مذكرة جامعية
ناقشت الطالبة شيماء بركان من جامعة باتنة 1، كلية العلوم الإسلامية قسم أصول الدين تخصص دعوة وإعلام مذكرتها المعنونة بـ: «قضايا المرأة في برامج قناة القرآن الكريم الجزائرية: دراسة تحليلية لبرنامج أن يتفقهن» بإشراف الدكتورة سعيدة عباس. انطلقت الباحثة من ظاهرة القنوات الفضائية الدينية التي بدأت في أوائل التسعينات كجزء من الثورة الإعلامية التي صاحبت …

ناقشت الطالبة شيماء بركان من جامعة باتنة 1، كلية العلوم الإسلامية قسم أصول الدين تخصص دعوة وإعلام مذكرتها المعنونة بـ: «قضايا المرأة في برامج قناة القرآن الكريم الجزائرية: دراسة تحليلية لبرنامج أن يتفقهن» بإشراف الدكتورة سعيدة عباس.
انطلقت الباحثة من ظاهرة القنوات الفضائية الدينية التي بدأت في أوائل التسعينات كجزء من الثورة الإعلامية التي صاحبت الصحوة الإسلامية في مختلف البلدان العربية، وقد هدفت إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي وتعزيز قيمه ومبادئه، وترسيخ وسطيته بأسلوب معتدل، كما سعت لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والمسلمين وتقديم الصورة الصحيحة عنهما.
ومع تطور البث الفضائي والتسابق نحو استقطاب الجماهير الملتزمة أو تلك الراغبة في التعرف على التعاليم الدينية الإسلامية كانت قناة القرآن الكريم الجزائرية (القناة الخامسة) جسرا رابطا بين الجمهور الجزائري وبين القائمين على المحتوى الديني، لتحتضن بذلك المشاركة في صنع وتشكيل خطاب ديني في تعاضد بينها وبين الهيئات الرسمية، حيث برز دورها في تلبية احتياجات الجانب الروحاني للأفراد، وتجسيد فضاءات نقاشية تتبلور فيها فكرة الوظيفة التوعوية.
لقد أولت القناة الخامسة – قناة القرآن الكريم الجزائرية- اهتماماً خاصاً بالمرأة، حيث شهد دورها الإعلامي تطوراً ملحوظاً بين الماضي والحاضر. فبينما كانت البرامج المخصصة للمرأة محدودة في السابق، أصبحت اليوم تحظى بمساحة أوسع ودور أكثر فاعلية، حيث انبلجت في ظروف متماشية مع البيئة السائدة، خاصة في تقديم المحتوى الإعلامي الإسلامي المتميز، وطرح للقضايا التي تهم المرأة. ومن بين البرامج التي اهتمت بهذه القضايا برنامج «أن يتفقهن»، الذي يتناول المسائل المتعلقة بالمرأة من منظور ديني، في سياقات احتياجاتها وتحدياتها.
تم تقسيم المذكرة إلى: المبحث الأول: الموسوم بـ: «البناء المنهجي والمفاهيمي» حيث تناولت فيه الباحثة المشكلة الأساسية التي تبحث عنها الدراسة والتساؤلات الفرعية، وأهدافها وأسباب اختيار موضوعها وأهميته، وتطرقت إلى الأهداف البحثية التي ترمي الدراسة للوصول إليها، مع تحديد الدوافع الأساسية لاختيار هذا الموضوع، ثم توضيح الأهمية العلمية له، ثم المتغيرات البحثية من الناحية اللغوية والاصطلاحية، ليتم يتناول منهج الدراسة والإجراءات المنهجية للدراسة التحليلية؛ وأخيرا الدراسات السابقة والتراث النظري المشابه لموضوع الدراسة.
أما المبحث الثاني: المعنون بـ: «قناة القرآن الكريم الجزائرية الخامسة وحضور المرأة فيها»؛ قسمته الباحثة إلى المطلب الأول «المدخل النظري المرأة والإعلام من التواجد إلى التمثيل»، وتضمن أهمية الإعلام في تشكيل صورة المرأة ثم تطرقت للحديث عن إيجابيات وسلبيات تواجد المرأة في الإعلام، وجاء المطلب الثاني بعنوان: «قناة القرآن الكريم الجزائرية»، الذي تضمن ظهور القناة وتاريخها وأهدافها والتحديات التي مرت بها، ثم المطلب الثالث المعنون بـ: «البرامج النسائية في قناة القرآن الكريم الجزائرية الخامسة»، وقد تناولت فيه أشكال البرامج النسائية ودورها.
وجاء المبحث الثالث: بعنوان: «الدراسة التحليلية لقضايا المرأة في برنامج أن يتفقهن» تم تقسيمه إلى المطلب الأول بعنوان: «البيانات الأولية» تناولت فيه تعريف البرنامج محل الدراسة «أن يتفقهن» والإعلاميات اللواتي يقدمنه، والشعار ثم الديكور، ثم المطلب الثاني حول: «عرض بيانات فئات المضمون وتحليلها» تضمن تحليل فئات المضمون بمؤشراتها الفرعية، ثم المطلب الثالث حول نتائج الدراسة والتي جات كما يلي:
• تنوعت موضوعات قضايا المرأة المطروحة في برنامج «أن يتفقهن» مع التركيز على موضوعات الأسرة والمرأة باعتبارها قضايا محورية تسهم في تعزيز دور المرأة في الأسرة وتساعدها في الاندماج بالمجتمع بتأصيل ديني إسلامي، وهذا كله يُعد خطوة إيجابية لحماية الخلية الأساسية من الطروحات المغرضة والدخيلة.
• اختلفت طبيعة القيم المتضمنة في قضايا المرأة المطروحة في برنامج «أن يتفقهن، وجاءت القيم الدينية الأكثر استخداما لكونه برنامجا دينيا تعليميا فقهيا، بالإضافة إلى توجه القناة الديني في إطار الإعلام الديني الذي تتبناه وحاجة المرأة لإعادة الاعتبار للجانب القيمي.
• اعتمدت القائمات على برنامج «أن يتفقهن» على السنة النبوية في التأكيد على قضاياهن، وهذا محاولة منهن للرد على البعد الذي تشهده التيارات الحديثة في الاستدلال بالسنة النبوية ومحاولة تحييدها من الحياة اليومية والاجتماعية وحتى المعرفية، مما يؤكد على محوريتها كإحدى المصادر الأساسية التي وجب الاعتماد عليها.
• تنوعت الأساليب المستخدمة في توضيح قضايا المرأة في برنامج «أن يتفقهن» والتي جعلت الخطاب الديني أكثر واقعية وقربا من الجمهور النسوي، مع التركيز على الأساليب العقلية في قفزة نوعية بعيدا عن النمطية العاطفية التي تعودت المرأة عليها.
• تصدر الهدف التعليمي الأهداف المسطرة من القائمين على برنامج «أن يتفقهن» في توضيح قضايا المرأة، وهذا يؤكد على محورية الدين الإسلامي في البرنامج، وسعيه لتأصيل معرفي صحيح لكل ما له علاقة بالمرأة خاصة مع ظهور التيارات الجندرية والنسوية والتي تستقطب النساء وتحاول التأثير فيهن بمبررات وهمية.