نتائج “البيام” تدخل أروقة البرلمان

دخلت نتائج امتحان “البيام”، أروقة المجلس الشعبي الوطني، بمسائلة وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، وكانت الفُرصة سانحة لإثارة ملف الدروس الخصوصية هذه الظاهرة التي أثارت سابقًا نقاشات حادة في المجتمع التربوي الموسم الماضي.

ووجه النائب بوقطوشة زكية، ممثل الدائرة الانتخابية الجزائر العاصمة، مُراسلة إلى وزير التربية الوطنية، تطلب فيها التدخل العاجل لتنظيم الدروس الخصوصية وهو نفس التوجه الذي أعلن عنه الوزير محمد صغير سعداوي، إذ قال إن “الدروس الخصوصية يجبُ أن تكون محددة ومكيفة وفقًا للقانون ويجب تنظيمها بطريقة تضمن استفادة الطلاب دون تجاوز القوانين”.

وقالت النائبة في مستهل المراسلة إن “نتائج شهادة التعليم المُتوسط لعام 2025 قد اثارت الكثير من التساؤلات في أوساط أولياء التلاميذ خاصة في ظل التباين الملحوظ بين النتائج الفصلية والنهائية”، واعتبرت المُتحدثة أن “الاعتماد على الدرس الخصوصية خارج الإطار المدرسي بات عاملا مُؤثرا في نتائج الامتحانات الرسمية مما يطرحُ إشكالية حقيقية تتعلق بمبدأ تكافؤ الفُرص ويُضعف من دور المدرسة العمومية في تقديم التعليم النوعي”.

ودعت المتحدثة الوزير إلى “فتح تحقيق حول مدى تأثير الدروس الخصوصية على نتائج الشهادة مع دعم المؤسسات التربوية لتعزيز دورها البيداغوجي خاصة لفائدة التلاميذ المُتعثرين”، واقترحت بالمقابل “دراسة آليات لتنظيم أو تقليص الاعتماد على الدروس الخصوصية مع التركيز على مراجعة منهجية التقييم لضمان عدالة أكبر وشمولية أوسع”.

يُذكر أن مجلس المحاسبة وفي تقريره حول أوضاع قطاع التربية خلال الفترة المُمتدة بين 2015 حتى 2024، تحت عُنوان “المدرسة الجزائرية ورهانات الجودة” أوصى فيه وزارة التربية الوطنية، بتسليط الضوء على هذا النشاط لما له علاقة مُباشرة بالمنظومة التربوية التربوية وتأثيرها على كافة مكوناتها، ولعل أبرز نقطة تم تسليط الضوء عليها أن هذه الظاهرة لم تكن موضع دراسة مناسبة من طرف الوزارة الوصية، فالتوصيات والتحريات والمقابلات التي أجريت مع مصالح الوزارة أظهرت غياب دراسات أو تحقيقات حديثة ومعمقة تتعلق بحجم وأسباب وأثر هذه الظاهرة التي يعتبرها الجميع نشاطا غير رسمي ينتشر بوتيرة متزايدة، إذ اقتصر التحليل على نقابات عمال التربية ووسائل الإعلام والاستطلاعات الجامعية.

وقام التقرير على أرقام وإحصائيات تعود إلى الحقبة الممتدة بين 2012 و 2014، حيث تجاوزت نسبة التلاميذ الذين تابعوا دروسًا خصوصية خلال العام الدراسي 2012 /2013 في السنة الخامسة ابتدائي 40.90 بالمائة و 48,73 بالمائة في السنة الرابعة متوسط بينما بلغت هذه النسبة 66.91 بالمائة خلال العام الدراسي 2013/ 2014 في السنة الثالثة ثانوي، ولعل أبرز المواد طلبا للسنة الخامسة ابتدائي هي اللغة الفرنسية بنسبة 74.50 بالمائة، اللغة العربية بنسبة 64.60 بالمائة ثم الرياضيات بنسبة 57.20 بالمائة.

وذكر التقرير بعض العوامل التي تقف وراء تفاقم هذه الظاهرة من بينها نُقص الإشراف والمتابعة داخل المؤسسات التعليمية، وعدم القدرة على الاستيعاب الكافي لمقررات المواد الأساسية وضعف النتائج المدرسية والضغوط الاجتماعية للحصول على درجات أو مستويات أفضل، وكان لها عدة آثار اجتماعية واقتصادية من بينها عدم قدرة النظام التعليمي على الحفاظ على ثقة أولياء التلاميذ بالمدرسة باعتبارها مؤسسة تعليمية تهدف إلى أداء مهمتها على أكمل وجه مع تفاقم الفوارق الاجتماعية واستنزاف الموارد المالية للأسرة وتبعية التلميذ وإرهاقه وحرمانه من الراحة وأوقات الفراغ الضرورية لنموه المتوازن.

فؤاد ق

The post نتائج “البيام” تدخل أروقة البرلمان appeared first on الجزائر الجديدة.