مصطافون يعلنون “هُدنة” مع البحر وإنزال على المسابح

بقيت غالبية شواطئ شرق البلاد، وجهة لممارسة السباحة البصرية من دون دخول البحر بالنسبة لغالبية المصطافين المتواجدين في السواحل الشرقية من القالة بولاية الطارف إلى زيامة منصورية غرب ولاية جيجل مع الحدود مع ولاية بجاية. ودخلت الشواطئ السبت أسبوعها الثاني وهي ترفرف بالرايات الحمراء المانعة للسباحة، مع التواجد القوي والفعال لأفراد مصالح الحماية المدنية التي […] The post مصطافون يعلنون “هُدنة” مع البحر وإنزال على المسابح appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 2, 2025 - 16:31
 0
مصطافون يعلنون “هُدنة” مع البحر وإنزال على المسابح

بقيت غالبية شواطئ شرق البلاد، وجهة لممارسة السباحة البصرية من دون دخول البحر بالنسبة لغالبية المصطافين المتواجدين في السواحل الشرقية من القالة بولاية الطارف إلى زيامة منصورية غرب ولاية جيجل مع الحدود مع ولاية بجاية.
ودخلت الشواطئ السبت أسبوعها الثاني وهي ترفرف بالرايات الحمراء المانعة للسباحة، مع التواجد القوي والفعال لأفراد مصالح الحماية المدنية التي ظلت تتقرب من المصطافين وتحذرهم من خطورة المغامرة، وقد وجدت أخيرا وبصعوبة كبيرة الأذان الصاغية بدليل أن العديد من الشواطئ، لم تكن تسجل أكثر من تلامس ما بين المصطافين وأمواج البحر، من دون سباحة أو الارتماء في الأعماق.
في مسيدا وهو أهم شواطئ القالة بولاية الطارف، كان المنظر يوم الخميس شبيها بحالة الشاطئ في فصل الربيع. فالديكور الذي اطلعت عليه الشروق اليومي، يقدم عائلات تفترش الرمال وتتجاذب الحديث أو تحيط حول مائدة غداء مع أطفال يلعبون بحبات الرمال، يحفرون فيها أنفاقا ويبنون دورا، بينما رست سفن النزهة والدراجات المائية على الشاطئ تنتظر هدوءه.
تقول سيدة قدمت من ولاية سوق اهراس: “لقد حجزنا مسكنا لمدة 10 أيام بمدينة القالة، ولكن شاء القدر أن نمضي سبعا نتفرج على الأمواج فقط، لكننا استفدنا من حيث السياحة وليس السباحة، حيث صرنا في كل يوم نتنقل إلى شاطئ جديد، فزرنا المرجان والقالة القديمة والبطاح واليوم مسيدا، كما زرنا محمية طونغة وقلب غابة أم الطبول”، للأسف القالة لا تمتلك مسابح وإلا كنا أمضينا فيها بعض الوقت لأجل سباحة الأبناء يقول زوجها.
مصالح الحماية المدنية بالطارف، بدورها صامت في اليومين الأخيرين عن بيانات الإنقاذ والغرق، بعد أن وصل رقم السباحة إلى الصفر في بعض الشواطئ في ظاهرة صحية صار فيها المصطافون أنفسهم يتناصحون فيما بينهم، ويعتبرون أي مغامر، مجرد مخاطر بحياته يستحق المنع من ذلك.
في شاطئ العربي بن مهيدي “جاندارك” بولاية سكيكدة، كانت المظلات تقاوم الريح الخفيفة التي هبت الجمعة الماضي والآلاف من المصطافين يقاومون رغبة السباحة الجامحة، وغالبيتهم استطاعوا فعل ذلك، حتى أن الذين سبحوا صباح الجمعة كانوا يعدون على أصابع اليد.
شاهدنا على طول الشاطئ الكبير جدا جاندارك، مئات السيارات من مختلف الولايات خاصة قسنطينة وسكيكدة وباتنة وقالمة وسطيف، ولكننا لم نشاهد إلا القلة من لامس جسده البحر، وحتى فئة المغامرين تلاشت في الأيام الاخيرة، في شبه إعلان هدنة سباحة إلى أن تعود مياه البحر إلى مجاريها الطبيعية صيفا، التي تعني الهدوء وتراجع حركة الأمواج.
لكن في المقابل شهدت مسابح المنطقة وهي كثيرة، إقبالا شديدا من المصطافين تجاوز الحدّ المسموح به للسباحة في مسابح أكبر من نوع 25 مترا، مثل مسبح العربي بن مهيدي العتيق وثلاثة مسابح تابعة لخواص في الفنادق والحدائق المائية، بالرغم من أن أسعار الدخول الغالية، التي تصل إلى 2000 دج للفرد الواحد مع منعه من إحضار وجباته الغذائية معه.
أما في عنابة فقد تحول الليل إلى نهار، والنهار إلى ليل، فشاطئي “شابي وسانكلو” صارا يشدان إليهما الرحال ليلا إلى ما بعد منتصف الليل، أما في النهار فهي أمكنة للتبصر وتجاذب أطراف الحديث، وتناول الطعام من دون السباحة كما كان الحال أول أمس الخميس.
السابحون في الفضاء الأزرق غلبوا السابحين في البحر في شواطئ ولاية جيجل، فلم نجد في الشاطئ الأحمر الساحر بزيامة منصورية غير الجالسين المسالمين، رافعين راية الاستسلام أمام الأمواج، ومنحنين نحو هواتفهم النقالة علّهم يجدون أمواجا أهدأ من موج شواطئ زيامة منصورية بولاية جيجل.
كل فروع الحماية المدنية التي اتصلنا بها أجمعت على معاودة النصح والتحسيس بمخاطر المغامرة، لأن ارتفاع الموج إلى هذا الحد هو منع قطعي للسباحة والتعامل مع البحر وحتى ولو كان الأمر يعني سبّاحا ماهرا مشهودا له في هذه الرياضة.
وكما صارت الأمور تسير في السنوات الأخيرة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي صارت تنقل في كل لحظة تنبيهات الأرصاد الجوية وتنقل أخبار الشواطئ بمآسيها وأيضا بنصائحها، على أمل أن يعود البحر إلى هدوئه في شهر أوت.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مصطافون يعلنون “هُدنة” مع البحر وإنزال على المسابح appeared first on الشروق أونلاين.