2025 - 15:48
 0
ماذا لو كانت المشكلة أيضا في أسلوب تعاملنا مع الحدث! أو كيف تتجلى «مشكلة الأفكار» اليوم؟

د. محمد عبد النور/

الرأي عندي أنّه وبدل جلد الذات بسبب التقصير والتخاذل، سواء جلد الذات الفردي أو الجماعي أو تبادل التهم بين الحاكم والمحكوم والأحزاب وغيرها من القوى التي يمكن أن تتحرك.. أن يتحول هذا الفضاء، ومنه كل فضاءات التواصل، إلى مجال للتفكير في كيفيات تقديم يد العون والمساعدة والانخراط الفعلي (معنويا وماديا) في المعركة، التي هي إبادة وليست معركة لأن العدوان من جهة واحدة، قصدي أن نعمل على تحويلها إلى معركة تقوم على بعض التكافؤ، وأن المنطلق هو التفكير بطريقة إجرائية وعملية في كل ما يمكن القيام به، بمنطق «كل يعمل على شاكلته» فليس توحيد تصور أسلوب العمل وكيفياته شرطا، إنما التوحيد المطلوب هو التخلص من السلبية التي تحول فيها تصرف المتابع إلى ما يشبه النحيب واللطم! بل صرنا نسمع حتى إشعارات انسحاب من هذا الفضاء! وكأن المعركة انتهت وحسمت! بينما الأمر منذر بشر كبير (وليست غزة إلا نموذجا للقادم على كل المشرق وربما حتى المغرب) ولن يتحول إلى مبشر بخير كثير إلا إذا ما تحركنا ههنا بطريقة إيجابية.. أعلم أن الأمر سيثقل على أغلبنا لما مردت عليه تصوراتنا وسلوكاتنا من صورية بعيدة الشقة عن المبادرات المباشرة ومستبعدة للإجرائية العملانية، وانتظار التصرف من الحاكم ولومه حتى أصبح كبش فداء عكسي، وقد تجلى أكثر من أي وقت مضى، أن لا حيلة له، وأن المواطن البسيط هو أكثر تحررا وامتلاكا لزمام المبادرة من الحاكم؛ والفكرة باختصار هي أن النظر الإجرائي المباشر إلى ما يحدث بطريقة جغرافية ميدانية، ربما بدءا بالعودة إلى الخرائط للتفقه أكثر فيما يحدث أين يحدث وما هي المسافة التي تفصلنا عنه، ثم التفكير في كل طرق الحرب التي حصلت في التاريخ، للنظر في أفضل الطرق الحربية والسياسية الممكنة، والنظر في الآليات المستعملة، والتقنيات الفائقة وإمكان استعمالها، وكل ما إلى ذلك من الطرق ذات النهج الاجرائي العملي البعيد عن السلبية الصورية، أعني التفاعل مع الحدث بأنه يعنينا كأفراد ومجموعات، وكأنه يطالنا، وهو بالفعل سيكون إذا تصرفنا اليوم بالنهج الأصوب، وجدت دعوات معزولة منها من قال بالنفير بالأسلحة البيضاء، وأخرى توجه دعوات لطياري دول الطوق للتصرف الفردي الحر، لما لا يملأ هذا الفضاء بالأفكار، فالمشكلة ما تزال إلى اليوم هي مشكلة أفكار، ومعناها غياب التفكير بالحس الشخصي المباشر وتحمل المسؤولية الفردية بعيدا عن إلقاء اللوم على أحد، مشكلة الأفكار أن نستند في تفكيرنا إلى استبعاد المسؤولية أولا وإذا ا فكرنا إجرائيا لا نفكر إلا بطريقة هيكلية تستحضر كل عوائق التاريخ، وتنسى أنها كائن حي مبادر بأي طريقة كانت، فالانسجان في الأطر الاجتماعية الثقافية والسياسية هو أكبر عائق أمام التفكير المبادر، عموما وحتى نكون إيجابيين بدءا من هنا هو اجتماع الأغلبية على أن ما يحصل جريمة في حق من ننتمي إليه وينتمي إلينا، لأن ما يحصل اليوم في غزة ليس بأكثر مما كان يحصل في سوريا لأكثر من عقد، لأن الضمير الملوث هو الذي منعنا من الرؤية حينا، وعلى اي حال نستبشر خيرا بالاستفاقة ولو المتأخرة، لكن الاستفاقة لا تكفي إذا لم تتسلح بالنهج والطريقة الإجرائية العملانية، انطلاقا من أنه يمكننا فعل الكثير متى غيرنا أسلوب تفكيرنا من الصورية السلبية إلى الاجرائية الإيجابية. والله أعلم وأحكم وهو يهدي السبيل.