مطالب بتكييف الدخول المدرسي مع المناخ الصحراوي

طالبت عدة فعاليات محلية من جمعيات أولياء التلاميذ وسلطات منتخبة، القائمين على وزارة التربية الوطنية، بأهمية مراجعة تاريخ الدخول المدرسي المقبل 2025/2026، مراعاة لخصوصية المناخ في مناطق الجنوب. وفي هذا الشأن، فقد اقترحت فعاليات محلية حليّن اثنين، وهما إما اعتماد نظام “الدوام المستمر” أو “نظام الفترة الواحدة”، خلال الأسابيع الأولى من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، […] The post مطالب بتكييف الدخول المدرسي مع المناخ الصحراوي appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 6, 2025 - 16:26
 0
مطالب بتكييف الدخول المدرسي مع المناخ الصحراوي

طالبت عدة فعاليات محلية من جمعيات أولياء التلاميذ وسلطات منتخبة، القائمين على وزارة التربية الوطنية، بأهمية مراجعة تاريخ الدخول المدرسي المقبل 2025/2026، مراعاة لخصوصية المناخ في مناطق الجنوب.
وفي هذا الشأن، فقد اقترحت فعاليات محلية حليّن اثنين، وهما إما اعتماد نظام “الدوام المستمر” أو “نظام الفترة الواحدة”، خلال الأسابيع الأولى من التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة، أو تكييف مواقيت الدراسة بما يتلاءم مع خصوصيات الجو الصحراوي، ومن ثمة المحافظة على دخول مدرسي موحد شمال-جنوب من جهة، ومن جهة ثانية تجنيب المتعلمين معاناة في بداية موسمهم الدراسي.
وبمجرد، إفراج وزارة التربية الوطنية، عن رزنامة الدخول المدرسي المقبل 2025/2026، وإعلانها عن قرب موعد عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة في الـ10 سبتمبر الداخل، لأول مرة بعد خمس سنوات، من قرار تأخيره إلى غاية 21 من نفس الشهر، سارعت فعاليات محلية بدورها إلى المطالبة بضرورة إعادة النظر في التواريخ المقدمة، من خلال “تكييف” تاريخ الدخول المدرسي مع خصوصية المناخ القاسي الذي يميز هذه المناطق.
وفي هذا الإطار، طالبت التنسيقية الولائية لورقلة التابعة للاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ، في مراسلة رسمية موجهة إلى رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تحمل رقم 07 ومؤرخة في الـ3 أوت الجاري، بضرورة الاستعجال في رفع انشغالها إلى وزير التربية الوطنية، لأجل التدخل قصد تكييف موعد الدخول المدرسي القادم مع خصوصية الطقس الصحراوي، خاصة وأن العودة إلى مقاعد الدراسة ستتزامن مع موجات حر شديدة تشهدها مناطق الجنوب، حيث تبلغ درجات الحرارة مستويات قياسية تفوق أحيانا 45 مئوية.
وفي هذا الصدد، أعلنت التنسيقية عن رفعها لمقترحين اثنين، ويتعلق الأمر أولا باعتماد نظام “الدوام المستمر” خلال الأسابيع الأولى من عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، أو العمل على تكييف مواقيت الدراسة بما يتلاءم مع خصوصيات الجو الصحراوي القاسي.
وفي حال تم اعتماد أحد النموذجين، فإنه سيتم تجنيب أبنائنا المتمدرسين معاناة في بداية موسمهم الدراسي، من خلال المحافظة على صحتهم وسلامتهم، خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث يواجهون صعوبة كبيرة في تحمل درجات الحرارة المرتفعة، سواء أثناء التنقل أو داخل الأقسام التربوية أو خارجها.
ومن جهتها، وجّهت النائب بالمجلس الشعبي الوطني صليحة قاشي عن الدائرة الانتخابية لولاية المغير، سؤالًا كتابيًا إلى وزير التربية الوطنية، بتاريخ الـ4 أوت الجاري، تلتمس من خلاله التدخل السريع، لمراجعة تاريخ الدخول المدرسي المقبل، مراعاة للظروف المناخية الخاصة بمناطق الجنوب، لأجل تحقيق المبتغى المطلوب وهو ضمان تكافؤ الفرص وظروف تمدرس ملائمة لجميع أبناء الوطن، مع التركيز على المعايير العلمية والاجتماعية والبيئية التي من شأنها تحسين الأداء التربوي والارتقاء بجودة التعليم.
ومن هذا المنطلق، لفتت النائب إلى أن طلبها يعكس انشغالا مشروعا لأولياء التلاميذ في الجنوب الجزائري، بسبب أنهم متخوفون كثيرا من تأثير موعد الدخول المدرسي لهذا الموسم، على ظروف تمدرس أبنائهم في ظل المناخ الصحراوي شديد الحرارة، الذي يطبع مناطقهم خلال فصل الصيف.
وإلى ذلك، أبرزت صليحة قاشي بأن الجميع قد لمس في الموسمين الدراسيين السابقين خطوة محمودة، حين تم تعديل تاريخ الدخول الاجتماعي ليتماشى نسبيًا مع واقع هذه المناطق، وهو ما استحسنه المواطنون واعتبروه توجها مبنيا على دراسة موضوعية تراعي التنوع المناخي والجغرافي للبلاد.
وعليه، فإن العودة إلى تاريخ مبكر هذا الموسم، تثير القلق من انعكاسات سلبية قد تمس التحصيل الدراسي والصحة النفسية والجسدية للتلاميذ، خاصة في الفترات النهارية الممتدة من منتصف النهار إلى المساء، حيث تستحيل الحياة المدرسية في ظل درجات حرارة تتجاوز الـ45 درجة مئوية في بعض الولايات الجنوبية، تؤكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني.
ويرى مختصون في المجال التربوي، أن الدخول المدرسي المبكر قد يعرض التلاميذ خاصة صغار السن، لمخاطر صحية كبيرة، منها ضربة الشمس، والجفاف، والإرهاق، ناهيك عن انعكاس ذلك على تركيزهم وقدرتهم على استيعاب الدروس، وبالتالي وجب تكييف العودة إلى مقاعد الدراسة مع خصوصية الطقس الصحراوي، عن طريق ابتكار حلول ذات فعالية على غرار اعتماد العمل بنظام “الدوام المستمر”، أو ما يُعرف اصطلاحًا بـ”نظام الفترة الواحدة”، والذي قد يكون حلاً وسطًا يمكن تعميمه على مناطق الجنوب خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، خاصة إذا ما أُرفق بإجراءات داعمة، كتوفير المكيفات الهوائية، ومياه الشرب، والتهوية داخل الأقسام التربوية.
واستخلاصا مما سبق، فإن تكييف توقيت الدخول المدرسي في الجنوب يبقى مطلبًا يرتبط بصحة التلاميذ أولًا، وجودة تعليمهم ثانيًا، وفق المدافعين عنه.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post مطالب بتكييف الدخول المدرسي مع المناخ الصحراوي appeared first on الشروق أونلاين.