الاختطاف..الراهن والحلول

مساهمة الدكتور وليد بوعديلة/ تحتاج كل ظاهرة اجتماعية إلى مقاربات ووقفات للبحث فيها،و هنا تتفاعل التخصصات العلمية التي تسهم و تدرس الأبعاد،و تبحث الحلول لعلاج الظاهرة.ولا يخفى علينا ان بناء المنظومة الوطنية لا يقتصر على المجالات المادية فقط،بل يشمل بالاساس البناء الرمزي،اي المجال القيمي أو الاخلاقي. وقد فتحت جريدة البصائر النقاش حول الاختطاف، وننتظر مبادرات …

يوليو 21, 2025 - 14:59
 0
الاختطاف..الراهن والحلول

مساهمة الدكتور وليد بوعديلة/

تحتاج كل ظاهرة اجتماعية إلى مقاربات ووقفات للبحث فيها،و هنا تتفاعل التخصصات العلمية التي تسهم و تدرس الأبعاد،و تبحث الحلول لعلاج الظاهرة.ولا يخفى علينا ان بناء المنظومة الوطنية لا يقتصر على المجالات المادية فقط،بل يشمل بالاساس البناء الرمزي،اي المجال القيمي أو الاخلاقي.
وقد فتحت جريدة البصائر النقاش حول الاختطاف، وننتظر مبادرات مؤسسات اعلامية جزائرية أخرى، للحد من تكرار عمليات الاختطاف في احيانا، وهو الذي يشهد انتشارا وتنوعا في المجتمع الجزائري، وكثيرا ما سمعنا عن عمليات اختطاف انتهت بجرائم مروعة، مثل ما وقع بمنطقة السبت بعزابة في ولاية سكيكدة، منذ سنوات قليلة عندما خطف المحامي جمال شاوي، ثم وجد مقتولا، وهو ما وقع مع شابة من قسنطينة مؤخرا….فما السبيل لتوقيف الظاهرة؟
نحن نأمل أن يكثر النقاش والافكار لنجد الحلول، وهو ما يتطلب من مؤسسات التنشئة الاجتماعية العمل الكثير، وهنا نميز بين انواع الاختطاف:
-اختطاف الاطفال لغايات تتعلق بالشعوذة،السحر،الحسد،الابتزاز المالي،…
-اختطاف الكبار لغايات مادية غالبا (سرقة مال، سرقة سيارة، صراع عائلي…
ومن ثم نقترح على الخصوص الاكثار من مبادرات التحسيس والتوعية، قصد بناء “الهبة الشعبية الوطنية لمواجهة الاختطاف”، بخاصة زمن العطلة، وأدعو جميع الوزارات و المؤسسات والنخبة المثقفة لتنظيم اسبوع التوعية، بمساهمة المساجد، دور الشباب، دور الثقافة، القنوات الاعلامية، شبكات التواصل، الجمعيات،النوادي الرياضية…، والنزول للشوارع والشواطئ ولحدائق الحيوانات والالعاب، والتواصل مع العائلات و تنبيه الاطفال.
وأشبي هنا إلى أمر هام، وهو امر ملاحظ بكثرة في الشوارع والمراكز التجارية،حيث تغفل الامهات عن أطفالهن للأسف، وتجد الام مشغولة في الشارع بمكالمة هاتفية وتسير في الطريق ولا تنتبه للسيارات، كما تغفل عن عصابات سرقة الاطفال؟؟؟، كما تنشغل بعض الامهات في المراكز التجارية بالسلع ولا تهتم بصغارها، وهي ظاهرة تحتاج إلى دروس مسجدية كاملة خاصة بها…
وأحيل كذلك إلى المناسبات العائلية، حيث يغفل الاولياء عن مراقبة الأطفال، خاصة في ساعات الظهيرة وفي الليل، بسبب الاهتمام بأجواء التحضير للولائم وعادات الأعراس، على حساب الانتباه للاطفال والاخطار التي تهددهم (الاختطاف، الغرق في الآبار والوديان، خطر الكهرباء، خطر التسمم الغذائي، خطر توجه الطفل بمفرده إلى البحر…).
نرجو أن تكون في هذا الصيف مبادرة شعبية وطنية للتوعية، في أسبوع أو يوم كامل، في كل مكان، وفي كل مؤسسة ثقافية شبابية رياضية، وفي كل مركز تجاري، وفي كل ساحة عامة، وفي كل شاطئ، وفي كل حديقة… لنقل بصوت واحد: الدولة والمجتمع في مواجهة الاختطاف.