ملتقى ريادة الأعمال النسوية وتحمل المسؤوليات الاقتصادية
احتضن مركز الثقافة عز الدين مجوبي بالعاصمة الجزائرية، في أجواء امتزج فيها عبق التراث اللامادي بنبض الريادة العصرية، ملتقى حمل عنوان “ريادة الأعمال النسوية وتحمل المسؤوليات الاقتصادية”، وهو لقاء نظمته جمعية “الأفناك الذهبية للسياحة وفنون الطهي” بالتعاون مع “لقاء شباب الجزائر”، حيث تحوّلت القاعة إلى فضاء نابض بالحكايات الملهمة، والعروض التراثية، والتجارب النسوية الرائدة التي […] The post ملتقى ريادة الأعمال النسوية وتحمل المسؤوليات الاقتصادية appeared first on الجزائر الجديدة.

احتضن مركز الثقافة عز الدين مجوبي بالعاصمة الجزائرية، في أجواء امتزج فيها عبق التراث اللامادي بنبض الريادة العصرية، ملتقى حمل عنوان “ريادة الأعمال النسوية وتحمل المسؤوليات الاقتصادية”، وهو لقاء نظمته جمعية “الأفناك الذهبية للسياحة وفنون الطهي” بالتعاون مع “لقاء شباب الجزائر”، حيث تحوّلت القاعة إلى فضاء نابض بالحكايات الملهمة، والعروض التراثية، والتجارب النسوية الرائدة التي عبرت من حدود البيت إلى عالم المقاولة والمبادرة.
وسيلة بن ناصر، رئيسة جمعية الأفناك الذهبية، أدارت هذا الحدث ببصمة تجمع بين الحرفية والرؤية، وأشرفت على تخريج دفعة جديدة من المتخصصات في صناعة الحلويات التقليدية الجزائرية، معتبرة أن هذه المهارات لا تمثل فقط تراثاً محفوظاً، بل هي أدوات ريادية قادرة على خلق القيمة وإثراء الاقتصاد الوطني. ومن جانبه، عبّر عبد المالك بن لعور، رئيس لقاء شباب الجزائر، عن دعمه المطلق لتمكين المرأة اقتصادياً، مؤكداً أن الريادة النسوية ليست مجرد طموح فردي، بل مسؤولية جماعية، مشيراً إلى مبادرات واعدة مثل “دار الابتكار” و”الدار البنفسجية” للصناعة السينمائية التي تستهدف إطلاق ديناميكية اقتصادية جديدة تقودها نساء صاحبات كفاءة وشغف. اللقاء احتوى أيضاً على جلسات علمية ثرية كان أبرزها مداخلة الدكتورة كريمة العرابي من جامعة مولود معمري من تيزي وزو ، التي تطرقت إلى تطور مفهوم التمكين الاقتصادي للمرأة، مبرزةً العلاقة بين التحكم في الموارد واتخاذ القرار، مع تحليل دقيق لتجارب التمويل وآليات التشبيك المهني. أما نسرين أوكيد، المتخصصة في التجارة الإلكترونية، فقد جعلت من مداخلتها مساحة لتقريب التكنولوجيا من الحرفة، موضحة كيف يمكن تحويل قطعة حلوى تقليدية إلى منتج عالمي من خلال جودة عالية، وتسويق رقمي صادق. الملتقى عرف أيضاً شهادات حية، أبرزها تجربة فتيحة منصور التي أسست “مدرسة بابا منصور” تخليداً لذكرى والدها المجاهد، وتجربة حليمة مزيدي التي عرضت مشروعها لتكوين المتربصات وتحويلهن إلى مقاولات ناجحات. وما أضفى على الملتقى طابعاً فنياً وإنسانياً بامتياز، هو مشاركة الفنانة عويشة بومدين التي جمعت بين الشعر الفصيح والعامي في وصلات عبّرت فيها عن هوية المرأة الجزائرية التي تحرس الذاكرة وتنحت المستقبل. اللقاء توّج بتخريج تسع متربصات في صناعة الحلويات التقليدية، في عرض فني أنيق يعكس كيف يمكن للفن والاقتصاد أن يسيرا جنباً إلى جنب. الرسائل التي خرج بها اللقاء جاءت واضحة ومفعمة بالأمل، الذي أبان أن المرأة الجزائرية ليست فقط فاعلة في الحفاظ على التراث، بل هي صانعة للتغيير وقادرة على قيادة اقتصاد بنكهة نسوية تجمع بين اللين والإصرار، بين الحرفة والإبداع، وبين الهوية والطموح.
خليل عدة
The post ملتقى ريادة الأعمال النسوية وتحمل المسؤوليات الاقتصادية appeared first on الجزائر الجديدة.