نحو مشروع إعلامي جزائري واقعي وطموح
في مقاله المنشور على موقع العربي الجديد بعنوان “المشهد الإعلامي الجزائري… الواقع والمشروع”، يرسم الكاتب أبو بكر زمال صورة للمشهد الإعلامي في الجزائر، متنقلاً بين تشخيص الواقع الحالي واقتراح ملامح مشروع إعلامي واعد تتطلبه المرحلة. ويرى زمال أن وزير الاتصال الحالي، محمد مزيان، قد أحدث تحوّلاً في طبيعة النقاش حول الإعلام، بعدما أخرجه من جدران …

في مقاله المنشور على موقع العربي الجديد بعنوان “المشهد الإعلامي الجزائري… الواقع والمشروع”، يرسم الكاتب أبو بكر زمال صورة للمشهد الإعلامي في الجزائر، متنقلاً بين تشخيص الواقع الحالي واقتراح ملامح مشروع إعلامي واعد تتطلبه المرحلة.
ويرى زمال أن وزير الاتصال الحالي، محمد مزيان، قد أحدث تحوّلاً في طبيعة النقاش حول الإعلام، بعدما أخرجه من جدران غرف التحرير المغلقة إلى الفضاء العام. مثيراً جملة من الأسئلة الكبرى حول مستقبل هذا القطاع الحساس.
ونوّه الكاتب بالدور الذي لعبه الوزير مزيان الذي لم يتردّد في الإشارة إلى مكامن الخلل، وفي مقدّمتها تراجع جودة المضامين، وتغوّل منطق الإشهار على حساب المهنية، معتبراً ذلك بداية حقيقية لأي إصلاح جاد. أشار في ذات السياق إلى أن الوزراء السابقين لقطاع الاتصال، رغم معرفتهم الدقيقة بواقع الإعلام، لم يتمكنوا من مواكبة التحولات العميقة في المجال، ما أدى إلى شعور عام بالإخفاق.
يتوقف المقال عند أبرز مشكلات المنظومة الإعلامية، وفي مقدّمتها التراكمات غير المعالجة التي أضعفت الأداء الإعلامي، وسط عدم وضوح نموذج اقتصادي فعّال يجعل من المؤسسات الإعلامية قوية ومستقلة. ويتساءل الكاتب عن مصير الأموال العامة التي تدفقت لسنوات نحو وسائل الإعلام دون نتائج تُذكر في مستوى التكوين، أو التطوير، أو بناء محتوى تنافسي قادر على مواجهة الإعلام المعادي والهيمنة الرقمية.
وينبّه المقال إلى أن الأزمة لا تتعلق فقط بالتمويل أو الدعم العمومي، بل تتعداها إلى معضلات أعمق مثل تفشي الرقابة الذاتية داخل غرف التحرير، وغلبة هاجس الإشهار على حساب جودة المنتج الصحفي.
ويشير الكاتب إلى أن المعركة الإعلامية التي تواجهها الجزائر اليوم ليست مجرد معركة داخلية، بل حرب ناعمة تخاض على مستوى دولي، من خلال وسائل إعلام عالمية ومنصات رقمية واسعة التأثير. وهي معركة تتطلب استراتيجيات جريئة، واستعادة للثقة، وتمكين للكفاءات، وتحريراً للإبداع الإعلامي الوطني من قيود الخوف والتردد.
في خاتمة مقاله، يدعو زمال إلى إعادة النظر بعمق في موقع الإعلام داخل المشهد الوطني، وضرورة أن يتحول إلى أداة استراتيجية للدفاع عن البلاد، وليس مجرد فضاء للاستهلاك الإشهاري أو تدوير الرداءة. فالمطلوب اليوم، في رأيه، ليس إصلاحاً شكلياً، بل مشروعاً متكاملاً يعيد للصحافة الجزائرية مكانتها، ويؤهلها لربح معركة المستقبل.