خلفت التسريبات التي كشف عنها الهاكر “جبروت دي زاد” حول ما يجرب خلف دواليب القصر وأذرعه المخابراتية والاعلامية، من صراعات واقتتال بين العصب تحسبا لمرحلة ما بعد الملك محمد السادس المنهك بسبب المرض ، خلفت حالة من الهلع في النظام العلوي، بشكل دفعه إلى البحث عن متنفس لدى وسائل إعلام غربية للرد على تلك التسريبات، التي هزت أركان العرش العلوي.
وفي هذا الصدد، لم يجد النظام المغربي من رافعة للدفاع عنه، سوى منصة إعلامية مغمورة، للقيام بدور المشكك في تلك التسريبات، التي أضرت كثيرا بسمعة القصر والنظام العلوي عموما، وكشفت أن مكامنه تعاني من حالة من الهشاشة تهدد بانهياره في أية لحظة، على العكس تماما مما يروج من قبل أذرعه السيباسية والمنصبات الاعلامية الغربية التي وكلت للدفاع عنه، باعتباره نظام وظيفي في خدمة أجندة الدول الغربية لتدمير الاستقرار في المنطقة المغاربية والافريقية.
وكعادة لم يجد سوى منصة إعلامية فرنسية مأجورة جديدة، بعد احتراق أوراق المنصات التقليدية التي اعتادت الدفاع عنه، من قبيل “جون أفريك”، و”لوبوان” و”لوفيغارو” وغيرها. وتدعى هذه المنصة omerta media، وقد راحت تشكك في تلك التشريبات، وتتحدث عن عدم موثوقيتها هكذا من دون دليل أو مستند موثوق، زاعمة بأن الهدف منن تلك التسريبات هو التشويش على الاستقرار الظاهري لنظام المخزن المتهالك.
وقد اعترفت تلك المنصة من حيث تدري أو لا تدري، بأن تلك التسريبات أضرب بسمعة المخزن في الخارج، كما زعمت بأن المخابرات المغربية ونظيراتها الأوروبية والأميركية تميزت خلال السنوات الأخيرة بالانسجام والتكامل، خصوصا في ملفات مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، متناسية فضيحة التجسس عبر البرمجية الصهيونية “بيغاسوس”، التي طالت هواتف مسؤولين أوروبيين كبار من بيهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وقد تسببت كما هو معلوم في أضرار كبيرة للعلاقات بين الرباط وشركائها الأوروبيين.
وراحت هذه المنصة الماجورة تبحث عن تبييض سمعة المخابرات المغربية، وتؤكد على حرصها على التعاون مع المخابرات الأوروبية، مستشهدة بحضورها ندوة استراتيجية خصصت لمناقشة التهديدات الأمنية وتعزيز الربط العملياتي بين أوروبا ومنطقة الساحل، وهو حدث لا ينفي الضرر الذي سببته الصراعات داخل عصب المخابرات المغربية التي تخوض حربا ضروسا فيما بينها من أجل ترتيب مرحلة ما بعد الملك المنهط بسبب المرض.
ومعلوم أن نظام المخزن المغربي يتقاسمه طرفان، الأول مرتبط بقوة الكيان الصهيوني، وهو الذي يمثل نجل الملك محمد السادس، الأمير الحسن الثالث، وعبد اللطيف الحموشي الرجل القوي في الأمن المغربي (الشرطة والأمن الداخلي)، من جهة، وشقيق الملك، الأمير رشيد، الذي خسر ولاية العهد لصالح نجل الملك، ويقف معه في الصراع، شقيقاته الأميرات اللواتي يخشين فقدان النفوذ في حالة انتهى العرش إلى الحسن الثالث.
The post تسريبات “الهاكر جبروت دي زاد” هزت أركان العرش appeared first on الجزائر الجديدة.