نكستنا الأخلاقية.. أعراضها وأسبابها

لعلنا جميعا نشعر مِن حولنا أنّ مجتمعنا المسلم ينحدر في هوة سحيقة من ضياع الدّين والأخلاق، وقلة المروءة وذهاب الحياء والانتكاس عن الفطرة.. أصبحنا وكأنّنا نعيش في غابة، أو كأنّنا عدنا –في كثير من أحوالنا- إلى الجاهلية التي وصفها جعفرُ بنُ أبي طالبٍ للنجاشي –رضي الله عنهما-، فقال: “كُنَّا قومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نعبدُ الأصنامَ -والأصنام […] The post نكستنا الأخلاقية.. أعراضها وأسبابها appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 23, 2025 - 16:33
 0
نكستنا الأخلاقية.. أعراضها وأسبابها

لعلنا جميعا نشعر مِن حولنا أنّ مجتمعنا المسلم ينحدر في هوة سحيقة من ضياع الدّين والأخلاق، وقلة المروءة وذهاب الحياء والانتكاس عن الفطرة.. أصبحنا وكأنّنا نعيش في غابة، أو كأنّنا عدنا –في كثير من أحوالنا- إلى الجاهلية التي وصفها جعفرُ بنُ أبي طالبٍ للنجاشي –رضي الله عنهما-، فقال: “كُنَّا قومًا أهلَ جاهليَّةٍ؛ نعبدُ الأصنامَ -والأصنام في زماننا هذا لم تعد من حجارة، إنّما من دراهم وشهوات وحظوظ دنيوية-، ونأكلُ المَيتةَ، ونأتي الفواحشَ، ونقطعُ الأرحامَ، ونُسِئُ الجِوارَ، ويأكلُ مِنَّا القويُّ الضَّعيفَ”!
في شوارعنا وأسواقنا، نسمع مِن أحطّ العبارات وأقذر الكلمات، بل نسمع سبّ خالق الأرض والسماوات، من ألسنة شباب ما عادوا يخشون ربًّا ولا يقدرون أبا ولا يستحيون من شيخ كبير ولا امرأة، ولا يرعون حرمة مؤسسة ولا إدارة ولا حتى مسجد! شباب فرضوا منطقهم في كلّ مكان، في الشوارع وفي وسائل النقل وأمام البيوت وبجوار المساجد.. حتى أضحى المرء يستحيي من أن يمشي في الشّارع مع زوجته أو ابنته أو ابنه أو أخيه، بل وأمسى الناس لا يأمنون على بيوتهم ولا على متاجرهم ولا على سياراتهم وأموالهم، ولا على بناتهم وأبنائهم.. حتى من يقضي جلّ وقته في بيته، لا يسلم من الأصوات المنكرة التي تدخل بيته رغما عنه! تلفظها ألسنة شباب لم يجدوا من يردعهم، ولا من يزجرهم ولا حتى من ينهاهم عن تلويث الأسماع بساقط الكلمات، والأبصار بأقذر الحركات، ومقارعة الخمور والمخدّرات جهارا نهارا وبيعها في الأحياء أمام البيوت من دون خوف ولا حياء!
المصيبة أنّ هذه النكسة الأخلاقية التي نعيشها أصبحت مشاعة في مواقع التواصل، فما يحدث في الأحياء الصغيرة –فضلا عن المدن الكبيرة- يُصور وينشر ليراه العالم أجمع.. وأمست مقاطع السرقات والاعتداءات والخصومات ومعارك الأسلحة البيضاء تنشر في المجموعات ويراها الناس جميعا.. مقاطع توثق عبث بعض الشباب بالأرواح في الطرقات، وتصور إصرارهم على الرعونة والمغامرة بحياة النّاس.. ومقاطع أخرى لشباب يتباهون بتعاطي المخدرات ويخاطبون الناس بكل صفاقة ويتوعدون ويهددون، ويسترجلون بحمل السكاكين والسيوف، ويعتدون على الناس جهارا في وضح النهار ويسلبون أموالهم ويهدّدون حياتهم.. ومقاطع لشجارات وخصومات بين شباب الأحياء، وحتى خصومات بين الجيران، ولعلنا جميعا رأينا ذلك المقطع الذي خرجت فيه امرأة لتضرب جارها الرجل الذي ضرب ابنها، فما كان منه هو الآخر إلا أن ضرب ابنها مرة أخرى وضربها هي الأخرى بكل قسوة وأسقطها أرضا، والحمد لله أنّ العقلاء سعوا في الصلح، وإلا تفاقمت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه! فما الذي أوصلنا إلى هذه المحنة الأخلاقية؟!

السّبب الأوّل في النكسة الأخلاقية: العدالة الحاضرة الغائبة!

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post نكستنا الأخلاقية.. أعراضها وأسبابها appeared first on الشروق أونلاين.